إيلاف من لندن: فيما تم خلال الساعات الأخيرة نقل رئيس أركان الجيش العراقي في عهد صدام إلى العناية المركزة إثر إصابته بنوبة قلبية ونقل وزير الدفاع آنذاك إلى بغداد لتدهور حالته الصحية فقد حذر مركز حقوقي في لندن من أن قادة الجيش العراقي السابقين والمسجونين في سجن الناصرية بجنوب البلاد يعانون من وضع مأساوي متهما السلطات العراقية بتنفيذ عمليات تصفية منظمة لهم بمشاركة الحرس الثوري الإيراني.

وأبلغ رئيس المركز العربي للعدالة في المملكة المتحدة الدكتور محمد الشيخلي الاحد "إيلاف" ان المركز يتابع وباهتمام بالغ "الوضع المأساوي للقادة الضباط الاسرى في سجن الناصرية، وخاصة وضع وزير الدفاع العراقي الفريق الاول الركن سلطان هاشم (وزير الدفاع السابق) والفريق الاول الركن حسين رشيد (رئيس أركان الجيش العراقي السابق) وقد تواردت التقارير عن مخطط الحكومة العراقية بتنفيذ عمليات أغتيال منظم للقادة العراقيين المعتقلين لغرض تنفيذ أجندة المليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني الإرهابي بالانتقام من القيادات الوطنية التي أنتصر بهم العراق وشعب العراق والامة العربية على النظام الإيراني".

وأشار إلى أنّ المركز العربي للعدالة باشر في تشكيل خلية عمل قانونية لمتابعة الاوضاع المأساوية للقادة في سجن الناصرية (375 كم جنوب بغداد). وأضاف أنه تم أيضا توجيه رسائل عاجلة إلى الامين العام للآمم المتحدة أنطونيو غوتيرس والامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وأخرى إلى رئيس المجموعة العربية في مجلس الامن ممثل دولة الكويت وأعضاء مجلس الامن الدولي "تم فيها بيان الوضع القانوني والانساني المزري للقادة العسكريين وما يتعرضون له من أنتهاكات خطيرة ومخطط لتصفيتهم".

 

محمد الشيخلي رئيس المركز العربي للعدالة في المملكة المتحدة 

 

وأكد الشيخلي انه تم الاتصال برئيس بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" يان كوبيتش حول ضرورة اتخاذ أجراءات عاجلة من قبل البعثة بموجب ولايتها الاممية لتنفيذ قرارات مجلس الامن المتعلقة بوضع حقوق الانسان في العراق.. اضافة إلى الاتصال بمنظمة الصليب الاحمر الدولي لغرض متابعة التقارير الواردة بشأن الضباط القادة المعتقلين في سجن الناصرية.

وحمل رئيس المركز العربي للعدالة الحكومة العراقية المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية في المحافظة على حياة الضباط القادة المحتجزين في سجن الناصرية والالتزام التام بتوفير الاحتياجات الانسانية والطبية لهم والعمل على أطلاق سراحهم فورآ.. وقال انه بخلاف ذلك "فأن الحكومة العراقية ووزارة العدل ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة تعرض القادة إلى أي أنتهاك أو تعمد في تنفيذ الاجندة الانتقامية".
وشدد الشيخلي على ان المركز العربي للعدالة يعمل حاليا لاطلاق حملة دولية لاعتبار ما يجري في سجن الناصرية من عمليات أنتقامية جريمة ضد الانسانية تتحمل الحكومة العراقية عواقبها الوخيمة معبرا عن الامل في ان تتحمل الجهات الدولية والاوربية ذات العلاقة مسؤولياتها القانونية والاخلاقية في هذا المجال.

ودعا الشيخلي رئيس المركز العربي للعدالة في المملكة المتحدة في الختام جميع المنظمات الحقوقية والانسانية إلى تكثيف جهودها بممارسة الضغط الدولي وتوجيه رسائل عاجلة إلى الجهات الاممية والاوربية لتكثيف الحملة الدولية لاطلاق سراح الضباط القادة المحتجزين في سجن الناصري والصادرة ضدهم احكام تتراوح بين الاعدام والسجن المؤبد.

رئيس الاركان يصاب بنوبة قلبية ووزير الدفاع ينقل إلى بغداد

وقد تم خلال الساعات الاخيرة نقل رئيس أركان الجيش في عهد النظام السابق حسين رشيد المحكوم بالاعدام إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الإمام الحسين بمدينة الناصرية.

وقال مدير المستشفى حيدر الحصونة إنه تم نقل حسين رشيد رئيس أركان الجيش أيام حكم نظام صدام حسين السابق إلى العناية المركزة بالمستشفى إثر إصابته بنوبة قلبية. واشار إلى أن حالة رشيد حرجة الان وهو يتلقى العلاج.

وأوضح أن رشيد يخضع للعلاج كمواطن عادي في المستشفى وأن جميع الفحوصات اللازمة أجريت له.. مشيرا إلى أنّه تتم معاملة المريض كحالة إنسانية ولا غرض لنا بخلفيته السياسية على حد قوله.

كما تم اليوم الاحد نقل وزير الدفاع في النظام السابق سلطان هاشم (73 عاما) إلى العاصمة بغداد في ظروف غامضة.

وقال مصدر مسؤول انه "تم نقل وزير الدفاع في النظام السابق سلطان هاشم من سجن الناصرية في محافظة ذي قار إلى العاصمة بغداد بظروف غامضة" كما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز" العراقية.

وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "الحالة الصحية لسلطان هاشم متدهورة بسبب كبر سنه".. مشيرًا إلى أنّه "لم تعرف لغاية الان اسباب نقله لبغداد هل بسبب تدهور حالته الصحية ام لدواع امنية".

يذكر أن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري كان قد اعلن في الثالث من الشهر الحالي عن عزمه مفاتحة الجهات المختصة لإصدار عفو خاص عن سلطان هاشم المحكوم بالاعدام.

يشار إلى أنّ عددًا من قادة النظام السابق كانوا قد توفوا بسجنهم حيث اعلن في 19 من الشهر الحالي عن وفاة قائد الحرس الجمهوري في عهد صدام حسين خلال حقبة الحرب العراقية الإيرانية. 

وقال مصدر طبي إن قائد الحرس الجمهوري في الجيش العراقي السابق إياد فتيح خليفة الراوي توفي عن عمر ناهز الـ75 عاما إثر إصابته بجلطة دماغية خلال قضائه عقوبة السجن مدى الحياة وذلك بمستشفى في بغداد.

كما توفي ايضا خلال السنوات الاخيرة عدد من قادة النظام السابق بينهم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية طارق عزيز والعميد الركن مؤيد ياسين قائد ما يعرف بـجيش محمد الذي أسسه الرئيس العراقي السابق صدام حسن قبيل الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003.