كشفت مصادر سودانية عن اتخاذ الجيش مجموعة إجراءات ضد رموز نظام حكم الرئيس عمر البشير، على وقع التظاهرات الحاشدة المستمرة منذ نحو أربعة أشهر. بينما تضاربت الأنباء حول هوية القائد العسكري الذي سيتولى السلطة خلفًا للرئيس، ما بين اللواء عبد الفتاح البرهان، والفريق أول عوض بن عوف.

إيلاف من القاهرة: أعلنت وسائل إعلام سودانية عزل الرئيس عمر البشير، ومنع طائرته من مغادرة مطار الخرطوم، وفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله تحت حراسة مشددة.

الإشراف على مرحلة انتقالية
ونشرت مواقع "الركوبة" و"النيلين" و"أخبار السودان"، تقارير تفيد بأن اللواء عبد الفتاح البرهان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية، هو من سيتولى المجلس العسكري الذي سيقود البلاد خلال مرحلة انتقالية.

بينما نقل موقع "السودان الآن"، عن مصادر متطابقة أن الجيش السوداني سيعلن الانقلاب العسكري على عمر البشير، الواقع تحت الاقامة الجبرية وتشكيل مجلس انتقالي عسكري برئاسة الفريق أول عوض بن عوف.

أضافت أنه من المتوقع أن تعلن القوات المسلحة السودانية إنشاء مجلس عسكري ليشرف على مرحلة انتقالية قد تبلغ عامًا واحدًا، مشيرة إلى أن ما حصل في السودان اليوم هو انقلاب عسكري على البشير.

لن نقبل بغير سلطة مدنية
في المقابل، رفضت المعارضة السودانية ما وصفته بالانقلاب العسكري، وطالبت الجيش بتسليم السلطة إلى الشعب. وأعلن تجمع المهنيين السودانيين رفض تسليم السلطة إلى مجلس عسكري. وقال التجمع في بيان له: "شعبنا الأبي، بعدما ناضلنا وانتظرنا أكثر من أربعة أشهر كللت بالدماء والصبر، ندعو الجماهير إلى الحشد والاعتصام لنؤكد أن الشعب لن يقبل بغير سلطة مدنية انتقالية قوامها الكفاءات الوطنية البعيدة عن نظام الاستبداد والقهر".

طالب التجمع الجيش بتسليم السلطة إلى الشعب، وقال: "على قيادة قوات شعبنا المسلحة تسليم السلطة إلى الشعب حسب ما جاء في إعلان الحرية والتغيير".

وناشد تجمع المهنيين السودانيين المواطنين التوجّه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، الذي يضم أيضًا مبنى وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير.

اعتقالات سياسية
وأكد شهود أن مئات السودانيين بدأوا بالفعل التوافد إلى أمام مقر وزارة الدفاع، حيث يعتصم الآلاف منذ السبت الماضي بعد فشل كل محاولات الأمن لفض الاعتصام.

وحسب المعلومات الواردة من العاصمة الخرطوم، فإن الجيش اعتقل عددًا كبيرًا من القيادات السياسية المقربة من البشير، وقيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ومنهم: وزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين ورئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون ونائب الرئيس السابق علي عثمان محمد طه.

أظهر مقطع مصور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، تحركات ضخمة للجيش السوداني، تنتشر في الشوارع. ويظهر في الفيديو أحد المواطنين داخل سيارته وهو يسأل فردا من ضمن عناصر الجيش المنتشرين على طول إحدى الطرق بآلياتهم العسكرية، يسألهم: "خلاص استلموتنا؟"، في إشارة إلى انقلاب للجيش على الرئيس عمر البشر.

تطويق إعلامي
يتضح في الفيديو التحيات المتبادلة بين الجنود والمواطنين، الذين تدفقوا إلى الشوارع، بعد دخول ضباط من الجيش مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الواقع في أم درمان.

وأفاد شهود بأن سيارات عسكرية طوّقت مبنى الإذاعة والتلفزيون التي بدأت ببث أناشيد وطنية، بانتظار البيان الذي&يأتي بعد أشهر من الاحتجاجات على حكم الرئيس عمر البشير.

وأكد شهود أن مئات السودانيين بدأوا بالفعل التوافد إلى أمام مقر وزارة الدفاع، حيث يعتصم الآلاف منذ السبت الماضي بعد فشل كل محاولات الأمن لفض الاعتصام.

وقطعت الإذاعة السودانية أم درمان" برنامجها المعتاد مع صباح الخميس 11 أبريل 2019، وبدأت في بث مارشات عسكرية، وتقول إذاعة ​السودان​ الرسمية إن بيانًا مهمًا من القوات المسلحة ستتم إذاعته بعد قليل.

وأفاد شهود بأن سيارات عسكرية طوّقت مبنى الإذاعة والتلفزيون التي بدأت ببث أناشيد وطنية، بانتظار البيان الذي يأتي بعد أشهر من الاحتجاجات على حكم الرئيس عمر البشير.

وكانت قوات الجيش تصدت لمحاولات الأمن، في خطوة اعتبرها مراقبون اصطفاف بعض ضباط المؤسسة العسكرية إلى جانب المعتصمين الذين يطالبون برحيل البشير.