وجّه العبادي إنذارًا إلى حكومة إقليم كردستان بضرورة الإسراع في تسليم المنافذ الحدودية، مؤكدًا بالقول "إننا لن ننتظر إلى الأبد ليتم ذلك"، وشدد عزمه على محاربة الفساد، وأشار إلى أن الحدود العراقية مع سوريا ستؤمّن بالكامل قريبًا.

إيلاف: أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب الاجتماع الأسبوعي لحكومته، وتابعته "إيلاف"، أنه سيتخذ قريبًا إجراءات بشأن المنافذ الحدودية الواقعة تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان، لكنه أشار إلى أنه سيستعيدها من دون عنف من دون الإفصاح عن كيفية ذلك.&

وحذر من أن الحكومة في بغداد لن تنتظر للأبد، وأنها ستتخذ إجراءات حيال المناطق الحدودية.. وشدد على الحرص على وحدة العراق، داعيًا حكومة إقليم كردستان إلى احترام سيادة الدولة والقانون في جميع الملفات من منافذ حدودية وغيرها.

وفي وقت سابق اليوم أصدرت حكومة إقليم كردستان بيانًا أكدت فيه التزامها بما جاء في تفسير المحكمة العليا للمادة الأولى من الدستور، والذي نص على الالتزام بوحدة البلاد، وعدم جواز انفصال أي إقليم أو محافظة أو إدارة محلية عن البلاد.

الإقليم مطالب باحترام سيادة البلد
وطالب حكومة إقليم كردستان باحترام سيادة الدولة والقانون في جميع ‏الملفات من منافذ حدودية وغيرها. وأكد أن حكومته "لا تنوي القيام باجتياح عسكري، ولن نسمح بأي صراع أو تصعيد ‏يؤدي إلى نزاع بين المكونات والقوميات".. مشيرًا إلى ضرورة أن يسبق الحوار ‏السياسي مع الإقليم شروط معينة.. موضحًا أن الحوار الحكومي مع الإقليم لم ينقطع، ‏خاصة في موضوع النفط وتبعات الزلزال الذي ضرب البلاد الأحد الماضي، وقتل وأصاب أكثر من 500 مواطنًا.‏

وأشار العبادي إلى التزام الحكومة الاتحادية بدفع رواتب موظفي إقليم كردستان. وقال إنه تم تخصيص أموال من ميزانية الطوارئ لإصلاح المتضرر بفعل الزلزال من سد دربندخان الشمالي مع ‏دعوة خبراء دوليين إلى رؤيته.. مثمّنًا مسارعة الدول والمنظمات الدولية إلى‏ مساعدة العراق في هذا الأمر.‏&

أضاف إن ‏المرحلة المقبلة ضد الإرهاب بعد الانتهاء من العمليات العسكرية ستكون ‏استخبارية بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية والمواطنين كشيء حيوي.

تأمين الحدود مع سوريا
وقال العبادي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن "قواتنا ماضية في عمليات التحرير ‏وتطهير مناطق الجزيرة وأعالي الفرات ضمن عمليات تحرير غرب الأنبار".. مبينًا أن "حدودنا ستكون مؤمّنة بشكل كامل مع سوريا قريبًا في ظل استراتيجية لعدم عودة ‏الإرهاب مرة أخرى".‏

وأضاف أن القوات الأمنية تستعد لتحرير مناطق الجزيرة في غرب محافظة الأنبار.. مبينًا أن هذه المناطق لم تصلها الدولة منذ عام 2003.

واليوم أعلن قائد محور غرب الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح عن بدء الحشد والقوات الأمنية عمليات التحصين الاستراتيجي للحدود العراقية مع سوريا، مبينًا أن القوات وصلت إلى المرحلة الأخيرة من تحرير الحدود الدولية.

وقال مصلح في تصريح لموقع "الحشد الشعبي" إن "الحشد والجيش وقوات حرس الحدود شرعوا بعمليات التحصين وتأمين الحدود العراقية مع سوريا".. موضحًا أن "تلك العمليات تعد استراتيجية ونوعية، ولها تأثير كبير على أمن البلاد".

أضاف مصلح، إن "القوات تعمل حاليًا على تطهير الشريط الحدودي بمحاذاة أعالي الفرات بين مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية".. مشيرًا إلى أن "القوات الماسكة للحدود باتت في المراحل الأخيرة لإعلان الحدود محررة بالكامل".

محاربة الفساد
وحول الأوضاع الاقتصادية البلاد نوه العبادي بالقول "نسير بخطوات كبيرة لدعم ‏القطاع الخاص ومحاربة الفساد ومكافحته، ويجب ألا تتوقف عجلة التنمية ‏والإصلاح الاقتصادي".. مشيرًا إلى إشادة البنك الدولي بهذه الخطوات. ‏وأكد أن بعض التصريحات الخاصة بتخفيض الرواتب كذب صريح، حيث أشار نائب في البرلمان العراقي اليوم إلى أن موازنة عام 2018 تنص على تخفيض مرتبات موظفي الدولة بنسبة 20 بالمائة، الأمر الذي نفته الحكومة فورًا.

من جهة أخرى اعتبر العبادي المحاصصة خطوة خاطئة، مشيرًا إلى أن ‏الحكومة اتخذت خطوات لإلغائها في الجانب الوظيفي، مرحّبًا بأية خطوة تقوم بها الكتل ‏السياسية لفتح المجال أمام القيادات الشابة لقيادة البلد في المرحلة المقبلة.&

واليوم كشفت مصادر نيابية تحدثت مع "إيلاف" عن أن العبادي يستعد لإعلان قائمة تضم مجموعة من المسؤولين الكبار ستوجّه إليهم تهم فساد ضمن إجراءات سيبدأها في مطلع العام الجديد 2018 لشن حرب ضد الفساد وعد العراقيين بالانتصار فيها.&

وقالت إن العبادي يعد لشن حرب ضد الفساد بداية من مطلع العام المقبل تترافق مع القضاء على وجود تنظيم داعش على الأراضي العراقية بشكل كامل. وأشارت إلى أن العبادي يعد الآن قائمة تضم مسؤولين، بينهم 18 من الكبار متهمون بالفساد وتبديد أموال الدولة لإحالتهم على المحاكم المختصة.