تفاءل بعض الصحف بأنباء التنسيق بين موسكو وواشنطن للبدء بعمل عسكري مشترك ضد جماعات مسلحة في حلب

رأت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية أن ثمة "بصيص أمل" في إيجاد حل سياسي في سوريا بعد أنباء عن إعلان تنسيق عسكري مشترك بين روسيا و الولايات المتحدة في حلب.

غير أن بعض المعلقين شككوا في نوايا الولايات المتحدة، حيث اعتبروا أن واشنطن تسعى فقط "لإطالة أمد الأزمة".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أكد مؤخراً أن موسكو و واشنطن على وشك البدء بعمل عسكري مشترك ضد جماعات مسلحة في حلب.

"بارقة أمل"

وتحدث بعض الصحف عن أن تطورات الاحداث قد تدفع بروسيا، حليف النظام القائم في سوريا الرئيسي، الى التحول باتجاه قبول تسوية سياسية مع الاطراف الاقليمية، وفي هذا الصدد قال نادر بكار في جريدة الشروق الجديد المصرية إن "موسكو وحدها يمكن أن يدفعها تطور العمليات في حلب بالإضافة إلى مبادرة تركيا -أحد أكبر داعمي المعارضة السورية- إلى التحول باتجاه قبول التسوية السياسية بشكل لم تكن ترغب فيه من قبل وإن كان سيحفظ لها الحد الأدنى من مصالحها الحيوية".

وفي صحيفة السياسة الكويتية، يرى حمود الحطاب أن "التحالف التركي-الروسي والانفتاح التركي القديم الحديث على العلاقات الوطيدة مع إيران و روسيا قد يبدو بارقة أمل في حل قريب للأزمة السورية التي هي في عامها الخامس منذ انطلاقتها بمظاهرات حقوقية من درعا".

ولكن فاتن حسن عديلة في صحيفة الثورة السورية الرسمية أكدت على أن موسكو هي مفتاح الحل للأزمة السورية.

كما أشادت بوزير الخارجية الروسي قائلة إن دور موسكو في سوريا هو "لمنع انتصار الإرهاب الدولي و بدء حوار سياسي بين جميع الاطراف".

وهاجمت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها موقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية وامتدحت في افتتاحيتها تصريح شويجو قائلة إنه "يفتح بارقة أمل أمام أولئك المدنيين السوريين الذين يسامون سوء الإرهاب والنكال من قبل معسكر التآمر والعدوان الذي تقوده الولايات المتحدة تحت ذرائع كاذبة وخادعة".

وبحسب الصحيفة، فأن "التحرك الأمريكي في حلب" جاء فقط حينما تصاعدت "وتيرة الانتصارات للجيش السوري ضد الجماعات المسلحة".

وأضافت افتتاحية الصحيفة العمانية أن "ما يتفوه به المسؤولون الأمريكيون عن تنسيق وجولة جديدة إلى جنيف هو تحرك افتراضي وكلام إنشائي سيحتاج إلى قرائن وأدلة تؤكد مصداقيته، فقد عُرف عن الولايات المتحدة ـ باعتبارها قائدة معسكر التآمر والإرهاب ضد سوريا ـ أنها لا تقترب من روسيا وتتبنى مقاربات سياسية فيما يخص تطورات الميدان السوري إلا عندما تتعرض التنظيمات الإرهابية التابعة لمعسكرها لنكسات وانكسارات وهزائم".

معركة الموصل

انشغل بعض مقالات الراي بالحديث عن مرحلة ما بعد "داعش" في العراق

وأولى بعض الكتاب اهتماماً بآخر التطورات الميدانية في العراق، لا سيما الخطة العسكرية المطروحة لتحرير مدينة الموصل من عناصر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية أو "داعش".

ويقول مكرم محمد أحمد في جريدة الأهرام المصرية أنه "لا يختلف أحد على أن هزيمة داعش في الموصل تكاد تكون امراً مؤكداً بعد الهزائم المتتابعة التي أصابت داعش أخيراً وأجبرتها على هجرة معظم مواقعها في العراق، لكن الجميع يتوجسون خوفاً من المخاطر الضخمة التي يمكن أن تسفر عنها عملية تحرير الموصل، خاصة أن الأطراف المشاركة في عملية التحرير لا تتوافق على أوضاع المستقبل في المنطقة".

وأضاف الكاتب "أن الموصل ينبغي أن تكون بداية لعراق جديد تتكافأ فيه كل حقوق الشيعة والسنة والأكراد احتراما لحقوق المواطنة لأنه ما من طريق آخر يمكن أن يحافظ على وحدة الدولة والتراب العراقي".

وركز سفيان سفيان الشوا في الدستور العراقية على ما يراه مخاوف من مشاركة الميليشيات في العملية قائلا إن "العقبة الكأداء هي ميليشيات الحشد الشعبي سيئة السمعة... لأفعالهم السابقة ضد العراقيين السُنة".

ويشدد الشوا على القول "ليس سراً أن بعض المسؤولين في إيران يتدخلون في مفاصل العراق... وفرضوا نفوذهم وهذا ظاهر بالعين المجردة".

أما مازن حماد، فيتحدث في السياق نفسه في صحيفة الوطن القطرية عن مرحلة ما بعد داعش قائلا "على الذين يظنون أن هزيمة تنظيم داعش في العراق تعني بداية النهاية للحروب الطائفية والعرقية التي تفتك بالبلاد منذ غزاها الأمريكيون والبريطانيون عام 2003، أن يعيدوا حساباتهم ويستيقظوا من أحلامهم، فالقادم ربما يكون أسوأ بكثير مما حل بأرض الرافدين من مصائب وكوارث خلال ثلاث عشرة سنة مرت".

وقال إن "هناك حسب مصادر أمريكية، تزايدا في احتمالات اندلاع حروب جديدة في العراق على ضوء الانهيار الحالي السريع في دفاعات داعش، مما يمهد لصراعات عسكرية مروعة بين البيشمركة الكردية وقوات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي الشيعي".

وأضاف: "في غياب الثقة بين الشيعة والسُنة والأكراد، وانعدام الأمن وسيطرة حكومة طائفية تأخذ تعليماتها من طهران، على الدولة ومقدراتها، فإن أي حديث عن توزيع عادل أو مقبول للأرض 'المحررة' هو كالسباحة في بحر من الأوهام".