لندن: أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق الآن جوبيه (71 عاماً)، الذي تشير الاستطلاعات إلى أنه أقوى المرشحين لرئاسة الفرنسية حتى الآن، أنه يريد إعادة التفاوض بشأن اتفاق توكيه بين فرنسا وبريطانيا، الذي يُبقي نقاط التفتيش الحدودية وآلاف اللاجئين والمهاجرين على الجانب الفرنسي من بحر المانش، ويلقي على عاتق باريس مسؤولية منعهم من عبوره الى بريطانيا.&

صورة كارثية

وقال جوبيه في مقابلة مع صحيفة الغارديان وعدد محدود من الصحف الاوروبية: "نحن لا يمكن أن نسكت على ما يجري في كاليه، فالصورة كارثية على بلدنا، وهناك ايضًا آثار اقتصادية وأمنية في منتهى الخطورة على سكان كاليه".&

وأضاف أن الخطوة الأولى هي "نبذ اتفاق توكيه، فنحن لا يمكن أن نقبل اجراء عملية انتقاء الأشخاص الذين تريدهم أو لا تريدهم بريطانيا على الأرض الفرنسية بل هذه مسؤولية بريطانيا".&

وأكد جوبيه انه لا يخشى معارضة بريطانيا الشديدة لإلغاء الاتفاق. وقال إن دفع الحدود الى الشاطئ الانكليزي ممكن بكل تأكيد "ولا تقولوا لي إن ذلك صعب لأن البريطانيين لا يريدونه".&

ويجيز الاتفاق الثنائي الموقع في عام 2003 للمسؤولين البريطانيين بتفتيش جوازات السفر في فرنسا، الأمر الذي يعني أن الحدود الانكليزية في فرنسا من الناحية العملية وأن اللاجئين والمهاجرين يبقون عالقين في مخيمات في كاليه وعلى شواطئ البحر في شمال فرنسا.&

وعن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، قال جوبيه إن على فرنسا أن تكون "حازمة وواضحة"، وتقول لبريطانيا "أنتم اخترتم ونحن نحترم خياركم ويجب الآن تنفيذه بسرعة".&

وحذر جوبيه من أن بريطانيا لا يمكن ان تكون "داخل الاتحاد الاوروبي وخارجه" في آن واحد، ونفى انه يريد معاقبة بريطانيا، مؤكدًا أن بريطانيا ستواصل "التعاون الثنائي الوثيق مع بريطانيا" وخاصة في القضايا العسكرية والدفاعية.&

نفوذ فرنسا

وقال جوبيه انه يريد ان يعيد نفوذ فرنسا على الساحة الدولية معرباً عن قلقه من أن صوت فرنسا لم يعد "مسموعاً"، لأسباب منها عدم اصلاح اوضاعها بنيوياً واقتصادياً.&

وتعهد جوبيه بإحداث تغييرات تشجع الاستثمار واجراء تخفيضات في الانفاق العام لدفع عجلة النمو الاقتصادي ومكافحة البطالة.&

وتناول جوبيه مشكلة الارهاب في العالم قائلاً: "يجب ان نطور اجهزتنا الاستخباراتية التي اعتراها الضعف في الفترة الماضية"، وأشار إلى أن هذا يشمل إعادة مخافر الشرطة في الاحياء وتشديد الاحكام التي يصدرها القضاء.&
&
وحذر جوبيه من الحديث عن "حرب حضارات" قائلاً: "اننا يجب ألا نقع في هستيريا، وان نحافظ على هدوئنا"، مشيرًا الى "أن كل الدراسات تبين أن مسلمي فرنسا مستعدون تماماً لاحترام قوانين الجمهورية".&

الحجاب ليس إسلاماً متطرفاً

وقال جوبيه ان على المسلمين في فرنسا ان ينتظموا لمكافحة التطرف والوقوف صفًا واحدًا للقول إن العلمانية الفرنسية التي تهدف الى تعزيز المساواة بين كل الديانات، هي التي لها الأولوية.&

وجدد جوبيه انتقاداته لمنع البرقع ورفض ما يتردد عن إصدار قوانين جديدة بشأن الحجاب، الذي اقترح ساركوزي منعه في الجامعات. وقال جوبيه "إن الحجاب ليس إسلاماً متطرفاً. انظروا حول الأرصفة الى كل النساء المحجبات. نحن لن نمنع جميع النساء من ارتداء حجاب ولا يمكن اصدار قوانين لا تُحترم".

تولى جوبيه رئاسة الحكومة الفرنسية في عهد الرئيس جاك شيراك عام 1995، وهو الآن عمدة مدينة بوردو ويتصدر المتنافسين على الفوز بترشيح حزب الجمهوريين للانتخابات الرئاسية، متقدماً على الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.&

وهذه&المرة الاولى التي&يجري فيها اليمين الفرنسي التقليدي سباقاً تمهيدياً مفتوحاً لاختيار مرشحه الرئاسي.

أعدت "إيلاف" التقرير نقلاً عن صحيفة الغارديان على الرابط أدناه:

https://www.theguardian.com/world/2016/oct/20/alain-juppe-france-managing-migrants-uk-calais-kent-border