فيما تفقد بارزاني قوات البيشمركة في منطقة دهوك داخل الاقليم فقد اتهمت القوات الاتحادية إقليم كردستان بالتراجع عن مسودة الاتفاق على انتشارها والقيام بتحريك قواته وبناء دفاعات جديدة لعرقلة الانتشار مهددة بمطاردة قواته.. بينما أكد العبادي تصميم قوات بلاده على الانتشار على الحدود وداخل حدود اقليم كردستان.

إيلاف من لندن: أشارت قيادة القوات العراقية المشتركة إلى "انه من خلال المسؤولية العالية والحكمة التي أبداها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بإرساله وفدا فنيا عسكريا رفيع المستوى لعقد سلسلة لقاءات مع الوفد الأمني من أربيل واعطاء مهلة لعدة ايام من اجل حقن الدماء وحماية المواطنين فان قيادة الاقليم ووفده المفاوض تراجع بالكامل مساء امس عن المسودة المتفق عليها والتي تفاوض عليها الفريق الاتحادي معه". 

ووصفت القيادة في بيان صحافي وزعته خلية الاعلام الحربي الاربعاء واطلعت على نصه "إيلاف" التراجع الكردي بأنه "لعب بالوقت من قبلهم وان ما قدموه بعد كل تلك المفاوضات والاتفاقات وفي اللحظة الاخيرة هو عودة إلى ما دون المربع الاول ومخالف لكل ما اتفقوا عليه وان ما قدموه مرفوض بالمطلق". 

وأكدت "ان الاقليم يقوم طول فترة التفاوض بتحريك قواته وبناء دفاعات جديدة لعرقلة انتشار القوات الاتحادية وتسبيب خسائر لها وعليه فانه لا يمكن السكوت عن ذلك ومن واجبنا حماية المواطنين والقوات".

وأضافت القيادة" انه تم اعطاء جانب أربيل مهلة محددة للموافقة على الورقة التي تفاوضوا عليها ثم انقلبوا عنها وهم للاسف يعملون على التسويف والغدر لقتل قواتنا كما فعوا سابقا ولن نسمح بذلك".

وبينت "ان القوات الاتحادية مأمورة بتأمين المناطق والحدود وحماية المدنيين ولديها تعليمات مشددة بعدم الاشتباك ومنع اراقة الدماء ولكن ان تصدت الجماعات المسلحة المرتبطة بأربيل باطلاق صواريخ وقذائف ونيران على القوات الاتحادية وقتل افرادها وترويع المواطنين فانه ستتم مطاردتهم بقوة القانون الاتحادي ولن يكون لهم مأمن".

وشددت القيادة العسكرية العراقية بالقول" ان مصالح ابناء شعبنا في جميع المناطق التي ستدخلها القوات الاتحادية ستكون بحمايتها".

وبالترافق مع ذلك فقد زار رئيس اقليم كردستان السابق مسعود بارزاني اليوم مواقع قوات البيشمركة في محور سحيلة (50 كم غرب مدينة دهوك) حيث تفقد خطوط الصد للبيشمركة في ذلك المحور واستمع إلى احتياجاتهم ومتطلباتهم.

وكان بارزاني قد أكد خلال إعلانه تنحيه من منصب رئاسة إقليم كردستان الاحد الماضي ودخل حيز التنفيذ اليوم انه سوف يبقى جنديا مقاتلا في صفوف قوات البيشمركة للدفاع عن شعب كردستان ومكتسباته بحسب قوله.

وكان العبادي قد اوقف الجمعة الماضي العمليات العسكرية لقوات بلاده 24 ساعة من اجل العمل مع الاقليم لنشرها في كل المناطق المتنازع عليها على الارض وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا وذلك لمنع الصدام واراقة الدماء بين ابناء الوطن الواحد ثم تمديد الفترة حتى تم الاتفاق بين الجانبين على تنفيذ عمليات الانتشار. . 

العبادي: مصممون على الانتشار داخل حدود كردستان

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان قوات بلاده مصممة على الانتشار في الحدود وداخل حدود اقليم كردستان.

وقال العبادي في حديث خلال لقائه مجموعة من الكتاب والاعلاميين العراقيين وتابعته "إيلاف" ان "مطلبنا هو انتشار القوات الاتحادية في كل المناطق والحدود صلاحية حصرية للسلطة الاتحادية وكل السلطات الاتحادية يجب ان تُمارس داخل حدود الاقليم". وأشار إلى أنّ الاقليم طلب التفاوض "وشروطنا هي ان يكون التفاوض تحت ظل الدستور والعراق الموحد والغاء نتائج الاستفتاء".

وشدد بالقول "لا نريد قتالا مع الاقليم ليس خوفا وانما هو حفاظ على ارواح مواطنينا ونريد ان نتعايش ولا يكسر بعضنا الاخر". وقال "سيطرنا على كركوك بدون اي مواجهة عسكرية او ضحايا ونحن لا نريد تحقيق نصر على حساب احد مؤكدا انه "لم يحدث انتقام في كركوك وحافظنا على الوضع هناك".

واضاف العبادي قائلا "العراقيون اليوم اقوى في معادلة المنطقة".. وقد "رفضنا اي اجراء لمحاصرة مواطنينا في الاقليم".

وحول العمليات العسكرية الجارية حاليا لتحرير آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة الانبار بغرب العراق اوضح العبادي "قواتنا تتقدم بشكل ممتاز والعدو منهار و نصرنا لا يستهان به".. وقال "ان النصر الذي تحقق ليس للعراق فقط بل للعالم اجمع".

واوضح ان "العالم يرى ان العراق قد كسر شوكة الارهاب".. منوها إلى أنّ "اعلان الانتصار شيء والانتصار على الارهاب كفكر وتحدٍ شيء آخر.. وقال إنه بسبب الصراعات والخلافات نشأ الارهاب.

وأكد العبادي قائلا "نعتز بعراقيتنا وارادتنا وهناك من يسيء لكل شيء عراقي ويمدح غير العراقي وكل شيء عند الآخرين ممتاز لكن لا يفتخرون بما حققه العراق".

وأضاف "ان هناك خطوات لمكاسب انتخابية لو اتخذناها لتقدمنا خطوات انتخابيا لكننا لم نفعلها لانها لا تخدم العراقيين". وأكد أنّ الاجهزة الأمنية لن تستخدم لحماية الحكم ولكن لحماية الناس وممتلكاتهم" مشيرا بالقول إلى أنّ النازحين سيعودون إلى ديارهم قريبا.

وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط في 16 من الشهر الماضي دون مقاومة لكن قوات البشمركة بدأت في القتال بقوة مع انسحابها إلى مناطق قريبة. ووقعت معظم الاشتباكات العنيفة في الطرف الشمالي الغربي حيث تدافع البشمركة عن المعابر الحدودية مع تركيا وسوريا ومركز نفطي يتحكم في صادرات الإقليم من النفط الخام.

واتخذت حكومة بغداد مجموعة من الإجراءات العقابية ضد أربيل بعد الاستفتاء الذي أجري على الانفصال عن بغداد بينها غلق المجال الجوي على المطارات في الإقليم.

والأربعاء الماضي بادرت حكومة إقليم كردستان تجاه بغداد عارضة تجميد نتائج الاستفتاء بعد الضغوط السياسية الداخلية والدولية والخسارة التي تعرضت لها على الأرض لكن العبادي رفض هذا المقترح مؤكدا على انه لابديل عن الغاء الاستفتاء ونتائجه.