قتل "جهاديون" إسلاميون مصلين مسلمين صوفيين في مسجد بشمالي سيناء في ما يعد أسوء هجوم إرهابي في تاريخ مصر الحديث. فلماذا يقتل المسلمون المسلمين الآخرين في مصر وفي غيرها من البلدان؟


إيلاف من لندن: أحال مسلحون إسلاميون متطرفون مسجد الروضة في بلدة بئر العبد شمالي سيناء مسلخًا بعدما كان دارًا للعبادة. وافادت تقارير بأن عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها "الجهاديون" بحق المصلين ارتفع إلى نحو 300 قتيل وأكثر من 130 جريحًا.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن المجزرة حتى صباح الجمعة، لكن الجماعات الإسلامية المسلحة في شبه جزيرة سيناء تستهدف قوى الأمن المصرية والمسيحيين والسياح منذ سنوات، على الرغم من أن الجريمة الأخيرة أثارت تساؤلات عن استهداف مسلمين عزل يؤدون صلاة الجمعة، في أكبر هجوم ينفذه المتطرفون الاسلاميون في تاريخ مصر الحديث. 

الصوفية هدف

يقع مسجد الروضة نحو 40 كلم غرب مدينة العريش، ويتردد عليه مصلون صوفيون، كما أفادت مصادر محلية لوكالة رويترز.

وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذي يعمل فرعه في المنطقة تحت اسم ولاية سيناء، بارتكاب اشد الهجمات فتكًا في الأراضي المصرية منذ إسقاط الطائرة المدنية الروسية في اكتوبر 2015، ومقتل 224 شخصًا كانوا على متنها.

وينظر السلفيون المتطرفون إلى الصوفيين كمرتدين وكفارًا يجوز هدر دمهم. والصوفية مدرسة الروحانية في الاسلام، ويعتقد اتباعها في وجود الأولياء. ويستهدفهم "الجهاديون" بوصفهم كفارًا مثلما يستهدفون الأقباط في مصر، والشيعة في العراق. 

بعد ظهور "داعش" في سيناء، صارت التجمعات الصوفية هناك هدفًا لهجماته، وذُبح الشيخ الصوفي المسن سليمان أبو حراز في جريمة بشعة.

في مناطق أخرى بالشرق الأوسط وجنوب آسيا، دأب "داعش" على استهداف الصوفيين ومساجدهم وأضرحة أوليائهم وتجمعاتهم بانتظام. وفي عام 2014، دمر "الجهاديون" أضرحة ومراقد صوفية في دير الزور شرق سوريا. 

الأكثر استهدافًا

كان صوفيو باكستان الأكثر استهدافًا بهجمات الاسلاميين المتطرفين، سواء أكانوا من داعش والمتحالفين معه أم المنتمين إلى طالبان.

في فبراير الماضي، هاجم إنتحاري واحدًا من أكبر الأضرحة الصوفية في العالم، هو ضريح سهوان شريف في إقليم السند جنوب باكستان. وأسفر الهجوم عن مقتل 80 شخصًا واصابة أكثر من 250 آخرين بجروح. 

من الهجمات الأخرى تفجير مرقد داتا غنج بخش الذي يضم ضريح الشيخ الصوفي سيد علي بن عثمان حجوري، وإطلاق النار على مرقد أحد الأولياء الصوفيين في كراتشي، واغتيال المغني الصوفي أمجد صبري في العام الماضي.

يتوخى المتصوفة التربية الروحانية والسمو بالنفس للتقرب من الله في اعتقادهم، لكن "الجهاديين" يكفرونهم بوصفهم "منحرفين وثنيين" خصوصًا بسبب احترامهم لأضرحة الأولياء ومراقدهم. ويعني موقف "الجهاديين" هذا أن المتصوفة الباقين في الشرق الأوسط سيكونون مهددين دائمًا بمجازر كتلك التي وقعت في بلدة بئر العبد شمالي سيناء يوم الجمعة. 

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيوزويك". الأصل منشور على الرابط:

http://www.newsweek.com/why-are-muslims-killing-muslims-egypt-worst-terror-attack-history-721381