«إيلاف» من لندن: فيما اعلن مصدر امني عراقي عن اعتقال أفراد عصابة تتاجر بالمخدرات في بغداد بينهم نجل محافظ النجف، وهو ضابط في جهاز المخابرات، فقد دافع والده وهو احد قيادات حزب الدعوة بزعامة المالكي عن سمعته وعائلته وسط ضغوط سياسية لاغلاق القضية.

وقال مصدر امني في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" اليوم، إن معلومات وردت الى الاجهزة الامنية مساء امس عن وجود مواد ممنوعة داخل سيارة فتم نصب سيطرة مفاجئة ضمن منطقة السيدية ببغداد، وتم إلقاء القبض على سيارة جارجر زرقاء اللون تحمل رقم بغداد وبداخلها ضابط في جهاز المخابرات هو الملازم جواد لؤي جواد الياسري مع 12 كيلوغراماً من الحشيشة ونصف كليو من المواد المخدرة الاخرى و7 الاف حبة مخدرات و88 علبة مواد مخدرة أخرى، ومسدس كروكر تابع الى جهاز المخابرات العراقي وباجات متنوعة وخطابات تسهيل مهمة، وتم التحفظ على جميع هذه المواد. واوضح انه وجد بحوزة افراد العصابة ايضًا مبلغ 4 آلاف دولار ومسدس عيار 9 ملم وعدد من الهويات الرسمية وقد اخذ المحققون افاداتهم 

وتضم العصابة ثلاثة أشخاص من بينهم جواد لؤي جواد الياسري نجل محافظ النجف (160 كم جنوب بغداد).

‎⁨جواد لؤي جواد الياسري نجل محافظ النجف

 

ضغوط سياسية لاغلاق القضية

وقالت وكالات انباء محلية ان ضغوطات من مسؤولين تمارس على المحققين لتغيير إفادات المتهمين الأولية بهدف تبرئتهم من التهمة التي تم ضبطهم متلبسين بها نظرًا لان محافظ النجف لؤي جواد الاسدي المعتقل نجله هو أحد قياديي حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وعضو بإئتلاف دولة القانون برئاسة المالكي ايضا وشغل منصب مدير شرطة المرور في محافظة النجف لعدة سنوات وهو يحمل رتبة عقيد في وزارة الداخلية. 

محافظ النجف يدافع عن نفسه وعائلته

وفور انتشار خبر اعتقال نجله، فقد اصدر المحافظ بيانا صحافيا اطلعت عليه "إيلاف"، دعا فيه القضاء الى "الفصل بهذه القضية بكل حيادية بغض النظر عن هوية المتهم وانتمائه".
وقال "حرصت منذ تسلمي منصب محافظة النجف على تحقيق سيادة القانون على الجميع بغض النظر عن مكانتهم ومسمياتهم بمن فيهم عائلتي التي تنحدر من أسرة محترمة وعريقة تحمل تأريخاً مهيباً ومشرفاً".. لكنه اشار الى ان ذلك "لا يمنع إننا جميعاً مواطنون نخضع لسيادة القانون وبالنتيجة قد يخطئُ أحدهم أو يسيء إن ثبّت القضاء ذلك، وقد سبقنا الى ذلك الكثير من أبناء الأِنبياء والائمة الاطهار عليه السلام والاولياء والصالحين" من دون ان ينفي التهمة الموجهة الى نجله او يؤيدها او يشير الى ملابساتها.

واضاف "أؤكد حرصي الشديد على سيادة القانون ومحاربة الجريمة بكل اشكالها ومضامينها، وأنّ سيادة العدل والقصاص يجب أن تطال الجميع بدون إستثناء".. وعبر عن استغرابه مما قال انه "التضخيم الاعلامي الكبير والممنهج ومن توقيتات النشر التي تزامنت مع إجراءات القضية منذ بداياتها وهذا يدل على وجود إستهداف سياسي كوني محافظاً لمدينة النجف الأشرف، وكذلك لقرب موعد الإنتخابات"، على حد قوله.
وناشد المحافظ "القضاء العادل" الى "الفصل بهذه القضية بكل حيادية بغض النظر عن هوية المتهم وانتمائه، فهو لم يكن الا مواطناً عراقياً متهماً في ظل دولة القانون والمؤسسات". وقال ان "ذلك يزيدني عزماً وإصراراً لملاحقة ومحاربة كل من يتداول أو يتعاطى بهذا النوع من الجرائم، إضافة الى واجباتي في إستتباب الأمن في عموم المحافظة". 

‎⁨بطاقة هوية جواد لؤي جواد الاسدي تؤكد انه موظف في جهاز المخابرات العراقي⁩

 

مليشيات وسياسيون وراء انتشار المخدرات في العراق

وكانت الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق قد عبرت مؤخرا عن "قلقها البالغ" من تزايد أنشطة عصابات تهريب المخدرات داخل البلاد محذرةً من أن آفة المخدرات والمواد ذات التأثير النفسي التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية تعتبر دمارًا آخر يزيد من أعباء مشاكل البلاد. 

وأشارت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة وجود ممرين رئيسيين لدخول المخدرات نحو العراق، الذي تحوَّل إلى مخزن تصدير تستخدمه مافيات المخدرات مستفيدة من ثغرات واسعة في حدود مفتوحة وغير محروسة مع إيران.

وتؤكد مصادر عراقية ان وراء استفحال المخدرات شخصيات مليشاوية، حيث تحول العراق بعد عام 2003 الى منطقة لدخول المخدرات وعبورها من الجنوب الشرقي للعراق الى خارجه وبعد عام 2006 صار العراق في الجنوب تحديدًا يتعاطى هذه المخدرات بكل انواعها لعدم وجود خمور ووسائل ترفيه. 

وفي عام 2017 بعد انشغال الدولة بمواجهة تنظيم داعش والارهاب اصبحت المخدرات مصدر تمويل لكثير من الشخصيات السياسية والحزبية لما تدره من اموال ضخمة.

وكان يتم تصنيف العراق من الدول النظيفة في مجال تعاطي المخدرات حتى الغزو الأميركي عام 2003 حيث اظهر التقرير السنوي للهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات تسجيل 7000 مدمن في عام 2004، بينما أكد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات وجود 28 ألف مدمن في العراق عام 2006.

وحسب تقارير الهيئة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات، فإن بغداد وبابل وكربلاء والمثنى والقادسية، تأتي في مقدمة المحافظات العراقية بعدد المدمنين.