الشعب الهولندي أطول شعب على وجه الأرض، ومرشح لان يزداد طولاً ووزناً، جاء هذا وفق منظمة ابحاث السوق «جي. اف. كيه» بناء على المعلومات التي جمعتها على مدار السنوات السبع الماضية، التي أظهرت تزايد الطلب على قياسات أكبر للملابس. أما منظمة «الهولنديون يواصلون النمو» فقد قال الناطق باسمها كوين سنويرين ان متوسط طول الهولنديين يزيد بنحو عشرة سنتيمترات عن البريطانيين والأميركيين، وبنحو 15 سنتيمتراً عما كانوا عليه قبل 40 سنة.
ويؤكد على تحليل المنظمة البروفيسور روبرت فوجيل الذي قام بدراسات حديثة للمنظمة الاميركية للصحة، حيث صنّفت الهولنديين على انهم الشعب الأطول على وجه الأرض، أما الدراسات التي قام بها المجلس الصحي لهولندا، فقد اشارت الى ان متوسط طول الهولنديين قد يزيد بمقدار عشرة سنتيمترات خلال العقود القليلة المقبلة، وقد أرجع فوجيل وباحثون آخرون هذا الأمر الى الرفاهية والنظام الغذائي الغني بمنتجات الالبان والعادات الصحية السليمة والرعاية الصحية الجيدة.
قبل قراءتي لهذا الخبر، كنت أتساءل دائماً عن سبب قصر قامة الكويتيين والكويتيات عن جيل الخمسينات والستينات، وقد حاولت الكتابة عن الموضوع لعل هناك جهة ما تفسر وتشرح لنا سبب اتجاه الجنس الكويتي الى التقزم ـ من القزم ـ وجاء هذا الخبر ليشجعني على الكتابة في الموضوع، وطرحه على الرأي العام الكويتي والمعنيين لدراسة الظاهرة، حتى لا نتحول الى شعب من الأقزام خلال العقود القليلة المقبلة بعكس الهولنديين.
ان الجيل الكويتي الذي عاش في الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات، يستطيع ملاحظة الظاهرة هذه بوضوح، وفي السابق كنا نرى بنات «شماحيط» وشباباً طوال، أما الآن فإن معظم وغالبية بناتنا صرن قصيرات القامة، وبدأن بتعويض الطول عن طريق الكميات الهائلة من المكياج والشعر الاشقر، كأنهن أوروبيات أو هولنديات قصيرات.
وحسب الدراسة الهولندية، فإن الرفاهية زادت عندنا كثيراً، قياساً الى خمسينات وستينات القرن المنصرم وبأضعاف عن هولندا، كما اننا من الناحية الغذائية والحمد لله موائدنا عامرة بكل ما لذ وطاب، وبأضعاف الموائد الهولندية، وما يذهب الى الزبالة من الأكل أكثر مما نأكل، مما أدى الى زيادة وزن وطول القطط والفئران عندنا عن بقية دول العالم، وايضاً غير مقلين في أكل وشرب منتجات الالبان، من روب ولبن والقيمر والجبن بأنواعها المختلفة، نستخدمها في السمبوسة والفطاير والبشاميل والبورغر و...
إذاً لماذا يتحول شعبنا الى شعب من الأقزام؟!
كنت اعتقد في السابق، ربما هناك أسباب جينية وما زلت، ولكن وبناء على الدراسة الهولندية، فإن العادات الصحية السليمة قلّت عندنا، ولكن الرعاية الصحية الجيدة موجودة، وقد أشارت الدراسات الهولندية الى ان الوجبات السريعة تقلل من المزايا الصحية التي جلبتها الثروة، وإذا قلنا ان هذه قد تكون السبب. فلماذا مواليد السبعينات وأوائل الثمانينات، أي قبل انتشار الوجبات السريعة التي بدأت في النصف الثاني من الثمانينات وانتشرت وزادت بشكل هائل بعد التحرير، لماذا المواليد في تلك الفترة ايضاً قصار القامة؟ حتى الذين ولدوا من ابوين طويلين أو أحدهما طويل..؟
هذا يستدعي منا بحث الموضوع وتقديم الدراسات للتأكيد على عدم وجود سبب جيني، وبما اننا لا نملك منظمات معنية بهذا الشأن، مثل هولندا ودول أخرى، ونملك جهة وحيدة يتيمة (معهد الكويت للأبحاث العلمية)، فإننا نناشده الاهتمام بالموضوع واجراء بعض البحوث والدراسات وفق الامكانات المتاحة لديه، والموضوع ليس ترفاً ويستحق الاهتمام، ليس من أجلنا نحن جيل الشياب، بل من أجل أجيالنا القادمة.
التعليقات