لا تفسير لرفض ارسال قوات عربية واسلامية الى العراق الا بأحد احتمالين فإما ان هؤلاء الرافضين لا يريدون إحراج الولايات المتحدة بالغاء كل مبررات بقاء جيوشها على الاراضي العراقية وإما أنهم يراهنون على عودة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى الحكم بلحمه وشحمه وحزبه وفدائييه وجلاوزته ومقابره الجماعية وسجونه وبمعيته علي الكيماوي وطه الجزراوي وباقي الشلة المعروفة.
غير صحيح ان هدف ارسال قوات عربية وإسلامية الى العراق هو حماية القوات الاميركية والصحيح ان وجود مثل هذه القوات على الاراضي العراقية سيلغي ذريعة «الفراغ الأمني» التي تساق كتبرير لبقاء القوات الاميركية والصحيح ايضا ان الحكومة المؤقتة عندما تبادر الى طلب مثل هذه القوات العربية والإسلامية فإنها تريد التخلص من الاحراج وأنها تريد سحب البساط من تحت أقدام هذه «المقاومة» التي هي في حقيقة الأمر مجموعة من عصابات السلب والنهب و «الفرهود».
لماذا تتبرع دول عربية، لا تحادد العراق ولا همه همها وكانت طلقت العروبة وارتدت وجها آخر غير وجهها العربي السابق، وترفض ارسال قوات عربية وإسلامية لترابط على الاراضي العراقية .. هل لأنها تريد بقاء القوات الاميركية أم لأنها تراهن على عودة صدام حسين ونظامه أم لأنها معجبة بهذه «المقاومة» البائسة وتريد ان تستمر في دوامة القتل والتدمير لتقيم بمقاسات «القاعدة» والزرقاوي وأسامة بن لادن ..؟!
إن المنطق الذي يستند اليه إياد علاوي عندما يستنجد بقوات عربية وإسلامية هو ان انسحاب القوات الاميركية الفوري، والعراق على ما هو عليه، سيكون بمثابة الكارثة وأنه قبل المطالبة بسحب الجيش الاميركي وباقي قوات التحالف لا بد من ضمان تلافي الوقوع في الفراغ الأمني وأنه لا يمكن تلافي الوقوع في الفراغ الأمني المحتمل الا بإستقدام قوات عربية وإسلامية ان ليس بالإمكان، في هذه المرحلة، اللجوء الى الأمم المتحدة.
قبل ان تبادر هذه الدول، ومعها بعض المصفقين وراكبي أمواج الثورية غير المكلفة، الى رفض ارسال قوات إسلامية وعربية الى العراق عليها ان تسأل نفسها عن البديل الذي يعزز حجة المطالبين برحيل القوات الاميركية .. فهل ان البديل هو هذه الفوضى العارمة التي اذا استمرت على هذا النحو وحتى نهاية هذا العام فإنها ستحول البلاد الى لقمة سائغة في فم غول الحرب الأهلية ام ان البديل هو «القاعدة» ونظام على غرار نظام «طالبان» أم أنه فلول نظام هو الذي استدرج كل هذه المآسي التي يعاني منها العراق وتعاني منها المنطقة؟!
عندما تواجه الدعوة لإرسال قوات عربية وإسلامية الى العراق بكل هذا الرفض والتشكيك وبكل هذه الاتهامات فإن البديل التلقائي يصبح التمسك بالقوات الاميركية وقوات الحلفاء لأن البديل لهؤلاء، الذي لا بديل لهم غيره، هو استمرار الفوضى وهو تعاظم نفوذ وسطوة عصابات القتل والسلب والخطف وتفجير الكنائس والمساجد وهو الاستسلام لواقع التقسيم والحرب الأهلية.
وبالطبع فإن الذين يرفضون القوات العربية والاسلامية سيتولون انهم ينطقون باسم الشعب العراقي وهذا غير صحيح فالشعب العراقي، بمعنى الاغلبية، يريد ان يتخلص من هذه الفوضى ومن هذه العصابات، التي ترفع راية المقاومة والمقاومة بريئة منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب، بأي ثمن ولعل أهون الشرور وأقل الأثمان هو ان يحل عرب ومسلمون محل قوات الحلفاء والقوات الاميركية.