بغداد ـ مهند فائز - شهدت مستشفيات العراقية العديد من حالات التلوث والاصابة بمرض السرطان بمختلف انواعه ، وقد عزا بعض المختصين في مجال الصحة العراقية التزايد الحاصل في الاصابات بمرض السرطان او التشوهات الخلقية الى الحروب التي خاضها النظام العراقي السابق فيما عزا البعض الاخر اسباب التزايد الى الاسلحة والقنابل التي استخدمتها القوات الامريكية في حربها الاخيرة على العراق ، وفي الوقت نفسه تعاني معظم المستشفيات العراقية من شح العلاج اللازم لمرض السرطان بالاضافة الى عدم احتوائها على اجهزة حديثة لتشخيص هذا المرض او علاجه كما موجود في العديد من بلدان العالم .
وقالت وزارة الصحة انها «وضعت خطة لتوفير الادوية والعلاجات اللازمة للامراض السرطانية والمزمنة في جميع المستشفيات العراقية وذلك من خلال التعاقد مع العديد من الشركات العربية والعالمية».
وقال الدكتور كاظم البغدادي الباحث في مجال البيئة ان «حرب الخليج خلفت مئات ان لم نقل آلافاً من الاليات والمعدات العسكرية الملوثة بالاشعاع نتيجة استخدام اليورانيوم المنضب اضافة الى مئات الاطنان في ساحات العمليات الحربية من هذه المادة المشعة القاتلة واشارت كل البحوث والدراسات التي قامت بها منظمات وهيئات دولية متخصصة اضافة الى منظمة الصحة العالمية ان آثارالتلوث الاشعاعي يمتد الى مايزيد على الاربعة الاف سنة».
واضاف ان «تأثيرات هذه المادة وخطورتها على الصحة العامة لايمكن مجابهتها وتفاديها بأمكانيات العراق المتواضعة بل لا بد من الاستفادة من جهود وخبرات منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الدولية المتخصصة في هذا المجال والدول المتطورة التي درست الامر لمساعدة العراق في تحجيم اثار واخطارالتلوث بهذه المادة وانعكاساته على الصحة العامة والمجتمع وتفاديها قدر الامكان».
واضاف أن «الاصابات بالامراض السرطانية برزت بعيد حرب1991 وخاصة في المحافظات الجنوبية وبنسب احصائية ملفتة للنظر وخاصة بين النساء اللاتي تعرضن الى التلوث بالاشعاع ونجم عن ذلك اصابتهم بتشوهات خلقية حدثت في ولاداتهن لاطفال بدأوا حياتهم عاجزين».
واوضح ان «الدولة كانت وماتزال تعاني من الضعف والوهن في امكاناتها الصحية وذلك لتعرض البلاد في تلك المرحلة الى العقوبات الاقتصادية ، و ان هذه العقوبات قد زادت من فرص نمو وانتشار هذا المرض لضعف امكانات المواجهة من جهة ولتدهور الاوضاع المعاشية وتدني دخل الاسرة العراقية وانعكاسه على الصحة العامة ما تسبب في وفيات مئات الالوف من الاطفال والنساء وسادت في تلك المرحلة حالات سوء التغذية وفقر الدم وضعف المناعة لدى المواطنين وخاصة الفقراء منهم في مواجهة هذه الامراض الفتاكة».
وقال الدكتور مكي حمادي فياض مدير مستشفى الجهاز الهضمي وامراض الكبد في بغداد ان «نسبة المصابين بمرض التهاب الكبد الفايروسي من العراقيين بلغت 5% وان حالات اكتشاف الاصابة بهذا المرض في تزايد وانها تحدث بين ذوي الاعمارالمبكرة وان السبب بهذه الاصابات تعود الى التعرض للاشعاع واليوارنيوم المنضب .»
وعن حجم الاصابات بالامراض السرطانية في العراق واسبابها قال الدكتور عبد علي مهدي الكاظمي مدير مستشفى الطب النووي ان «العدد المسجل لدى وزارة الصحة يتراوح ما بين120 ـ 140 الف مصاب تضاف اليهم اصابات جديدة بحوالي 7500 الف اصابة سنوياً وهذه الارقام مخيفة في ظل الاوضاع المضطربة التي يعيشها الالاف من المواطنين».
وقالت المهندسة الفة جمال مكي مديرة قسم العلاقات الدولية في وزارة البيئة ان «هناك تنسيقا مع برنامج الامم المتحدة للبيئة من خلال الاجتماع التشاوري للوفد الوزاري البيئي مع ممثلي البرنامج الذي عقد في جنيف في حزيران الماضي لتنفيذ برنامج لتقييم خمسة مواقع تعتبر ذات تأثير خطير بيئياً وصحياً وهي ناتجة عن اثار الحروب السابقة التي تعرضت لها البلاد وكذلك التنسيق مع برنامج الامم المتحدة للبيئة وجامعة واترلو الكندية ومؤسسة الكاشي الاهوار العراقية وجهات اخرى ، ما زلنا نعمل في اتجاه تنفيذ فقرات البرنامج ».
وقال الدكتور سلام حسين احد موظفي دائرة الرقابة الصحية ان «لجان وزارة الصحة اكتشفت وجود تلوث اشعاعي في العديد من المناطق العراقية وبدأت اعراضه تظهر على الولادات الحديثة فأصابت 5% منها بالتشوهات مشيراً الى قيام قسم الرقابة بتقسيم المناطق التي تحتوي على مواد مشعة كالتويثة على سبيل المثال الى مربعات سكانية لاجراء المسوحات عليها».
واوضح حسين ان «الفحوصات جارية على نماذج غذائية واخرى من التربة واوراق الاشجار للوقوف على مستوى التلوث».
وقال الدكتور رياض العضاض رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس مدينة بغداد لقد اثبتت الاحصائيات الاخيرة وجود 12 بالمئة من سكان مدينة البصرة مصابين بامراض السرطان بسبب التلوث الاشعاعي في العراق والذي سببه استخدام اليورانيوم المنضب في الحروب وسرقة بعض المنشآت».