لندن: تثير قضية القبض على أحد أبرز المهندسين المعماريين المصريين في بريطانيا منذ 12 يوليو/تموز الجاري اهتماماً كبيراً وسط تعتيم إعلامي شديد. وقد اتصلت “الخليج” بشرطة سكوتلانديارد أمس (الثلاثاء) للاستفسار عن مبررات القبض على المهندس الاستشاري الدكتور ممدوح حمزة (57 عاماً)، فكشفت متحدثة باسمها انه مثل أمام قضاة محكمة بوستريت في لندن في 14 الجاري ووجهت إليه أربع تهم تتعلق بمحاولة إقناع آخرين بالقتل.

وعلمت “الخليج” ان حمزة الذي يعتبر معمارياً ذا شهرة عالمية حصل على جوائز دولية عدة، مثل في 22 الجاري أمام المحكمة الجنائية المركزية (أولد بيلي) في لندن وطلب من قضاتها إطلاقه بكفالة. بيد أن طلبه رفض، وأمره القضاة بالعودة للمثول أمامهم في أول سبتمبر/أيلول المقبل ليجيبهم عن التهم الموجهة إليه بما إذا كان يرى نفسه مذنباً أم لا. وقال محامون جنائيون في لندن ل “الخليج” إن تجهيز أوراق القضايا الجنائية في بريطانيا عادة ما يستغرق وقتاً طويلاً، وان حمزة قد يقضي أشهراً في الحبس قبل بدء محاكمته.

وقالت مصادر عدلية ل “الخليج” ان المعماري المصري نقل إلى سجن بريكستون (جنوب لندن) بانتظار مثوله أمام محكمة الأولد بيلي مطلع سبتمبر/أيلول. وكان قد احتجز عقب القبض عليه في سجن بيلمارش ذي التدابير الأمنية المشددة. وتردد أمس (الثلاثاء) وسط عرب لندن ان احتجاز حمزة ربما كانت له صلة ب “الحملات التي تنفذها الشرطة البريطانية لمكافحة الإرهاب”.

ولم تهتم الصحف البريطانية باعتقال حمزة منذ ايداعه السجن في 12 الجاري. وانفردت هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) بنشر نبأ عنه في موقعها الالكتروني أمس (الثلاثاء)، أشارت فيه إلى ان الصحف المصرية تعتقد بأن حمزة احتجز لصلته المزعومة بخطة لقتل وزير الاسكان المصري الدكتور محمد إبراهيم سليمان، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي، ورئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور. وذكرت أن لحمزة خلافاً شهيراً مع الدكتور سليمان.

بيد ان الدكتور أحمد راشد نائب رئيس مكتب حمزة وشركائه قال ل “الخليج” ان حمزة لم يلتق وزير الاسكان وجهاً لوجه. لكنه لم يستبعد أن يكون ثمة خلاف في وجهات نظر الرجلين، خصوصاً ان سليمان مسؤول عن قطاع التشييد والتنمية والتخطيط العمراني والمجمعات الجديدة.

يذكر أن حمزة حصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة لندن، وعلى الدكتوراه من امبريال كوليدج في لندن في السبعينات، وعاد إلى مصر في 1979 لينشئ مكتبه الاستشاري الهندسي، وكان قد أتى إلى لندن مصطحباً زوجته تلبية لدعوة تلقاها من الملكة اليزابيث لحضور حفلة ترعاها في حدائق قصر باكنجهام.