القاهرة من أيمن الملاخ: في بداية المشوار يقدم النجوم تنازلات عديدة من أجل الحصول على الفرصة دون ان يتوقعوا ان هذه التنازلات قد تطاردهم بعد تحقيق النجومية.. أحد أشكال هذه التنازلات توقيع النجوم والنجمات الشباب لعقود احتكار مع المنتجين لثلاث أو خمس سنوات وعندما يشعر النجم انه يحتاج الى الافلات من هذا العقد تكون المشاكل في انتظاره.. هذا هو ما حدث مؤخرا مع أحمد السقا .وروبي ومحمد سعد وأحمد عز وغيرهم كثيرين.. والسطور المقبلة ترصد مشاكل عقود البدايات وآراء النجوم والمنتجين فيها.

عندما منح المنتج السينمائي «محمد العدل» فرصة البطولة المطلقة في فيلم «شورت وفانلة وكاب» للنجم الشاب «أحمد السقا» كان العقد بينهما يلزم «السقا» بتقديم ثلاثة أفلام متتالية من انتاج «العدل» لم يقدم منها السقا سوى فيلمين فقط هما «شورت وفانلة وكاب» و«مافيا».ورغم ان أحمد السقا قدم فيلمين آخرين بعيدا عن محمد العدل وهما «أفريكانو» و«تيتو» لكن محمد العدل لم يثر أي مشاكل وقتها حتى تبدل الحال تماما فجأة عندما قدم محمد العدل شكوى ضد أحمد السقا في نقابة الممثلين يتهمه فيها بالاخلال بشروط التعاقد بينهما ويطالب بالزامه بعدم العمل من انتاج الآخرين الا بعد تقديمهما للفيلم الثالث معا كما يقضي العقد، وعن هذا التحول المفاجئ في موقفه يقول محمد العدل:
عندما وافقت على عمل أحمد السقا من انتاج غيري لم يكن عندي سيناريوهات تناسبه ولم أشأ ان أظلمه أو أقف في طريق نجاحه خاصة بعد ان أجلنا فيلم «المهمة» لظروف خارجة عن ارادتنا، وأتذكر ان أحمد طلب مني ان يقدم فيلم «تيتو» لأنه معجب بالشخصية وأنني شجعته رغم ان الفيلم من انتاج غيري لكنني كنت أظن انه سيلتزم بعقده معي بعد «تيتو» وفوجئت انه يحضر لفيلم آخر بعنوان «الحارس» من انتاج غيري أيضا وشعرت وقتها ان هذا موقف غير معلن منه بأنه لايلتزم بعقدنا وهو ما يهدر حقوقي معه كمنتج والتي من حقي ان أحافظ عليها خاصة وأنني لم أبخل على أحمد السقا بانتاج سخي في أفلامنا معا.

أما أحمد السقا نفسه فقد رفض التعليق على شكوى محمد العدل ضده الا انه لم يخف اندهاشه الشديد من موقف المنتج الذي منحه أول فرصه السينمائية الحقيقية.. ورفض أحمد السقا للتعليق سببه الحقيقي ان هناك الآن محاولات للصلح بينه وبين محمد العدل وأنه لا يريد ان يقول كلاما يحسب عليه بعد ذلك الا انه في تفس الوقت متمسك بفيلمه الجديد «الحارس» الذي تشاركه بطولته غادة عادل، والمقربون من العدل والسقا يحاولون الوصول الى حل يرضي الطرفين.

أحمد السقا ليس النجم الوحيد الذي يعاني من مشاكل عقود البدايات فالمطربة «روبي» تواجه الآن قضية في المحاكم بسبب هذه النوعية من العقود. وهي القضية التي أقامها ضدها الموسيقار أحمد الجبالي لإخلالها ببنود عقد الاحتكار الذي وقعته معه في بداية مشوارها الفني قبل خمس سنوات، وعن تفاصيل قضيته ضد روبي يقول الجبالي:
أقمت دعوى قضائية ضد روبي أطالبها بتعويض خمسة ملايين جنيه لاخلالها بشروط عقد الاحتكار الذي وقعته معي عام 1999 ويقضي بعدم العمل مع أي جهة انتاج أخرى خلال مدة العقد وهي خمس سنوات، وقتها كان اسم روبي «رانيا حسين» وكنت أكون فرقة غنائية باسم «تاتو» وكانت هي احدى عضواتها مع أخريات .

ولم تكن وقتها مشهورة ولأن عمرها في ذلك الوقت 17 سنة فقط وقعت على العقد نيابة عنها والدتها مها مراد والعقد يقضي باحتكارها فنيا لمدة خمس سنوات حتى أنها عندما عملت مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «سكوت هنصور» حصلت على تصريح كتابي مني، ولكنني فوجئت بها مؤخرا تعمل مع شركة انتاج أخرى ولهذا قررت المطالبة بحقي.

أما «روبي» فقد قالت لنا باختصار: لا أحب المشاكل وهناك محامين يستطيعون الكلام أفضل مني خاصة وأنني أعمل مع شركة انتاج ضخمة يمكنها تسوية أي مشاكل وقعت فيها بسبب صغر سني وقتها.

رغم ان الفنان الشاب «أحمد عز» وقع عقد احتكار مع المنتج محمد حسن رمزي لكنه يصفه بأنه عقد مختلف وينفي ما يتردد حول وجود مشاكل بسببه ويقول:
نعم عقدي مختلف لأنه لايضع أي قيود على قبولي أفلاما من انتاج الآخرين بدليل أنني لعبت بطولة ثلاثة أفلام لم تكن من انتاج حسن رمزي وهي «حب البنات» و«يوم الكرامة» و«الباحثات عن الحرية»، وأنا تربطني صداقة بالمنتج محمد حسن رمزي وأثق ان نجاحي يهمه واستشيره دائما في الأفلام التي تعرض علي ليس لأن بيننا عقدا ولكن لأنني شديد الثقة فيه، وغير صحيح انه ضغط علي لأرفض فيلما من انتاج محمد العدل ولا أعرف لمصلحة من يروجون مثل هذه الشائعات.

الكوميديان «محمد سعد» أيضا عانى من مشكلة عقوده مع المنتجين أيضا فبعد ان قدمه المنتج مجدي الهواري في فيلم الناظر ونجاحه في شخصية اللمبي في فيلم يلعب هو بطولته المطلقة لكن المنتج مجدي الهواري اعترض مؤكدا انه هو الذي قدم محمد سعد وأنه بناء على عقدهما معا يلتزم سعد بتقديم فيلم آخر من انتاجه واضطر محمد سعد لتقديم فيلم «55 اسعاف» وبعدها قدم اللمبي من انتاج محمد السبكي.

وعندما حقق اللمبي ايرادات بالملايين ظهر المنتج سامي العدل في الصورة ليؤكد ان محمد سعد كان قد وقع عقدا معه يلزمه بتقديم فيلم من انتاجه وأصبحت هناك خناقة بين المنتجين محمد السبكي وسامي العدل على محمد سعد واتفق الاثنان على ان يقدم سعد فيلم «اللي بالي بالك» من انتاج سامي العدل ثم يعود الى السبكي في فيلم «عوكل» وهو ما حدث بالفعل.. وعن كل هذه المشاكل يقول محمد سعد:

الحكاية كانت تحتاج فقط الى شئ من التنسيق خاصة وأنني أرتبط بصداقة مع كل المنتجين الذين عملت معهم ولكنني لم أوقع على عقود احتكار ويهمني فقط ان ينفق المنتج الذي أعمل معه بشكل سخي على فيلمي خاصة وأنه والحمد لله يكسب من ورائي وكل العقود التي وقعتها حتى الآن كانت تلزمني بفيلم واحد فقط ولم يحدث ان وقعت عقدا بثلاث أو خمس سنوات لأنني أعلم ان مشاكل الاحتكار كثيرة ولا تنتهي.