القاهرة من أمل أيوب: تحفل بعض المساجد المصرية الشهيرة بوجود عدد من السيدات اللاتي تخصصن في حل المشكلات الاسرية والعلاج بالقرآن. وهن ان كن لا يحملن مؤهلات دراسية، الا انهن نجحن بمرور الزمن في بناء جسر من الثقة بينهن وبين الزائرين، حتى ان بعضهن «يعالج» الناس عبر الهاتف.

وعلى رغم تشكك البعض في قدرتهن على حل المشكلات والعلاج الا انهن يؤكدن دائما انهن ملهمات، وان هناك نداء غيبيا كلفهم بالمهمة.
الشيخة ماجدة المعالجة بالقرآن الكريم واحدة من هؤلاء، تقضي وقتها في رحاب مسجد السيدة نفيسة، وعلى رغم انها ترتدي عباءة سمراء مطرزة على الموضة، وبين الحين والاخر ترد على سائليها على هاتفها المحمول، فإن عمال المسجد يؤكدون انها سيدة «بركة»، ومن اشراف الصعيد ومنتسبة من جهة الاب الى السيدة نفيسة وهي لم تحصل على شهادات علمية اذ توقفت دراستها عند الصف الثاني الابتدائي ولم تكن لديها اي رغبة في التعليم. وعلى رغم تأكيد احد عمال المسجد انها قادرة على قراءة القرآن فإنها تقول ان بعض الآيات القرآنية لا تستطيع قراءتها الا في «الخلوة» التي تستغرق ثلاث ساعات فأكثر.

والشيخة ماجدة تحل أيضا مشكلات الناس اليومية، وقد تذهب مع بعضهم الى اقسام البوليس لحل مشاكلهم مع الشرطة والنيابة.
وتؤكد الشيخة ماجدة انها مأمورة بالعلاج ولم تختره بنفسها، وفي احدى الليالي جاءتها سيدة على هيئة عمود نور بوسط «الحجرة، وامسكت بيدها وايقظتها، وقالت لها: انا نفيسة حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي مسجد الحسين هناك من تقصدها النساء لسؤالها عما الم بهن من كرب، وكيفية الخروج من كربهن، وتتطرق الاسئلة الى طرق التربية السليمة للاولاد، وطرق معاملة الزوج، وكيف ينجحن في بناء اسرة صالحة.
وفي مسجد السيد احمد البدوي الشهير بطنطا ترتدي عدد من السيدات ملابس بيضاء وسطها احزمة خضراء، وعلى رؤوسهم شرائط خضراء ايضا، وهؤلاء يؤكدن قدرتهن على حل المشكلات وعلاج المرضى، وتأتي اليهن الاسر من كل مكان رجالا ونساء.

خبير علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائىة الدكتور احمد المجدوب حذر من انتشار الشعوذة، في ظل الظروف القاسية التي تعيشها. وقال:
ـ ان الظاهرة تنتشر بين السيدات ذوات التعليم المتدني وبين ابناء الطبقة العليا ايضا، وقد اثبت التاريخ ان المرأة تميل بطبعها الى الشعوذة اكثر من الرجل، اما السيدات المشعوذات، فهن يبحثن عن دور في المجتمع بطريقة عفوية، اضافة الى انهن يملن الى حب السلطة والتحكم في النفوس الضعيفة، والتكسب بطريقة سهلة وسريعة.

اما الداعية والمفكر الاسلامي د.عبدالصبور شاهين فقد قال:
ـ ان للقرآن الكريم اسرارا يؤتيها الله لمن يشاء من عباده، وهناك اشخاص اذا قرأوا القرآن احدثوا نوعا من الاطمئنان النفسي على ان يكون لديهم التأهيل العلمي والنفسي والديني.
اما ما يحدث الان من اشخاص يدعون قدرتهم على العلاج بالقرآن وما هم بقادرين، فهؤلاء مفترون على الدين، ويجب التصدي لهم، وهذه مسؤولية العلماء.