الطائف من ناهد أنديجاني: لم يعد هناك في السعودية فرق في فنون الموضة والماكياج بين الفتيات في المدارس والجامعات والفتيات المقبلات على الزواج (العرائس)، وكلهن يتابعن آخر صيحات الموضة في اللبس والماكياج والتسريحات، الأمر الذي يوحي بنسيان التقاليد والعادات التي تضع مكانة خاصة لطلة العروس يوم زفافها.
وتقول فتيات التقتهن «الشرق الأوسط» إن التمسك بتقاليد الجدات والأمهات أصبحت من المستحيلات خاصة فيما يتعلق بالأزياء والماكياج، ففي السابق كانت هناك خطوط حمراء لا تتجاوزها الفتاة وعليها أن تراعيها خاصة عند خروجها من المنزل، حيث تقف أمام والدتها وقفة تدقيق، فممنوع عليها وضع الماكياج وصبغ الشعر وقصه وارتداء الملابس الضيقة. وكل هذه الممارسات تؤجلها الفتاة إلى حين الزواج كي لا تحرق طلتها ليلة دخلتها!!».
تقول سميحة عبد الله ( 17 عاماً) إن التمسك بمبدأ الطلة لا تحترق لا يدل إلا على الغباء، حيث أنني كأي فتاة في مثل عمري أمارس حقوقي الجمالية الأنثوية، وأضع الماكياج، وأسرح شعري حسب عمري، ولماذا أخبئ جمالي منتظرة العريس الذي ربما لا يأتي.
ملك مرزا (22 عاماً ) لا تتخيل نفسها وهي ذاهبة إلى سهرة حفل زواج أن تكون (دقة قديمة) على حد وصفها، خاصة أنها تشاهد البنات في جدة وهن في كامل أناقتهن في الأسواق والمراكز التجارية فكيف عند الخروج للسمر والسهر. وترى ملك أن مبدأ الطلة لا يحترق، ليست سوى معتقدات قديمة طوتها موضة العصر، فليس هناك فرق بين موضة الفتاة والعروس، فالفتاة التي تحتفظ بشكلها العادي ولا تحب نظرية (النيو لوك) هل هي واثقة بأن عريسها سيوافق على وضعها للماكياج وتغيير شكلها؟.
وتقارن رشا عيسى (20 عاماً) بين الحاضر والماضي، وتقول إن الفتاة في السابق كانت تخضع لتقاليد معينة خاصة فيما يتعلق بالزواج، حيث كان هدفها الأول الزواج وبناء أسرة، أما اليوم فتغيرت أحلامها بفضل ما تشاهده في التلفاز والمجلات، خاصة بعد التحاقها بالجامعة، فهي تذهب كل يوم وهي في كامل أناقتها وحلتها البهية، وهي لذلك لا تتمسك بالمبدأ القديم (الطلة لا تحترق). وتشير رشا إلى أنها تضع دائما الماكياج وتصبغ شعرها، أما في ليلة زفافها فالأمر متروك لموضة تلك السنة وسحر المزينة. وفيما يتعلق بتمسك بعض الفتيات بتمسكهن بشكلهن العادي ليفاجئن الجميع بجمالهن الساحر في ليلة زواجهن، تعتقد رشا أن هؤلاء الفتيات مقيدات بفكرة (افعلي ما يحلو لك بعد أن تتزوجي). لكنها إذا لم تتزوج وهي التي خبأت جمالها لزوجها، فستكون قد خسرت بالفعل شقاوة وجمال وموضة جيلها!! وتخالف رشا في الرأي هدى محمد، بنت الخمسة عشر ربيعا التي ترى في احتفاظها بشكلها الطبيعي حتي تخطب أو تتزوج أمرا مهما، لكنها إذا خطبت فستبدع حسبما قالت. وتريد أن تفاجئ الجميع بطلتها الساحرة في ليلة زواجها حتي تبهر زميلاتها وتجذب عريسها وهي غير نادمة إذا فاتها قطار الزواج وهي لم تعش موضة جيلها. لكن مريم عبد الباسط وهي أكبر بعام من هدى تعتقد أن انتظار الزواج ثم متابعة الموضة أمر مضحك، وتقول (أنا كأي فتاة في عمري أهتم بنفسي وجمالي، ولا أخرج إلى أي مكان إلا وأنا في كامل اناقتي، ولماذا أنتظر العريس وهل ستعجبه التغييرات التي احتفظت بها من أجله؟
وتعلل إيمان بخاري (22 عاماً) سبب تمسك البعض بمبدأ طلة العروس لا تحترق خوفاً من كلام الأهل والأقارب المحافظين على تقاليدهم، فهناك أسر عيب على الفتاة أن تضع الماكياج. أما هي فتساير الموضة التي تناسبها، حيث لم يعد هناك أملاك خاصة للعروس وأخرى للفتاة على حد قولها.
أما أ. قاري 17 عاماً، التي تهتم بشكلها وتحب التغيير، فتقول: أحب أن أقص شعري وأصبغه وأضع الماكياج الخفيف حتي أصبح جميلة ومميزة ليلة زواجي لأبهر وأفتن الحاضرات. وتعيش حنان طاهر (20 عاما) حياتها مثل زميلاتها، وهي تهتم بجمالها في حدود من دون أن تسبب الإحراج لأهلها. وتقول: كل فتاة تصل مرحلة البلوغ تهتم بجمالها وتحب إبراز مفاتنها، وهذا واضح في الأسواق والأفراح، أي لم يعد هناك فرق بين الفتاة والعروس.