دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني العراقيين إلى حمل السلاح وقتال الارهابيين دفاعًا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، والتطوع للانخراط في القوات الأمنية في دعوة وصفت بأنها إعلان للجهاد.. وحذر من أن تنظيم داعش اصبح خطراً كبيرًا يهدد محافظات البلاد وخاصة كربلاء والنجف.. ودعا القيادات السياسية إلى انهاء خلافاتها وتوحيد موقفها وكلمتها وتأكيد دعمها للقوات المسلحة.


لندن: وصف الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل مرجعية السيستاني الشيعية العليا، خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، الأوضاع التي يمر بها العراق حاليًا بالخطيرة جداً وقال: "لا بد أن يكون لدينا وعي بعمق المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فهي مسؤولية شرعية ووطنية كبيرة."

وأكد أنّ العراق وشعبه يواجهان تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً.. موضحًا أن الارهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات مثل نينوى وصلاح الدين فقط، وانما يستهدفون ايضاً جميع المحافظات، كما اعلنوا،&ولا سيما بغداد وكربلاء والنجف، وجميع العراقيين في جميع مناطقهم. وشدد على أنه لذلك فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مهمة الجميع ولا تخص طائفة دون أخرى أو طرف دون آخر.

وأضاف ممثل السيستاني إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر.

وقال "إن المسؤولية في الوقت الحاضر هي حفظ بلدنا العراق ومقدساته من هذه المخاطر وهذه توفر حافزاً لنا للمزيد من العطاء والتضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة بلدنا وكرامته وصيانة مقدساته من أن تهتك من قبل هؤلاء المعتدين ولا يجوز للمواطنين الذين عهدنا منهم الصبر والشجاعة والثبات في مثل هذه الظروف أن يدب الخوف والاحباط في نفسِ أي واحد منهم، بل لا بد أن يكون ذلك حافزاً لنا لمزيد من العطاء في سبيل حفظ بلدنا ومقدساتنا".

وطالب الكربلائي القيادات السياسية بترك الاختلافات والتناحر خلال هذه الفترة العصيبة وتوحيد موقفها وكلمتها ودعمها واسنادها للقوات المسلحة ليكون ذلك قوة إضافية لأبناء الجيش العراقي في الصمود والثبات موضحًا أن هذه القيادات هي الآن أمام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية كبيرة.

واضاف "إن دفاع أبنائنا في القوات المسلحة وسائر الأجهزة الامنية هو دفاع مقدس، ويتأكد ذلك حينما يتضح أن منهج هؤلاء الارهابيين المعتدين هو منهج ظلامي بعيد عن روح الاسلام يرفض التعايش مع الآخر بسلام ويعتمد العنف وسفك الدماء وإثارة الاحتراب الطائفي وسيلة لبسط نفوذه وهيمنته على مختلف المناطق في العراق والدول الأخرى".

وقال إن منتسبي القوات المسلحة أمام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية.. وخاطبهم قائلاً "اجعلوا قصدكم ونيتكم ودافعكم هي الدفاع عن حرمات العراق ووحدته وحفظ الأمن للمواطنين وصيانة المقدسات من الهتك ودفع الشر عن هذا البلد المظلوم وشعبه الجريح.

والمرجعية تحثكم على التحلي بالشجاعة والبسالة والثبات والصبر وإن من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم، فإنه يكون شهيداً إن شاء الله تعالى، والمطلوب أن يحث الأبُّ ابنه والأمُّ ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه".

وشدد الكربلائي على أن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن، وأهله وأعراض مواطنيه، وهذا الدفاع واجب على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، وعليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية.

واعتبرت مصادر عراقية في حديث مع "ايلاف" دعوة السيستاني للعراقيين لحمل السلاح بمثابة اعلان للجهاد في البلاد، خاصة أنه اعتبر من يقتل منهم شهيدًا. واليوم الجمعة أكد تنظيم "داعش" انه سيطمس القبور "والمزارات الشركية في العراق"، واعلن منع "تجارة الدخان والخمور" طالب نساء الموصل بـ"الحشمة والستر وترك الخروج من المنزل".

وقال التنظيم في منشور موجه إلى اهالي "ولاية نينوى" انتشر بصورة واسعة في شوارعها، "موقفنا من المشاهد والمزارات الشركية في العراق هو أن لا ندع قبراً الا سويناه ولا تمثالاً الا طمسناه"، داعيًا النساء في الموصل إلى "الحشمة والستر والجلباب والخدر وترك الخروج من المنزل".

وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) الثلاثاء الماضي، واستولى على المقار الأمنية فيها، ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج حوالي نصف مليون مواطن من المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديإلى والانبار.