أمان الخالد: الكل تحدث عن مخاطر التشات وعن عيوبها وقلة فائدتها ولكن القليل القليل من الشباب من يحتاط منها ويأخذ هذه التحذيرات على مأخذ الجد ولا يتوقف عن التشات الا بعد ان يقع ضحية للنصابين والمحتالين الذين وجدو من الانترنت افضل طريقة للتسول والنصب على المراهقين والشباب الذين تدفعهم احلام التعرف على الجنس الاخر نحو المغامرة بدفع الغالي والرخيص .

بطاقة سوا وما أدراك ما سوا
انها بطاقة الاجرام والنصب رقم واحد والتي تسعى شركة الاتصالات جاهدة للتخلص منها عبر تحويلها الى جوال عادي ومجانا في محاولة للحد من مخاطرها التي لا تنتهي ، وتوجد في السوق السعودي الآلاف معروضة للبيع وامام الناس بدون خوف او رادع وهي بأسماء عمال وأجانب تركوا البلاد ، وسعرها ما بين 240ريالا وحتى 400ريال للرقم المميز واذا تم خصم 200ريال قيمة البطاقة الجديدة والتي تدفع لشركة الاتصالات او احد موزعيها فإنه لا يبقى سوى 40ريالا فقط ، وهي نسبة ربح قليلة جدا مما يدل على ان نسبة العرض اكبر بكثير من الطلب وان العامل الذي تخرج باسمه البطاقة لن يحصل على اكثر من عشرة ريالات من وراء هذه العملية او ان اصحاب المؤسسات الذين لديهم العشرات من العمالة الاجنبية يقومون باستغلال اقاماتهم واستخراج بطاقات سوا بأسمائهم ثم المتاجرة بها دون علم او بعلم العامل البسيط ، وهكذا اصبحت هناك وسيلة اتصال آمنة لمن يريد ان يرتكب أي فعل غير نظامي بدون خوف بدءا من المعاكسات والازعاج وتدرجا الى البلاغات الكيدية والكاذبة الى استغلالها في اعمال اجرامية اكبر كالسلاح والمخدرات والى ان نصل الى الارهاب .

ظاهرة جديدة
وظاهرة تعرض الشباب للنصب عبر الانترنت او الاتصال المباشر ليست جديدة ، فالكثير من الفتيات يجدونها فرصة للحصول على الهديا وارقام شحن بطاقات سوا دون الحاجة الى الخروج من المنزل او اجراء أي لقاء اللهم بالمحادثة عبر الانترنت او بعض المكالمات التلفونية في ظل حماية من بطاقات سوا التي تباع بأسماء عمال اجانب قد تركوا البلاد ، ولكن الظاهرة الجديدة هي تطور اساليب الاحتيال على الشباب ، فقد ظهرت طبقة من الشباب تجيد تقليد صوت المرأة بشكل متقن الى حد لا يصدقه عقل ، من اسلوب ودلع وكلمات وذلك الى ان يقع الشاب في حبائله ويرسل رقم بطاقة الشحن او الهدية ثم يقطع العلاقة نهائيا ، ولا يستطيع الضحية فعل شيء ، فلا يمكنه الشكوى للشرطة مثلا لأن مسلكه في الاساس خطأ ، كما ان رقم بطاقة سوا باسم أجنبي ، وهكذا يستسلم الشاب للواقع ويجر أذيال الخيبة ، واليوم نستعرض قصص اغرب من الخيال تعرض فيها مجموعة من الشباب الى هذه المواقف كما سنستعرض قصص بعض من يقوم بتقليد البنات في الصوت ونتعرف على أفكارهم وأرباحهم

حزنت لأنه أصبح رجلاً
يقول (م. د ) انا من المدوامين على التشات واعتدت على المحادثات وأصبحت معروفا لدى الكثيرين ولا يمكنني تركها ابدا فلي اصدقاء يسألون عني عندما أغيب ، وفي احد الايام دخلت على فتاة ذات نك مميز (والنك هو الاسم المستعار nick-name ) وتحدثت معي مطولا وأبدت اعجابها بأسلوبي وطريقة كلامي وادبي ، وبعد زمن طلبت المحادثة بشكل برافات private أي المحادثة بشكل شخصي ولا يراه أحد ، فوافقت وبدت مرحلة تعرف وهي اسئلة شخصية مثل العمر والبلد والعمل وهكذا وأعطتني معلومات كثيرة عنها ، ويضيف وبسبب خبرتي الطويلة في التشات اخبرتها بانني يمكنني ان اتعامل معها بحيادية تامة أي بدون اهتمام بالجنس سواء رجلا او بنتا المهم صداقة وتعارف، ولكن اذا كانت تريد ان اتعامل معها كبنت فيجب ان تكون هناك مكالمة تلفونية حتى أتاكد من الصوت واعرف من معي بالضبط ، وبعد عدة محاولات وافقت واعطتني الرقم، واتصلت بها ، ويعترف (م. د) ان صوتها كان رائعا وفي قمة النعومة وكان الاسلوب ايضا مليئاً بالأنوثة، ولكن بسبب الطريقة الغريبة التي دخلت عليه بها كان يشعر بعدم الراحة ، وبعد خمسين دقيقة من المحادثة تحول الصوت فجأة الى صوت خشن وضحكات رجالية عالية، واعترف لي بأنه شاب ولديه موهبة تقليد الأصوات وأصبح يتحدث لي شوي كبنت وشوي كولد وكنت فخورا بنفسي لأنني كنت ثقيلا ولم اقع في حبائله إلا انني اصدقك القول انني كنت حزينا جدا فقد كنت أتمنى أن تكون بنتا .

عشاء مجاني
اما (ف. س) فيحكي قصة ضحية أخرى فقد تعرف صديقه الحميم الى فتاة منذ عدة ايام عبر الانترنت وهو لا يتوقف عن الحديث عنها وعن دلعها ، وفي احدى الليالي طلبت منه تلك الفتاة ان يعشيها هي وزميلاتها لكي تثبت لهن مدى حب صديقها واخلاصه لها فلم يتوان عن الفزعة وطلب مني ان اذهب معه فأخبرته ان يثقل وان يتعذر بأي سبب خاصة واننا قاربنا على منتصف الليل ونحن نسكن في الشمال وهي تسكن في أقصى جنوب الرياض ، ولكنه أصر ، فذهبنا الى احد المطاعم التي قررتها صديقته واشترينا بما يقارب المئة ريال ماكولات وذهبنا في مشوار طويل الى الحي ثم ارشدتنا هي الى المنزل ثم طلبت ان نضع الاكل امام الباب ثم طلبت ان نتقدم شوي حتى لا يرانا احد وفجأة خرجت خادمتان وأخذتا الطعام ونظرتا الينا نظرة ساخرة جدا ، ويضيف (ف. س) ومنذ تلك اللحظة لم ترد عليه صديقته أي اتصال ولم تقل له ولا حتى كلمة شكر واصبحت تلك القصة مثار سخرية لنا وحسرة في قلب صاحبي .

عطور فاخرة ..
اما (ف. ع) فيعيش في اطراف شرق الرياض وله مجموعة من الاصدقاء الماهرين في تقليد اصوات النساء ، وهم لا يحتاجون الى الانترنت وانما يتصل بأي رقم فإن كانت بنت حاول معها وان كان رجل يغير صوته الى صوت امرأة ويبدأ مهمة جديدة ، وبينما يمارس بعض الشباب هذه الهواية يوميا يمارسها آخرون عندما يحتاجون الى المال لتعبئة بنزين السيارة او لدفع ثمن الدخان وهكذا ولذلك يبيعون لنا ارقام شحن بطاقة سوا بخمسين ريالا فقط، ومن القصص المؤلمة التي رآها بعينه انه كان يجلس مع احد الذين يجيدون تقليد أصوات النساء فأخبره انه اليوم مواعد احد الشباب ، وطلب مني ان اجلس فقط أمام منزلي واشوف ما يجري وبعد ساعة تقريبا جاءت الى الحارة سيارة امريكية فاخرة جديدة وبها شاب وسيم وأخذ يدور في الحارة ثم اقترب من منزل صاحبي ونزل ووضع كيسة على الدرج وركب السيارة وانطلق بها ثم نزل أخ صاحبي الصغير واخذ الاشياء ودخل وبعد دقائق خرج صاحبي وناداني وعندما دخلت الى مجلسهم بدأنا في تقليب محتويات الكيس وكانت مجموعة فاخرة جدا من العطور .

خطة احتيال جهنمية
عبر الانترنت
اما ما سنذكره الان فهو احدى الخطط الجهنمية للنصب عبر الانترنت ، يقول (ح. ز) تعرفت على فتاة عبر الانترنت وحصلت بيننا مكالمات عبر الجوال ولكنها كانت فتاة عملية جدا فقد اخبرتني من اول يوم انها كلمتني فقط لكي اتاكد من إنها بنت وبس أي ان العلاقة لن تتطور وستظل في حدود الماسنجر والتشات
وفي احد الايام كنت أتحادث معها عبر الانترنت فقالت لي ما رأيك نعمل بزنس؟ فسألتها: كيف يعني بزنس فقالت: كنت مع احد الذين تعرفت معهم عبر الانترنت وهو لديه اسلوب جيد لاستدراج الشباب وكأنه بنت، وعندما يجد شاباً بسيطاً وسهلاً اذا طلب ان يكلمه في مقابل ان يرسل رقم شحن بطاقة سوا يتصل بي ويعطيني معلومات عنه ثم يقوم بتحويل تلفونه الى تلفوني ويعطي الشاب رقم تلفونه وليس تلفوني حتى لا يزعجني وحتى ما يعرف احد طريقي وهكذا عندما يتصل الشاب برقم صاحبي يتم تحويل المكالمة الى تلفوني واتحدث معه قليلا وأخبره ان اخوي او ابوي بيجي بعد شوي ولازم اغلق الخط وهكذا يتأكد الشاب ان صاحبي بنت وليس رجل ويرسل رقم شحن بطاقة سوا ونتقاسم نحن الغنيمة وأضاف (ح. ز) وتقول الفتاة ان الغنيمة لا تقل عن ثلاث بطاقات اسبوعيا ولكن صاحبها طمع وأخذ يحول عليها المزيد من الشباب دون ان يعطيها ارقام شحن .

احب ان آخذ منهم أي شي
اما الشاب (خ) فهو في عمر الزهور لم يتجاوز العشرين من عمره يحب هواية الضحك على الدقون الكبيرة واستدراجها وأخذ ما يمكن أخذه منها ، يقلد صوت الفتاة باحترافية واتقان ولا يمكن لأحد ان يصدق انه رجل حتى يراه بعينه، يقول: جوالي فيه صلاحية الى نهاية العام القادم (مشحون مدة عامين) واصبح يسجل الارقام ولا يدخلها مباشرة الى جواله ويضيف ان اكبر متعة لديه هي عندما يحصل على شيء ممن يحثهم ثم يقطع العلاقة معهم مباشرة ، وعندما عرضنا عليه ان يستغل موهبته في الغناء رفض بشدة فهو لا يريد أحداً من اهله ان يعرف ما يفعله.