بني ملال: قال عبد الكريم بن عتيق ، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن بلاده تمثل نموذجا يحتذى في التعايش والعيش المشترك بين الديانات والثقافات.&
واعتبر بن عتيق في كلمة ألقاها أمس خلال افتتاح الدورة الثانية من الجامعة الربيعية للشباب المغاربة المقيمين بالخارج، التي تنظمها وزارته بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة ، تحت شعار "المغرب المتعدد أرض العيش المشترك"، في بني ملال (وسط)، أن الشباب المغاربة في مختلف دول العالم "يمثلون قوة ينبغي أن تتعبأ للمساهمة في إبراز البعد الثقافي والحضاري على مستوى العالم".
وأضاف بن عتيق أمام 80 شابا من مغاربة العالم يمثلون 11 دولة من مختلف القارات، أن المغرب "أرض التعدد والتعايش . وزيارة البابا فرانسيس للبلاد بدعوة من الملك محمد السادس رسالة تاريخية تؤكد أن المغرب سيبقى دائما بلد التعدد والعيش المشترك ومثالا على ذلك".
وأكد بن عتيق أن طموح بلاده لبلوغ نادي الدول المتقدمة "لا يمكن أن يتحقق من دون مشاركة مغاربة العالم"، مشددا على أن الشباب "ركيزة أساسية ومحور استراتيجي في التعاطي مع المستقبل وتكوين رأس المال الأساسي ليكون المغرب قويا وقادرا على بلوغ &المكانة التي يستحقها في العالم".
ودعا المسؤول الحكومي شباب بلاده في العالم إلى العمل على جلب الاستثمارات الأجنبية &في القطاعات الواعدة، وتشكيل قناة أساسية ل"جلب التكنولوجيا للبلاد ومساعدة المنتوج المغربي على اكتساح الأسواق العالمية".
كما طالب بن عتيق بتفعيل أدوار وأداء جمعيات مغاربة العالم في بلدان الاستقبال، من أجل تقويتها والتنسيق بين مكوناته خدمة للمنتوج "الثقافي المغربي وإبرازه بالنسبة لمجتمعات دول الإقامة وتحصين هويتنا المغربية الأصيلة وديننا الوسطي المعتدل المبني على التسامح والانفتاح ".
من جهته، قال نبيل حمينة، رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، إن الأنشطة الثقافية التي تستهدف الشباب من مغاربة تلعب "دورا محوريا في إدماجهم في مجتمعات الاستقبال وتساعدهم على الترويج لصورة المغرب في الخارج"، مؤكدا أن موقع المملكة الجغرافي جعلها نقطة تلاقح&للعديد من الحضارات عبر التاريخ.
وأضاف حمينة أن هذا التلاقح الثقافي "كان له أثر على التركيبة الاجتماعية للمغرب وتنوعه الثقافي والحضاري الذي تجسدت فلسفته في روح دستور 2011"، مشددا على ان التفرد المغربي تغذيه "مختلف مكونات جالياتنا في الخارج والاندماج الذي تحققه في بلدان الاستقبال".

وأفاد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، بأن الهوية المغربية المتعددة الروافد مكنت مغاربة العالم من الانفتاح على مختلف الثقافات والاندماج السلس في بلدان المهجر، "من دون أي صدام هواياتي مع التشبث بقيم الهوية المغربية الأصيلة المبنية على قيم الانفتاح والتعايش والتسامح".
وتدخل المبادرة في إطار استراتيجية رامية إلى "تطوير وتنويع العرض الثقافي الموجّه لفائدة مغاربة العالم، وذلك استجابة لاحتياجاتهم وانتظاراتهم، وخاصة الأجيال الصاعدة"، كما تهدف إلى إبراز مدى تنوع وغنى التراث المغربي، وخاصة ما تزخر به جهة بني ملال – خنيفرة، التي تستضيف الدورة الثانية من هذه الجامعة، والتي تحتل مكانة مهمة في الاقتصاد المغربي، إذ "تمكنت بفضل ما تتمتع به من ثروات وإمكانات ومؤهلات فلاحية وموارد مائية مهمة، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المتميز، من تطوير نموذج فلاحي اقتصادي يحتذى به"، وفق الجهة المنظمة.
ويرتقب أن يستفيد الشباب المشاركون في الدورة التي تستمر إلى غاية 14 أبريل الجاري، من ندوات وورشات يؤطرها أساتذة باحثون وخبراء مغاربة، كما يتضمن البرنامج زيارات ميدانية لعدد من المناطق لإطلاع المشاركين على الموروث الثقافي واللامادي للجهة.

وتراهن الوزارة المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين في الخارج، على الجامعة الربيعية من أجل تمكين الشباب المغاربة المقيمين في الخارج من التعرف على غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، وتكوين فكرة واضحة حول منظومة القيم المغربية التي تثمن التسامح واحترام الآخر.