تشهد المدارس والجامعات الروسية حربًا على المسلمات المحجبات في المدارس والمعاهد، تتزامن مع حملة على المسلمين عامة.


بيروت: تشهد روسيا حربًا شعواء على الحجاب، بدأت محدودة ثم انتشرت بقوة مثيرة قلق المسلمين الروس، مع تزامنها مع اتساع دائرة المحظورات من الكتب الدينية، وإدراج العشرات منها على لائحة الإرهاب، بينها صحيح البخاري وكتيبات الأدعية التي تضمّ آيات قرآنية وأحاديث نبوية. ويقدر عدد المسلمين في روسيا بين 20 و25 مليونًا، في غياب أرقام رسمية.
&
قرارات جامعية
تجاوزت الظاهرة المضايقات التي تتعرض لها المحجبات الروسيات في المدن الكبرى، فصرن يواجهن صعوبة في الحصول على وظائف، ويتعرضن لمواقف محرجة في الأماكن العامة ووسائل النقل. وطال الأمر المؤسسات التعليمية، خصوصًا الجامعات التي أصدر قسم منها قرارًا بحظر ارتداء الحجاب.&
وكانت جامعة بيرغوف الطبية في موسكو أصدرت قرارًا في أيلول (سبتمبر) الماضي بمنع المسلمات ارتداء الحجاب داخل الحرم الجامعي، أضيفت إلى محاولات في هذا السبيل بمعاهد وجامعات أخرى.
وكانت مديرة إحدى مدارس إقليم ستافروبل منعت محجبات من دخول قاعدة التدريس في العام 2012، فرفع أولياء أمورهن الأمر للقضاء، لأن ذلك يخالف ما ينص عليه الدستور الروسي من حرية المعتقد. ووصلت القضية إلى المحكمة العليا في روسيا التي أقرت شرعية منع ارتداء الحجاب في المدارس وحق التلميذات اللواتي منعتهن المديرة من حضور الدروس بالدراسة الحرة أو الانتقال إلى مدرسة دينية.
وفي أوائل أيلول (سبتمبر)، وقَّع أندريه كامكين، رئيس جامعة بيروغوف الطبية، قرارًا بمنع الطلاب من ارتداء الملابس الدينية.
&
لتعميم المنع
نقلت تقارير عن ضمير محيي الدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الروحية لمسلمي القسم الأوروبي من روسيا: "عندما يتعلق الأمر بالمدرسة وببنات قاصرات مسموح لهن بالسفور، فهذا أمر. وأمر آخر تمامًا عندما تبلغ الفتاة سنًّا معينة، فيفرض الإسلام عليها ارتداء الحجاب، كيلا يصدر عنها تصرف يستنكره المجتمع، ولا يقبله الله".
وفي ربيع 2013، منعت جامعة موسكو الحكومية لعلوم الاقتصاد والإحصاء والمعلوماتية ارتداء الحجاب، ثم صدر قرار مماثل في جامعات حكومية في فولغوغراد وآستراخان وروستوف. وتعرضت الفتيات المحجبات في جامعة أوغاريوف الحكومية بجمهورية موردوفا للطرد من القاعات الدراسية.
ويقول الدينوف: "سنثابر على النضال من أجل حقوقنا، تمامًا كما دافعنا عن الحق بالتقاط الصور للوثائق الرسمية بغطاء الرأس الشرعي، والحجاب ضمنًا، وإذا كان ممنوعًا ارتداء الحجاب، فيجب أيضًا منع ارتداء الصلبان المسيحية، واعتمار القبعة اليهودية، وغير ذلك من الرموز الدينية، وإذا كانت الدولة تكافح أحدها، فيجب أن تكافح الأخرى".