القاهرة: خمسون عاماً عمر المسيرة الفنية للنجمة سميرة أحمد التي ظهرت وتألقت في العصر الذهبي للسينما المصرية واستطاعت أن تشارك في العديد من الأفلام التي صُنّف بعضها ضمن كلاسيكيات السينما العربية، منها “أم العروسة” و”قنديل أم هاشم” و”ليل وقضبان” و”الخرساء” وغيرها من الأفلام التي تعد علامات لها في طريق السينما.وحينما انحسرت السينما الجادة ابتعد عدد من نجوم ونجمات تلك الفترة حفاظا على تاريخهم الفني وكانت منهم سميرة أحمد التي اتجهت صوب التلفزيون وقدمت عددا من المسلسلات الجادة، بدايتها بمسلسل “غداً تتفتح الزهور” وتبعته بمسلسل “ضد التيار” ثم كان نجاح مسلسل “امرأة من زمن الحب” تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبدالحافظ بمثابة البصمة التي وضعتها على شاشة التلفزيون.وفي العام قبل الماضي قدمت مسلسل “أميرة في عابدين” وتعود هذا العام بمسلسل آخر هو “يا ورد مين يشتريك” الذي تقدم من خلاله فكرة مبتكرة لشخصية جديدة وتتعاون فيه لأول مرة مع مخرجة امرأة هي رباب حسين التي تألقت في رمضان الماضي من خلال مسلسل “الليل وآخره” ليحيى الفخراني وهدى سلطان.

في البداية سألناها عن ابتعادها بعد مسلسل “أميرة في عابدين” الذي قدمته العام قبل الماضي؟
أنا لا أسميه ابتعادا ولكن رحلة بحث عن عمل جديد، بالإضافة إلى أن أي عمل جيد يحتاج هو الآخر لفترة تجهيز وإعداد ليست بالقليلة، وأنا حريصة جدا على إيجاد هذا العمل الجيد وحريصة أيضا على أن يأخذ العمل وقته في التجهيز والإعداد حتى يخرج بصورة جيدة.

* هل تبحثين عن عمل له شروط خاصة بك أم عمل جيد فقط؟
لكل منا ما يناسبه، والعمل الجيد لا يختلف عليه اثنان، وشروطي أن يكون الورق جيدا وان تكون الشخصية التي أقدمها مناسبة وتكون الشخصيات الأخرى مرسومة بصورة جيدة.

* ولكننا نلاحظ في المسلسلات التي تقدمينها انك أنت صاحبة القضية ومحور الأحداث؟
أولا أنا أحرص على أن يكون المسلسل الذي أقدمه له هدف وليس من مصلحتي أن أكون أنا فقط محور الحدث، وكل عمل أقدمه يثير قضية وارجعوا لكل مسلسلاتي.. فهناك مسلسل “أميرة” ناقش مشكلة رجال الأعمال والهرب بأموال البنوك وفي مسلسل “امرأة من زمن الحب” مشكلة الشباب وكلها تثير مشكلات عامة وليست مشكلة خاصة.

* وماذا عن مسلسل “يا ورد مين يشتريك”؟
المسلسل تدور أحداثه حول شخصية “فريدة” التي فوجئت بتعيينها وزيرة للمالية لأول مرة في الوزارة، وهو ما يشكل مفاجأة لها ولجميع زملائها من الوزراء، وكل ما أستطيع الكلام عنه أن هذه الشخصية وجميع شخصيات العمل مرسومة بدقة وسوف يشارك فيه نخبة من النجوم ومجموعة من الوجوه الجديدة التي تتاح لها الفرصة لأول مرة.

* أعلنت أن المسلسل يحوي العديد من المفاجآت؟
سأقول واحدة من هذه المفاجآت فقط، وهي انه أول مرة يظهر رسام الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين كممثل وقد أقنعته بالموافقة وسيقدم شخصيته الحقيقية كرسام كاريكاتير ينتقد وزيرة المالية.

* على الرغم من بدايتك مع مؤلفين كبار إلا انك بدأت في تشجيع الكتاب الجدد؟
هو واجب عليّ وأي كاتب يقدم لي موضوعا لا أرفضه إذا أعجبني، ولا يفرق الأمر لديّ سواء كان شهيرا أم مبتدئا وأوافق عليه، في البداية يقدم المؤلف المعالجة للعمل إذا وافقت عليها يتم كتابة السيناريو وأنا ليست لي شروط المهم ان يكون العمل مكتوباً بصورة جيدة.

* يقال إن الرقابة بالتلفزيون اعترضت على بعض المشاهد وجمل الحوار؟
أبداً، الرقابة قرأت العمل ووافقت عليه لأن هناك أعمالا كثيرة تناولت شخصية الوزيرة وأغلبها في السينما لكنها أول مرة تقدم في التلفزيون.

* هل الإعداد لشخصية وزيرة يتطلب جهدا واستعدادا شاقا؟
أي شخصية أحبها أقدمها بصدق، هذا على المستوى الداخلي لأي شخصية، أما على المستوى الخارجي فالتحضير للعمل استمر عاما خاصة في البروفات وأيضا إعداد الملابس والإكسسوار.

* هل كان في ذهنك صورة ما للوزيرة وأنت تقدمين هذه الشخصية؟
هناك نماذج كثيرة ولكن لكل وزيرة طابع ولون خاص بها، وحينما أرى نادية مكرم عبيد أو ميرفت التلاوي أو فايزة أبو النجا، أو أمينة الجندي لا بد أن أتأثر بهن ولقد أخذت من كل واحدة منهن تفصيلة.

* التلفزيون هل أصبح بديلا عن السينما؟
المسلسل يشاهده 70 مليون مشاهد في مصر وحدها، بخلاف الدول العربية والأوروبية التي يصلها الإرسال الفضائي، وأي نجم أو نجمة يستطيع أن يرى رد فعل أي عمل يقدمه بعد يوم من إذاعته وهو شيء ليس سهلا، المهم أن نحترم المشاهد الذي يرى العمل وأنا عن نفسي أحببت التلفزيون لأني شعرت من خلاله أنني موجودة في كل بيت.

* وماذا عن السينما؟
أولاً لا توجد رواية تناسبني، وثانيا ما الموضوع الذي يثير الانتباه الآن في ظل هذه الأفلام الموجودة على الساحة السينمائية، فلكل وقت جماله، هناك شباب يحبهم الناس ويحرصون على مشاهدة أعمالهم، وهناك موجات في السينما، وفي نفس الوقت ليس كل النجوم يعملون بالسينما أو يقدمون كل الأدوار، وأنا عن نفسي لا أستطيع أن اقدم أعمالا كوميدية أو “هلس”.

ولجوء النجوم الكبار للتلفزيون هل كان من اجل حفظ مكانتهم في ذاكرة الأجيال أم من اجل العمل؟
النجوم الكبار موجودون ولا ينساهم أحد، ولن ينسى الناس أفلامهم لأنها موجودة في الأرشيف، والناس دائما تبحث عنهم وليس عيبا في أن يبحث النجم عن المجال المناسب له للعمل من خلاله مادام هذا لا يقلل من مكانته أو يسحب من رصيده.

* ما تقييمك لتلك المرحلة السينمائية؟
لا أعرف ماذا أقول ولكني لاحظت أن في العام الماضي كانت هناك بداية جميلة لنوعية مختلفة وهي أفلام جادة مثل سهر الليالي الذي اعجب الكثير وأقول إنها بداية مثيرة وعودة لنوعية افتقدناها.

ألا يحمسك هذا الفيلم للعودة للسينما خاصة أن لديك شركة للإنتاج السينمائي؟
لم يحن الوقت بعد لأن هناك موجة مازالت مستمرة ولم تنحصر ولكل شيء وقته ولكن في الوقت نفسه لو وجدت موضوعا يناسبني سأنتجه المهم يكون فيه مساحة لي.

* لماذا يتهمك البعض بالديكتاتورية في العمل؟
أرجو توجيه هذا السؤال لمخرجة المسلسل أو لكل من عملت معهم في الماضي وحتى الآن، هذا اتهام لا اقبله لأني مؤمنة بأن الحب والتفاهم هما اللذان يسهمان في نجاح أي عمل ولماذا أكون ديكتاتورية وأنا اعمل في الفن الذي يحتاج لعلاقة الود والتفاهم؟

ربما قيل ذلك عن فترة ما قبل التصوير منذ قراءة النص ومحاولتك فرض شروط معينة أو أسماء ممثلين؟
أبدا أولا أنا أوافق على النص بعد أن أقرأه ويحوز إعجابي، وبعدها لا يستطيع أي إنسان بمن فيهم أنا إضافة أو حذف أي حرف، أما اختيار الممثلين فهو مسؤولية مشتركة بيني وبين المخرجة، وما العيب في هذا؟ ولكني لا افرض أسماء لا تتناسب مع الأدوار المكتوبة لها وأحيانا يكون رأيي استشاريا فقط.

* ولكن قيل انك كنت السبب في طرد الممثلة الشابة هنا شيحة من العمل بعد أن صورت بعض المشاهد؟
اسألي المخرجة لأنها هي التي أصرت على الاستغناء عنها وطبعا وافقت لأنه ليس من المعقول واللائق أن تتأخر ممثلة جديدة عن التصوير لمدة ساعة وتنتظرها ممثلة قديرة أخرى هي زيزي البدراوي، أين القيم والالتزام هل يعقل هذا؟ المفروض أن تنتظر الممثلة الجديدة أستاذتها وليس العكس، لقد تعلمنا هذا من بدايتنا الأولى.