الرباط: وجه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية في افتتاح أشغال المجلس الحكومي، اليوم الخميس، رسالة مشفرة إلى وزراء حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي الذين «قاطعوا» المجلس الأسبوع الماضي، حيث قال: «رأيت المسافرين قد رجعوا. الحمد لله على سلامة الجميع».

وبدا العثماني مبتهجا في افتتاح المجلس الحكومي، بحضور مختلف الوزراء في الحكومة، بما فيهم وزراء الحزبين الغاضبين من تصريحات عبد الاله ابن كيران ، الامين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ، وأكدت هذا الوضع «القهقهات» التي تفاعل بها وزراء الحكومة مع ترحيب العثماني بعودة الوزراء الغائبين عن مجلس الحكومة السابق. 

تسمية

وتمثل كلمة رئيس الحكومة في المجلس الحكومي مؤشرا جديدا على أن الغالبية الحكومية استطاعت أن تتجاوز التداعيات التي أثارتها الكلمة النارية لابن كيران، التي هاجم فيها كلا من عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وإدريس لشكر، أمين عام الاتحاد الاشتراكي.

في موضوع آخر، بعث رئيس الحكومة رسالة شكر إلى من سماهم «جنود الخفاء» الذين سهروا على فك العزلة عن المواطنين الذين حوصروا بالثلوج خلال الأسابيع الماضية في عدد من مناطق المملكة. 

وقال العثماني إن الموظفين والعاملين من مختلف المصالح الوزارية والإدارية والمؤسساتية "اشتغلوا في ظروف حرجة بعدد من المناطق التي عرفت، خلال الأسابيع الماضية، تساقطات ثلجية غير مسبوقة».

ووجه رئيس الحكومة تحية خاصة لكل من وزارة الداخلية التي أشرفت على هذا الورش مركزيا، ووزارات التجهيز والنقل والصحة والتربية الوطنية والفلاحة، وكتابة الدولة ( وزارة الدولة ) المكلفة الماء، بالإضافة إلى عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة وغيرها من الجهات التي "بذلت مجهودا كبيرا لفك العزلة وإيصال المساعدات والاعتناء بعدد من المناطق التي كانت محاصرة بالثلوج، إلى جميع هؤلاء أوجه الشكر الجزيل". 

وأكد رئيس الحكومة المغربية أن جميع الإدارات والمؤسسات المعنية «تعبأت تعبئة خاصة»، معتبرا أن كانت في مستوى «الاستجابة للتعليمات الملكية لفك العزلة عنهم في مختلف المناطق»، مذكرا بأنه يتابع «مباشرة وبشكل شبه يومي وباستمرار وضع المواطنين في المناطق المحاصرة بالثلوج».

وأفاد العثماني في الكلمة ذاتها بأن حكومته سبق أن أعلنت «وضع برنامج كان مسطرا قبل مرحلة تساقط الثلوج، يهم 22 إقليما بها 1205 قرية »، وأردف قائلا: «الحمد لله كان العمل دؤوبا، ومن الطبيعي أنه في حال تساقط الثلوج بكثافة وبطريقة غير منتظرة أن تقطع الطرقات في فترة معينة وتسجل للأسف، بعض الخسائر». 

وعرج العثماني في كلمته، للحديث عن الحوار الذي واكب الزيارة التي قام بها نهاية الأسبوع الماضي إلى جهة الشرق، في إطار اللقاءات التواصلية للحكومة مع مختلف جهات المملكة، رفقة وفد حكومي مهم ، والذي وصفه ب"الراقي". 

وقال رئيس الحكومة إن "الحوار مع المنتخبين والبرلمانيين ومع المجتمع المدني وممثلي رجال الأعمال ومع عدد من المسؤولين كان حوارا راقيا حول البرنامج التنموي والاجتماعي لجهة الشرق، ولقد خرجنا بخارطة طريق مهمة واستعرضنا توجهات الحكومة في عدد من المجالات للتنمية".

وعد رئيس الحكومة زيارة جهة الشرق «مناسبة لإبراز اعتناء الحكومة بالجهة، والكشف عن البرامج الكبيرة والمهيكلة التي تنطلق خلال المرحلة المقبلة»، وأضاف موضحا أن الزيارة شكلت «فرصة للإنصات إلى الملاحظات التي ستتم متابعتها في إطار لجنة انكبت على فرزها سواء انطلاقا من مداخلات المنتخبين أو تلك التي سلمت لنا في ملفات»، مؤكدا أنه من واجب الحكومة أن تتابع هذه الملفات وتحيطها بالعناية الكاملة.