إيلاف من نيويورك: يقول مسلحو تنظيم "داعش" الذين استسلموا لقوات التحالف، إن زعيمهم أبا بكر البغدادي تخلى عن الصراع في اهم اللحظات عندما كانت قيادته لمقاتليه مطلوبة بشكل كبير.

في تقرير تضمن مقابلات مع مسؤول امني عراقي، واستاذ اكاديمي، سلطت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية الضوء على أحوال مقاتلي داعش واختفاء زعيمهم في الوقت الذي لا يزال فيه التنظيم يقاتل ضمن جيب صغير في سوريا.

غيابه سبب انشقاقات

وقالت الشبكة: "مع انهيار دولة داعش، ويأس مقاتليه الذين يقاتلون في اخر جيب ضد قوات التحالف المدعومة من اميركا، لا يمكن العثور على أبو بكر البغدادي، وتسبب غيابه بانشقاقات كبيرة داخل التنظيم الإرهابي".

ونقلت الشبكة الأميركية عن صحيفة "صنداي تايمز"، شهادة لاحد مقاتلي التنظيم ويدعى محمد علي الذي قدم من كندا للقتال ضمن صفوف "داعش". محمد الذي أسرته قوات سوريا الديمقراطية يقول: "الناس غاضبون...إنه –البغدادي- يختبئ في مكان ما".

مازال على قيد الحياة

واضافت "لا تزال الشائعات التي تتناول مقتل البغدادي تلقي بظلالها، لكنه على الأرجح ما زال على قيد الحياة. تقدم الولايات المتحدة ما يصل إلى 25 مليون دولار لأي معلومات موثوقة تؤدي إلى أسر البغدادي الذي يعاني أيضا من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والإصابات التي لحقت به خلال غارة جوية منذ سنوات".

تنقلاته

أبو علي البصري، مدير عام مكتب الاستخبارات العراقية، قال لـ "فوكس نيوز": "إن المخابرات العراقية تتبع البغدادي، ونعتقد أنه لا يبقى أبداً في مكان واحد لأكثر من يوم واحد"، وتابع "لدينا معلومات أنه مازال ينتقل بين بلدات في سوريا وداخل الحدود العراقية من خلال محافظة الأنبار وايضا على الحدود مع صلاح الدين".

ورغم ابتعاد البغدادي، غير انه واصل حث اتباعه المخلصين على مواصلة القتال كما حدث في اخر تسجيل صوتي أصدره في شهر أغسطس 2018.

مستقبل مجهول

وأشارت فوكس نيوز "إلى ان تنظيم الدولة الإسلامية سيطر خلال ذروته على مساحات واسعة في سوريا والعراق، ومارس حكمه على أكثر من ثمانية ملايين شخص، ووفر خطاب البغدادي "الجهادي" الإلهام الضروري لجذب مئات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى الجماعة الإرهابية".

وتابعت: "بدون التوجيه الروحي والعملي للبغدادي، وقدرة الدولة الإسلامية على الحكم، وما يميزها عن الجماعات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة، يبقى مستقبل الجماعة مجهولاً".

غيابه لن يؤثر

وفي حين يكثر الحديث عن خذلان البغدادي لمقاتليه نتيجة تواريه عن الأنظار، وغيابه عن ساحة المعركة، قال ماكس براهمز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، "إن اختفاء بغدادي لن يغير طبيعة الجماعة العنيفة".

واضاف" اخراج البغدادي لن يؤثر على تكتيكات المجموعة. لقد كان مثل رئيس تنفيذي غير كفؤ إلى درجة أن إبعاده لن يكون له أي تأثير على أداء المجموعة العنيف".

يمكن أن يؤدي قطع الرؤوس القيادية، أو ببساطة غياب القائد إلى إحداث آثار مدمرة على المرؤوسين الذين تُركوا لمواجهة زوالهم المحتمل. لكن هذا لا يجعلها أقل عنفاً أو تهديداً.

التهديد موجود

ولفتت شبكة فوكس "إلى انه وبينما يعود العديد من مقاتلي داعش السابقين إلى ديارهم، فإن قسم منهم سيذهب إلى مواقع مختلفة حول العالم لمواصلة القضية، بما في ذلك ليبيا وأفغانستان واليمن ونيجيريا وسيناء في مصر"، وتوقعت "استمرار تواجد مقاتلي داعش في سوريا لأن نظام الأسد الوحشي والقمع سيزيد من التطرف العنيف ويشجع المقاومة السنية. قد يكون الأسد قد استعاد السيطرة على معظم البلاد، لكن الظروف التي أدت إلى ظهور التنظيم لم يتم معالجتها، ومن المرجح أن يكون الوضع الاجتماعي والاقتصادي الكئيب في سوريا محركًا للتعبئة المستقبلية".