لندن: قرر العبادي في امر ديواني تكييف أوضاع مقاتلي الحشد الشعبي بمساواة مستحقاتهم ومخصصاتم ومناصبهم مع اقرانهم في الجيش العراقي وأتاح لنفسه حق منح مناصب قيادية فيه استثناء من الشروط واشار الى تعيين مبلغين دينيين ضمن تشكيلاته وذلك بعد اربع سنوات من تشكيل الحشد وزجه في القتال ضد تنظيم داعش الذي كلفه حوالي 30 الف قتيل وجريح.

وجاء في قرار اصدره القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الليلة الماضية وحصلت "إيلاف" على نصه انه استذكارا واعتزازا بفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة 13يونيو حزيران 2014 فأنه تقرر تشكيل هيئة تعرف "هيئة الحشد الشعبي" ويكون لها رئيس اعلى وتضم مقاتلين ومتطوعين. 

واشار الى ان الهيكل التنظيمي للهيئة يتشكل من العناوين التالية : نائبا رئيس الهيئة وقادة المناطق وآمرو التشكيلات وآمرو القوات القتالية وآمرو مجموعات القتال وآمرو المفارز القتالية وآمرو المفارز الفرعية القتالية. واوضح ان الهيئة ستضم ايضا متطوعين وموظفين مدنيين ومبلغين دينيين.

 

شعار الحشد الشعبي

 

وتقرران يشغل منسوبي هيئة الحشد الشعبي في المناصب المشغولة من قبلهم وفقا للهيكل التنظيمي وتجري احالة من يستحق التقاعد الى التقاعد فيما يجري تثبيت منسوبي الهيئة بأمر ديواني يصدره القائد العام للقوات المسلحة وله استثناء المقاتلين الذين شاركوا في قتال داعش لمدة لا تقل عن سنة من الشروط والضوابط القانونية.

شروط المتطوع في الحشد

واشترط الامر الديواني في المتطوع بهيئة الحشد الشعبي ان يكون عراقياً وان لايقل عمره 18 عاما ولا يزيد عن 25 عاما للمتطوع في الصنوف الفنية ولا يزيد عن 30 عاما للمتطوع في الصنوف الاخرى و ان يكون قويم الاخلاق وحسن السمعة والسلوك ومستوفيا شروط اللياقة البدنية والسلامة الصحية وغير محكوم عليه بجناية او بجنحة مخلة بالشرف او جرائم الارهاب او الجرائم الماسة بامن الدولة الداخلي والخارجي وان يكون حاصلا على شهادة الدراسة الابتدائية في الاقل.

ويجري استيعاب من لا تتوافر فيه شروط المقاتل والمتطوع ضمن الملاك المدني لهيئة الحشد الشعبي ويسري بحقهم قانون موظفي الدولة والقطاع العام وقانون انضباط موظفي الدولة.. كما يجري ترقية المقاتلين المتطوعين وفقا للمادة المحددة في قانون الخدمة والتقاعد العسكري ويُمنح منسوبو هيئة الحشد استحقاقاتهم المالية اسوة باقرانهم في وزارة الدفاع.

 

فصائل الحشد الشعبي وشعاراتها المتعددة

 

وقرر الامر الديواني قبول منسوبي الحشد الشعبي في الكليات والمعاهد العسكرية وفقا للضوابط المعتمدة في هذه الكليات وتُحدد نسبة المقبولين بالتنسيق بينها وبين وزارة الدفاع ووفقا لاحتياجات الهيئة.
واشترط فيمن يشغل منصب آمر تشكيل فما فوق ان يكون خريج دورات كلية القيادة او كلية الاركان التابعة لوزارة الدفاع ولايكون اشغال المناصب المذكورة الا بموافقة القائد العام للقوات المسلحة وله حق استثناء من لا تتوفر فيه الشروط لمن لديه خبرة عملية واثبتت كفاءة في الميدان.

قوانين الخدمة العسكرية وضوابطها تسري على منتسبي الحشد

كما اتاح لرئيس الوزراء تخويل رئيس الهيئة عددا من الصلاحيات اللازمة لانجاز مهمات الهيئة وبما لا يتعارض مع القانون كما انه لرئيس الهيئة تخويل بعض صلاحياته المذكورة في القانون الى نائبيه او احدهما عدا الصلاحيات الحصرية وبحسب القوانين العسكرية وله ايضا اصدار ضوابط اضافية متممة لتسهيل تنفيذ احكام القوانين النافذة بعد استحصال موافقة القائد العام للقوات المسلحة وبما لايتعارض مع القانون.

ونص الامر الديواني على تطبق احكام قانون الخدمة والتقاعد العسكري وقانون العقوبات العسكري وقانون اصول المحاكمات الجزائية العسكري وقانون الخدمة المدنية وقانون التقاعد الموحد وقانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام فيما لم يرد فيه نص خاص في هذه الضوابط.
والحَشد الشعبيّ هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة ويضم حوالي 67 فصيلاً وتشكل بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد.

فصائل الحشد وعدد قتلاها في الحرب ضد داعش

وقد تشكل الحشد في البداية من فصائل شيعية هي كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق وقوات الشهيد الصدرومنظمة بدر ثم توسع الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى السيستاني وهم بغالبهم من الشيعة. وانضم إليهم لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى وكذلك إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين والتركمان والايزيديين.

 وكان الامين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي قد اعلن منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي عن عدد قتلى الحشد الشعبي في المعارك التي جرت للقضاء على تنظيم داعش في العراق مبيناً بأنهم تجاوزوا 7000 قتيل.

وقال الخزعلي في كلمة متلفزة "البعض يتحدث ان عدد مقاتلي الحشد الشعبي كبير وسيسبب ثقلا على الموازنة العراقية الا ان هذا العدد هو الذي حقق الانتصارات وهو الذي كان السبب الاساسي في تحقيق الانتصار".. وأشار الى ان "ألحشد قدم في هذه المعارك 7637 شهيدا و21300 جريحا وهذه الدماء الغالية يجب ان نحفظها وان لا ننساها".