واشنطن: قالت وسائل إعلام أميركية إن الضربة العسكرية التي من المرجح أن توجهها الولايات المتحدة لمواقع جيش نظام بشار الأسد في سوريا، ستكون أعنف وأوسع من تلك التي نفذتها واشنطن في أبريل العام الماضي.

وكان الرئيس دونالد ترمب دعا الثلاثاء عبر حسابه على موقع تويتر روسيا إلى الاستعداد "إلى صواريخ رائعة وذكية قادمة إلى سوريا"، منتقداً تحالف موسكو مع "رئيس يستمتع بقتل شعبه بالغاز"، في إشارة إلى الأسد الذي اتهمت واشنطن ودول غربية نظامه باستخدام سلاح كيميائي في مدينة دوما القريبة من دمشق السبت الماضي، ما نتج عنه مقتل العشرات بينهم أطفال ونساء.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن مسؤولين في وزارة الدفاع يرون إنه يجب أن تكون الضربة العسكرية الأميركية هذه المرة أكثر قوة وردعاً من تلك التي جرت العام الماضي، والتي "لم تمنع نظام الأسد من تكرار استخدام الكيميائي ضد شعبه".

وكانت الضربة الأميركية في أبريل الماضي تمت عبر قصف مواقع شبه خالية ومنها قاعدة الشعيرات العسكرية التي قيل إنها استخدمت لشن الهجوم الكيميائي، بـ 59 صاروخاً أطلقت من مدمرة كانت في البحر المتوسط.

وعقد مسؤولون أميركيون كبار بينهم قادة في وزارة الدفاع، اجتماعات مكثفة في البيت الأبيض خلال اليومين الماضيين، شارك في أجزاء منها ترمب نفسه ونائبه مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي جون بولتون.

ساعة الصفر

من جهتها، قالت محطة "سي ان ان"، إن مدمرتين أميركيتين اتخذتا موقعيهما انتظاراً لساعة الصفر، فيما توجد غواصات قبالة السواحل السورية.

ومن المتوقع أن تشارك غواصات وطائرات فرنسية وبريطانية في الضربة. وكانت رئيسة الوزاراء البريطانية تيرزا ماي، وجهت غواصات بالتحرك صوب السواحل السورية، في استعداد للضربة المتوقع أن تحدث مساء اليوم الخميس، وفقاً لما ذكرته صحيفة ديلي تلغراف.

لكن محطة "سي ان ان" قالت إن تهديدات ترمب عبر تويتر، قد تكون أجبرت البنتاغون على تغيير بعض خططه التي وضعها للضربة.

وقال جون كيربي المحلل العسكري للمحطة الأربعاء، إن الأقمار الاصطناعية وطائرات التجسس الأميركية رصدت تحركات واسعة للواحدات الروسية والسورية، وعمليات نقل للطائرات والأسلحة، إلى مواقع أكثر أمناً.

وتراقب الأقمار الصناعية وغيرها من طائرات الاستخبارات الأميركية عن كثب دلائل تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك الوحدات الروسية - يستخدمون الإشعار المسبق لنقل الطائرات والأسلحة والأفراد بعيداً عن أي هجوم محتمل.

وقال إن قائمة الأهداف المحتملة تشمل مطارات ومواقع تخزين المواد الكيميائية، إضافة إلى مواقع قوات النظام السوري ودفاعه الجوي في محيط دمشق.

وذكر أن ضرب مواقع قريبة من العاصمة السورية، من شأنه أن يبعث برسالة أقوى لكنه قد يؤدي إلى سقوط عدد أكبر من الضحايا ويزيد فرص تصعيد الصراع.

ونقلت المحطة عن محللين عسكريين، قولهم إن خيار استخدام مقاتلات أف 22 وقاذفات بي 52 العملاقة المتمركزة في قاعدة العديد في قطر للمشاركة بالضربة، ربما يكون مطروحاً أمام القادة العسكريين في البنتاغون، لكن مثل هذا الخيار قد يتم استبعاده، لأنه يضع حياة الطيارين الأميركيين في خطر.