عمان ـ رام الله: تمر العلاقات الأردنية الفلسطينية بلحظات اختبار قاسية للغاية حاليا في ظل تباعد وجفاء واضحين بين الحكومة الأردنية والرموز القيادية المحسوبة علي الرئيس ياسر عرفات تقابلها تسهيلات أردنية مفترضة للرموز المناهضة لعرفات ومن حوله من ابرز المنتقدين لسياساته.
وعلمت القدس العربي بأن القيادة الفلسطينية تدارست أمس باهتمام بالغ الانتقادات القاسية التي وجهها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عبر فضائية العربية للرئيس عرفات ولأداء السلطة، خصوصا في المسارين الأمني والسياسي، وعقدت في رام الله مشاورات واتصالات لتقييم الملاحظات الأردنية النقدية وقراءتها في سياق حالة الجفاء والشك التي تحيط منذ فترة بالعلاقات بين الجانبين.
واعلنت القيادة الفلسطينية انها بصدد ارسال وفد خاص يمثل عرفات لعمان للتعبير عن القلق من جراء تزايد ما تسميه الاوساط الفلسطينية تواصل التدخلات الأردنية في الشأن الداخلي الفلسطيني، ولم يتم بعد تحديد طبيعة هذا الوفد او تركيبته السياسية لكنه سيكون حسب مصدر فلسطيني وفدا يمثل الرئيس عرفات شخصيا وسيوجه للأردنيين استفسارات محددة بشأن تصريحاتهم الناقدة لأداء السلطة كما سيطالب الوفد في عمان بايضاحات رسمية للمواقف وللتصريحات الأردنية وبشروحات لخلفيات هذه الانتقادات.
ويحصل ذلك فيما تتصاعد المداخلات الفلسطينية القيادية التي تعبر عن الاستياء مما يسمي بالتدخلات الأردنية في الشؤون الداخلية.
وتشعر السلطة بان عمان تصعد قصدا من انتقاداتها وتميل لتحميلها مسؤولية الأوضاع المتفجرة في فلسطين بدون الجوانب الأخري وتحديدا الاسرائيلية. ووفقا لمصدر فلسطيني رسمي ستصل لعمان رسالة احتجاج قوية علي الملاحظات الناقدة والتدخلات وستوضح السلطة من خلالها انها لا تقبل المزيد من التدخل في الشأن الفلسطيني.
ونقل التلفزيون الأردني في وقت مبكر أمس عن الملك عبدالله قوله بان علي السلطة اجراء الكثير من الخطوات الاصلاحية التي تستخدم في العالم كذرائع للتنديد بها ولانتقادها، لافتا الأنظار لوجود عدة مرجعيات وأجهزة أمنية متعددة في الجانب الفلسطيني، وملمحا لوجود فوضي أحيانا في استخدام السلاح، ولوجود خلل فيما يتعلق بتوسيع صلاحيات الحكومة المشكلة.
واضاف من المؤسف ان نري ما كان مرفوضا وما كان القبول به يعتبر خيانة اصبح مع الاسف بنظر بعض الناس انجازا عظيما .
وتابع الملك يجب ان يقول الفلسطينيون كيف نساعدهم وبماذا، في البداية كان الحديث عن عودة 98% من الاراضي المحتلة ثم اصبح الحديث عن عودة أقل من 50% من هذه الارض ولا ندري بعد سنة او سنتين عن اي نسبة سيكون الحديث .
وقال بالنسبة لموضوع اللاجئين، كان الحديث عن العودة او التعويض ثم اصبح عن عودة نسبة بسيطة منهم .
وتزامنت هذه التذبذبات في العلاقة الأردنية ـ الفلسطينية مع ملاحظات فلسطينية تتحدث عن احتضان الحكومة الأردنية تحديدا للرموز الفلسطينية المناهضة لعرفات وعن حرية بالحركة يجدها في عمان خصوم عرفات المعلنون مثل قائد جهاز الامن الوقائي السابق في غزة محمد دحلان ورئيس الوزراء السابق محمود عباس (أبو مازن). ويري جانب من الفلسطينيين بان التحركات التي تتيحها عمان لخصوم عرفات دون غيرهم من رموزه والمقربين منه دليل علي تفاعل أردني ضمني مع الدعوات التي تنادي بتقليص صلاحيات عرفات او التي تضغط عليه لأسباب سياسية.