عادل عبد المهدي
Reuters
أثارت طريقة عادل عبد المهدي في البحث عن وزراء لحكومته جدلا في البلاد

ناقشت صحف عربية التحديات التي تواجه رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبدالمهدي في تشكيل الحكومة الجديدة في ظل التجاذبات الداخلية والخارجية.

وشدد عدد من الكتاب على ضرورة استقلالية عبدالمهدي في اختيار أعضاء حكومته الجديدة، وسط انتقادات للأسلوب الذي طرحه لاختيار فريقه الوزاري.

ويتوجب على عادل عبدالمهدي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة من قبل رئيس الدولة الجديد برهم صالح التقدم بتشكيلته الوزارية بحلول الأول من شهر تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.

"بداية صعبة"

عبر رافد جبوري في الزمان العراقية عن سخريته من الطريقة التي بدأ بها عبدالمهدي تشكيل حكومته.

يقول جبوري: "اختار رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبد المهدي أن يبدأ عهده بخطوة تثير الضحك والاستياء في نفس الوقت فقد دعا العراقيين الراغبين لأن يصبحوا وزراء إلى التقديم على مناصب الوزراء على موقع الكتروني رسمي! ليست هذه بداية موفقة لعادل عبد المهدي مع الرأي العام العراقي".

ويرى أن عبدالمهدي اختار "بداية صعبة لذلك سيكون عليه إصلاحها واصلاح طريقته في التفكير والادارة إن أراد أن يصلح ما هو أبعد من ذلك".

وقالت الشرق الأوسط اللندنية إن تلك الخطوة من قبل عبدالمهدي " أثارت جدلاً في أوساط إعلامية وسياسية".

كما يرى علي شمخي في الصباح الجديد العراقية أن "قبة البرلمان هي المكان الحقيقي التي سنرى من خلالها مشاهد التغيير الحقيقي في العراق وستنعكس مثل هذه التغييرات على بقية مفاصل المنظومة السياسية برمتها فبرلمان فاعل وقوي سينتج لنا حكومة قوية يمكنها ان تحظى بثقة البرلمان نفسه ويطمئن لها الشعب العراقي".

كما يحذر الكاتب من "استنساخ التجارب السابقة لبرلمان تتنازع فيه المصالح الحزبية وتتدافع فيه الأهواء الطائفية" حيث يرى أنه لو حدث ذلك "سيجد رئيس الوزراء الجديد وأعضاء حكومته من الوزراء الحجج الكافية للتعكز عليها لتبرير إخفاقهم أو تباطئهم في أداء واجباتهم وسيعود الجميع إلى مظاهر الشلل واليأس والقنوط من إمكانية تصحيح المسارات وتعديل الاعوجاج وتقويم الاخطاء ..قبة البرلمان هي مصنع التغيير الحقيقي ".

ويقول نبيل ياسين في الحياة اللندنية إن "نجاح عبد المهدي، مرتهن باستقلاليته، التي تعني في جملة ما تعنيه، حريته في اختيار أطقم عمله ونشاطه السياسي والإداري، أطقم تفهم وتدير تقليص مجال تدخل أعضاء الهيئة التشريعية بوظائف السلطة التنفيذية، وهو واحد من أهم مجالات الفساد في العراق، كما تفهم تعزيز سلطة القانون المفقودة وتديره".

ويرى الكاتب أن "أفق تقليص دور المحاصصة (خارج محاصصة الرئاسات الثلاث) يبدو مفتوحاً الآن، فهناك فرصة لإعادة تأسيس المحاصصة التي لا تتخلى عنها الكتل البرلمانية بحجة الاستحقاق الانتخابي، بخلق مساحة (محاصصة) للمستقلين للمشاركة في التخطيط وصناعة القرار".

يرى مصطفى فحص في الشرق الأوسط اللندنية أنه "من المرجح ألا يبقى عادل عبد المهدي أسير الصفقة السياسية التي أوصلته إلى السلطة لفترة طويلة نتيجة عملية توافق هجينة بين أطراف مختلفة لم تنجح في تشكيل الكتلة الأكبر فاستعاضت عنها بتوافق كامل حول اسم رئيس الوزراء الذي أجمعت عليه بوصفه مستقلاً لا يحظى بتغطية حزبية".

تجاذب بين طهران وواشنطن

يرى جورج سمعان في الحياة اللندنية أنه لا "يمكن اعتبار صالح أو عبد المهدي في صف إيران، وإن لم يكونا في صف خصومها. للرجلين تجربة وثقافة سياسيتان لا تسمحان لهما بالمجازفة في مواجهة الولايات المتحدة، ولا بإدارة الظهر لرغبات الجمهورية الإسلامية".

بومبيو
EPA
وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول أغلاء اتفاقية 1955 التجارية مع إيران

ويشير الكاتب إلى أن "ميزان القوى في الداخل العراقي يميل لمصلحة إيران، بوجود قوى الميليشيات التي كان لها الدور الكبير في قمع الاحتجاجات في البصرة. لكن هذا الخلل يصححه الشارع الذي عبر عن رفضه الأحزاب الدينية تماماً كما عبر عن تبرمه من الطبقة السياسية وآليات توزيع المناصب والمكاسب".

ويضيف: "يدرك رجال إدارة الرئيس ترامب حقيقة المشهد السياسي في العراق واستحالة رفع يد إيران عن بغداد. لكنهم بالتأكيد يراهنون على فاعلية العقوبات وحزمتها المقبلة التي تدخل حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل".

كذلك يرى حامد كيلاني في العرب اللندنية أن "من سيأتي إلى حكم العراق لن يكون إلا خادما مطيعا للمشروع الإيراني إن كان من التكنوقراط أو المستقلين أو من الأحزاب الطائفية ومحاور المتخاذلين، ومن هؤلاء من يريد أن يوصل لنا مبررات استسلامه للميليشيات تحت ذرائع حماية من تبقى من أهله وكرامتهم لإيجاد طريق لبناء المدن المدمرة وإزالة معسكرات الذل والخيانة في بلاد أصبح الاغتصاب فيها يستحق جائزة نوبل، بينما الذي تسبب بالاغتصاب الجماعي وهدر شرف العراقيات يتسابق لإبراز مفاتن الأحزاب الطائفية في طريقها لاستلام السلطة".

من جانبه، يشدد عبدالمنعم سعيد في الشرق الأوسط اللندنية على أن "عودة الدولة العراقية ضرورة استراتيجية للعالم العربي، واختيار برهم صالح وعادل عبد المهدي خطوة على طريق استقرار الدولة والتعامل مع التحديات التي تواجهها".

ويضيف سعيد: "الأمر العراقي كله يحتاج درجة أعلى من الفهم والتفاهم مع القيادات العراقية من جميع الاتجاهات؛ فالغربة العراقية خلقت فجوة معرفية إزاء بغداد وربما كانت أولى الخطوات أن نعرف العراق أكثر، ونعرف من العراقيين ماذا يريدون في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم، وتاريخنا أيضاً".