«إيلاف» من القاهرة: قررت العاصمة المصرية القاهرة محو اسم السلطان العثماني سليم الأول من شوارعها، وأصدر القرار محافظها المهندس عاطف عبد الحميد، ونص القرار على تغيير اسم السلطان العثماني الموجود بأحد شوارع حي بالزيتون.

وقال محافظ القاهرة إنه "لا يصح إطلاق اسم أول مستعمر لمصر على أحد شوارعها"، مشيرًا إلى أن سليم الأول "أفقدها (مصر) استقلالها، وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها".

وأضاف أن سليم الأول "أعدم آخر سلطان مملوكي (طومان باي)، وحل الجيش المصري، لافتًا إلى أنه "سيتم إجراء حوار مجتمعي تحت رئاسة رئيس حي الزيتون مع أهالي الحي وأصحاب المحال والمهتمين من المثقفين والمؤرخين لاختيار الاسم المناسب".

وجاء محو اسم سليم الأول من الشارع الشهير في حي الزيتون بالقاهرة، بناء على دراسة تقدم بها أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، محمد صبري الدالي، قال فيها إنه لا يصح إطلاق اسم "أول مستعمر لمصر، الذي أفقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية.." على أحد الشوارع.

وأضاف في دراسته أن السلطان سليم الأول يمثل "نموذجا صارخا لصورة الاحتلال العثماني لمصر"، مشيرًا إلى أنه "قتل الآلاف من أبناء مصر خلال معاركه مع آخر حكام الدولة المملوكية، في إطار سعيه لاحتلال مصر".

وطالب الدالي في دراسته، بتغيير اسم شارع سليم الأول إلى "على بك الكبير"، موضحًا أن "ذلك تصحيحًا للشخصيات التاريخية، وتكريمًا لما لعبه من دور أثبت من خلاله أن العثمانيين خدعوا المصريين في عام 1769، وفصل مصر عن الدولة العثمانية".

‎⁨محو اسم سليم الأول من القاهرة⁩

 

ولقي القرار ترحيبًا واسعًا في أوساط الرأي العام المصري، لاسيما السياسيين والمثقفين، وقال المؤرخ المصري، الدكتور عاصم الدسوقي، إن السلطان سليم الأول دخل مصر بعد حروب ضارية مع المماليك راح ضحيتها ما يزيد على 50 ألف من الجنود وأهالي المدينة، انتهت في ابريل 1517 بقتل طومان باي شنقًا على باب زويلة ودفن جثمانه في قصر السلطان الغوري، لتنضم مصر إلى الامبراطورية العثمانية بعدما كانت امبراطورية مستقلة تضم الشام واليمن والحجاز.

وقالت النائبة بالبرلمان والكاتبة، لميس جابر، إن السلطان العثماني سليم الأول، انقلب على والده وقتل شقيقاه واستولى على الحكم وارتكب سلسلة من المجازر والمذابح البشعة، على حد قولها.

وأضافت جابر، في تصريحات لها، أن "الأتراك غير قادرين على المواجهة وإنما تجنيد خونة؛ والقائد المملوكي طومان باي كاد أن يقتل سليم الأول ثلاث مرات، مشيرة إلى أن سليم الأول أجبر 200 عامل مصري على الذهاب للعمل في تركيا.

وذكرت أن "سليم الأول نهب القاهرة وتركها خاوية"، منوهة بأن "محمد علي تولي حكم مصر بثورة شعبية، وقال عن الأتراك أنهم يبيعون أنفسهم لمن يدفع".

وحسب المصادر التاريخية، فإن السلطان العثماني سليم الأول هو بن السلطان بايزيد الثاني بن محمد الفاتح والسيدة عائشة كلبهار خاتون. ووُلد بتاريخ 10 أكتوبر عام 1470 في مدينة أماسيا على ساحل البحر الأسود.

ويحمل الرقم التاسع في سلسلة السلاطين العثمانيين، وأطلق عليه خليفة المسلمين الرابع والسبعين.

عينه والده السلطان بايزيد بن سليمان، واليًا على كافا بالقرم، ولكنّ سليم لم يرض عن هذا التعيين، وترك مقر ولايته، وطلب من أبيه تعيينه واليًا على ولاية أوروبيّة، ولكن السلطان رفض، وأصرّ على بقائه في طرابزون.

أثار سليم الأول فتنة بين أبيه السلطان بايزيد وأخيه أحمد، في تراقيا ردًا على أخيه أحمد، الذي عصى والده جهارًا، ثمّ سار بجيشٍ جمعه من قبائل التتار إلى بلاد الروملي لمحاربته.

عندما اجتمع الرأي على أن يحكم البلاد بعد السلطان بايزيد، ابنه أحمد، أعلن سليم الأول، الثورة على والده، وذهب إلى مدينة أدرنة، وسيطر عليها، وأعلن نفسه سلطانًا، ولكنّ أباه السلطان بعث جيشًا يقدر بأربعين ألف جندي، وهزمه في الثالث من آب لعام 1511، وجعله يلجأ فارًا إلى بلاد القرم.

تولي سليم الأول حكم الدولة العثمانية عام 1512، ويعتبر أول من أطلق عليه أمير المؤمنين من العثمانيين من عام 1512 إلى 1520، وأطلق الأتراك عليه لقب القاطع أو الشجاع بسبب قوته وشجاعته في ساحة الحرب، في حين سماه الإنجليز "سليم العابس"، كونه متجهم الوجه.

استطاع أن يجعل الدولة العثمانية أهم طرق التجارة البرية، التي تمر من أراضي الدولة.