قالت مصادر فلسطينية لـ «الرأي العام» ان ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ربح معركة في المواجهة مع المعترضين على الرموز التي وضعها في مواقع امنية اساسية، لكنه لم يربح الحرب بعد, وعلى رأس هذه الرموز قريبه اللواء موسى عرفات الذي كان يشغل موقع مدير الاستخبارات العسكرية وصار الآن مدير الأمن العام في غزة.
واوضحت ان عرفات استطاع تثبيت موسى عرفات في موقعه، لكن ذلك لا يعني انه تمكن من اخضاع الجناح المناوئ له في «فتح», ويتزعم هذا الجناح العقيد محمد دحلان الذي كان قبل فترة قصيرة مديراً للأمن الوقائي في غزة ثم اصبح وزيراً للشؤون الأمنية في حكومة محمود عباس (أبو مازن) التي اضطرت الى الاستقالة.
وذكرت انه على الرغم من ان دحلان غادر غزة اخيراً الا ان المواجهة بين انصاره وانصار عرفات ستستمر وانه ليس معروفاً من سيربح الحرب في النهاية.
وكشفت ان اطلاق النار على نبيل عمرو عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وزير الإعلام في حكومة «أبو مازن» استهدف قتل الرجل وليس تخويفه, وقد عولج عمرو في رام الله ثم نقل الى عمان ومنها الى ميونيخ حيث بترت ساقه اول من امس، واكدت عائلته ان لا خطر على حياته بعد الجراحة التي اجريت له.
وفسرت هذه المصادر اطلاق النار على نبيل عمرو بالمخاوف السائدة في الاوساط القريبة من عرفات من امتداد التمرد الذي حصل في غزة الى الضفة الغربية, ولاحظت ان وزير الإعلام السابق وجه قبل ساعات من اطلاق النار عليه انتقادات شديدة اللهجة الى كبار مسؤولي السلطة الوطنية، وذلك في لقاء اجرته معه احدى الفضائيات العربية, واعتبر المحيطون بعرفات ان نبيل عمرو تطاول في هذا اللقاء على رئيس السلطة الوطنية وان ما قام به يندرج في اطار خطة تستهدف جعل التمرد على ما يسمى رموز عرفات يصل الى الضفة الغربية.
وخلصت الى القول ان اطلاق النار على نبيل عمرو لا يصب بالضرورة في مصلحة عرفات، اذ يظهر ان رئيس السلطة الوطنية بات ضيق الصدر مع كل من يعترض على سياساته وتصرفاته, اضافة الى ذلك، يعتبر نبيل عمرو، وهو من قرية قريبة من الخليل، ابن عائلة كبيرة دعمت في الماضي عرفات, ويبدو ان اطلاق النار عليه لن يثير هذه العائلة فحسب، بل ان من يسمون بـ «الخلايلة» اي اهل الخليل، سيعتبرون القضية موجهة ضدهم ايضاً.