إيلاف من نيويورك: في صفحة الرأي بصحيفة نيويورك تايمز، تبادل مسؤول أميركي مع مسؤول إيراني الاتهامات بعد يومين من إدراج الحرس الثوري على لوائح الإرهاب الأميركية.

وافتتح المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، المواجهة بعدما كتب مقال رأي في نيويورك تايمز تحدث خلاله عن طموحات واشنطن لجهة إقامة علاقات إيجابية مع طهران، والدور السلبي الذي تقوم به السلطات الإيرانية حاليا، ليأتي الرد من جانب رئيس المكتب الإعلامي في بعثة ايران للأمم المتحدة، علي رضا ميروسفي.

فشل الثورة

في مقالته تحدث هوك عن نقص حماسة الإيرانيين في الاحتفال بذكرى الثورة بسبب فشلها في بناء مجتمع عادل ومزدهر، كما وعد روح الله الخميني وغيره من القادة الإيرانيين في عام 1979.

وقال هوك، "في هذه الأيام، تشتهر ثيوقراطية إيران الحاكمة بالقمع والفساد وسوء الإدارة في الداخل والحرب الطائفية المروعة في الخارج. من خلال ميليشياته الشيعية، أذكى النظام الديني العنف والموت في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان واليمن وما وراءها، كما مكن دعم إيران لحزب الله وحماس من القيام بهجمات قاتلة على اسرائيل عبر الحدود".

هجرة الادمغة وابتعاد المؤمنين

وأشار المبعوث الخاص&الى هجرة الادمغة ورؤوس الأموال من إيران، معتبرا، ان ثورة 79 أصبحت مستنفذة إلى حد كبير، فانهار حضور المساجد، والمؤمنون بحسب تقارير الحرس الثوري يبتعدون حتى خلال الأيام المقدسة، كما يتناقص عدد الراغبين بأن يصبحوا رجال دين".

تناقضات السلطة

هوك الذي قال إن الثورة تنتمي في المقام الأول الى النخبة المنافقة في النظام، أضاف، "كان من المفترض أن يكون صندوق التحوط التابع لآية الله علي خامنئي، والذي تقدر قيمته بعشرات المليارات من الدولارات، مؤسسة خيرية، لكنه يستولي الآن على ممتلكات من الإيرانيين لتقوية النظام، وأصبح الحرس الثوري دولة داخل الدولة حيث طور الخناق على أجزاء كثيرة من الاقتصاد"، متابعا، "يتحدث وزير الخارجية الإيراني إلى العالم على حسابه على تويتر بينما يحجب نظامه تويتر".

نجاح في الخارج وفشل داخلي

وتساءل هوك، "ألم يحن الوقت لترك الحكومة الإيرانية أربعين عامًا من الفشل وسوء الإدارة؟ ألم يحن الوقت للتخلي عن السياسات التي أبقت الشعبين الإيراني والولايات المتحدة منفصلين منذ عام 1979؟" متابعا، "كما الولايات المتحدة، لدى إيران مجتمع نابض بالحياة يريد أن يندمج مع دول أخرى لا ان يُعزل عنها. الإيرانيون الذين يعيشون في الولايات المتحدة وحول العالم يزدهرون. لكنّ الإيرانيين لا يزدهرون في بلادهم."

علاقات قائمة على الاحترام

وقال، "يجب ان يرتبط الشعبان الأميركي والإيراني بعلاقات دبلوماسية، ويمكننا ان نتوقع سفارة أميركية جديدة في طهران لإصدار تأشيرات للسياح والمسافرين من رجال الأعمال والمعلمين. يجب أن تكون هناك أيضًا رحلات مباشرة من طهران إلى نيويورك أو لوس أنجلوس"، مشيرا، "إلى انه وقبل الثورة، كانت اميركا ثاني أكبر شريك تجاري لإيران. يجب أن يحدث هذا مرة أخرى. قبل الثورة، كان هناك 50000 طالب إيراني يدرسون في الجامعات الأميركية. العلاقات المتجددة ستفتح الباب أمام فرص هائلة، ويمكن للعقول النيرة في بلادنا أن تعمل على حل المشاكل للشعب الإيراني، ومن خلال العلاقات المفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران، يمكننا معًا تقليل تلوث الهواء الحاد في طهران، وبناء المنازل التي تقاوم الزلازل في كرمانشاه، وتقديم علاجات طبية جديدة لقدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية".

المطلوب دولة مسالمة

ورأى "ان الحكومة الأميركية مستعدة لبناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل، لتحقيق المصالح المشتركة، ومن أجل جعل هذا الانفتاح ممكنًا، ومن أجل تطبيع العلاقات والتمتع بجميع المزايا التي ستتبع ذلك، يجب على النظام أولاً أن يقرر أنه يريد أن يكون دولة طبيعية وليس قضية ثورية، فإيران المسالمة ستبشر بالخير لشرق أوسط أكثر سلاما، لكن بعد 40 عامًا، فقد&العديد من الدول القدرة على تخيل إيران مسالمة، وهذه التوقعات المتدنية تؤدي إلى الإضرار بقضية السلام، وخاصة للشعب الإيراني الذي يريد حياة أفضل"، واعرب هوك عن اعتقاده "بأن الوقت قد حان للدول لتجديد المطالب الأساسية لإيران لكي تتصرف كدولة طبيعية مسالمة وهي: إنهاء السعي وراء الأسلحة النووية، والتوقف عن اختبار الصواريخ الباليستية، والتوقف عن رعاية الوكلاء الإرهابيين ووقف الاعتقال التعسفي للمواطنين مزدوجي الجنسية. يجب أن يستثمر النظام في شعبه بدلاً من تمويل الطغاة والإرهابيين والصواريخ والميليشيات، فبفضل دعم النظام، يحصل المقاتل العادي في حزب الله على ضعفين الى ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه رجل إطفاء إيراني".

إيران الديمقراطية

رئيس المكتب الإعلامي للبعثة الإيرانية، علي رضا ميروسفي، لم يترك أمنيات هوك بعلاقات دبلوماسية متبادلة قائمة على الاحترام، دون رد، واختار صحيفة التايمز ليعقب على المقال، مشيرًا&إلى ان الديمقراطية في ايران يبلغ عمرها مئة عام، وان نسبة السكان الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية لعام 2017 وصلت الى أكثر من 70 في المئة في انتخابات كاملة وتنافسية في منطقة تندر فيها الانتخابات الحقيقية.

الدليل سفر ترمب تحت جنح الظلام

وقال:&"بالإضافة إلى ذلك، وبعد ما يقارب من عقدين من الغزو الأميركي في المنطقة ، لم يتم تقديم وعد على الأقل من وعود السيد هوك لمستقبل إيران سواء مع أفغانستان أو العراق. لا توجد رحلات جوية مباشرة بين نيويورك وبغداد أو بين نيويورك وكابول، والرئيس ترمب يسافر إلى هناك تحت جنح الظلام في منتصف الليل. لماذا هذا؟".

رئيسكم غير موثوق

وتابع، "إن اعلان السيد هوك بأنه لا يريد أكثر من مجرد فتح سفارة وتسهيل السفر للإيرانيين لن يؤخذ على محمل الجد من قبل الشعب الإيراني، خاصة وأن أحد التدابير الأولى لإدارة ترمب كان حظر سفر المسلمين، والذي يتضمن جميع الإيرانيين الذين لم يعد بإمكانهم السفر إلى الولايات المتحدة"، مضيفا، "اما في الموضوع المتعلق باستعداده لبدء محادثات جديدة، يشير استطلاع حديث إلى أن الإيرانيين يسخرون من أي جهد في مفاوضات جديدة مع رئيس أميركي لا يمكن الوثوق به".