عمان من حاتم العبادي وخالد الخواجا وبسام السلمان: عاد مساء أمس الأردنيون الخمسة الذين اختطفوا في العراق إلى أهاليهم بعد أن تم تحرير أربعة منهم من قبل مجاهدي مجلس الشورى في مدينة الفلوجة من ايدي عصابة مجهولة بينما تمكن الخامس (عادل عبيدالله) من الهرب وتخليص نفسه من السجن بمساعدة أحد الخاطفين مقابل دفع مبلغ ( 175) ألف دولار له ، فيما لا يزال اثنان منهم قيد الاختطاف ( فايز العدوان ، واحمد حسن) ، حيث تواصل الحكومة جهودها للإفراج عنهما.
والأردنيون الأربعة الذين تم تحريرهم هم : أحمد أبو جعفر ، محمد خليفات ، وأحمد سنقرط ، خالد مسعود حيث استقلوا شاحناتهم مساء أمس من المستشفى الأردني في الفلوجة متوجهين إلى عمان ، فيما وصل (عبيد الله) على متن طائرة استقلها من بغداد مباشرة إلى مطار الملكة علياء الدولي .
وثمن الأردنيون المحررون وأهاليهم الجهود والمتابعات الحثيثة التي بذلتها الحكومة بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ،كما ثمنوا الموقف الجريء والأصيل للشرفاء من مجاهدي مجلس الشورى في مدينة الفلوجة والذي كان لهم الدور الكبير والرئيسي في الإفراج عنه.
وفي لقاءات مقتضبة مع الأردنيين المحررين ، في جو امتزجت به الفرحة مع الحزن والدمعة ، وقفت «الرأي» على تفاصيل حادثتي الاختطاف ، باختلاف الأشخاص الخاطفين ، والهدف من الخطف ، وكذلك وسيلة التحرر.
وقال احمد سنقرط أحد المحررين : إن عملية التحرير جرت في الساعة الحادية عشرة ليلاً من مساء الأربعاء الماضي من قبل (100) من مجاهدي مجلس الشورى في الفلوجة الذين داهموا الموقع الذي كنا معتقلين فيه ، وسط تبادل إطلاق للعيارات النارية .
وبين أن «عدد المجاهدين الذي داهموا الموقع الذي كنا نحتجز به يفوق عدد الخاطفين الذي لم يزد عددهم عن (12) شخصا ، الأمر الذي اضطر الخاطفين إلى الهرب ، ليصار بعدها الى نقلنا لموقع أخر ومن ثم إلى المستشفى العسكري الأردني في مدينة الفلوجة».
ويعود سنقرط بذاكرته للحديث عن ظروف اختطافهم إذ قال إن «عملية الاختطاف تمت على جسر الفلوجة يوم الثلاثاء الماضي (27-7) حيث هاجمنا أشخاص ملثمون بالأسلحة الرشاشة ، وبدأوا بإطلاق العيارات النارية بصورة عشوائية علينا».
ويتابع «بعدها تم حجزنا ، ونقلنا إلى إحدى المزارع في مدينة الفلوجة ، وأخذ الشاحنات التي كانت محملة بمادة البيض حيث تم إتلافها بالكامل».
وبين سنقرط انهم «لم يتعرضوا خلال فترة اعتقالهم لأي نوع من أنواع الضرب أو الأذى ،وكانوا يتلقون معاملة جيدة ،ويحصلون على الوجبات الغذائية بانتظام».
ولم يفصح سنقرط عن أسباب الاختطاف واكتفى بالقول إن «أن هنالك أهدافا كانت وراء الاختطاف يبغون تحقيقها ،ولم يتمكنوا من ذلك بسبب تحريرهم المفاجئ».
وأوضح «انه وفي ساعة متأخرة من الليل (11مساءً من ليلة الأربعاء ) ، سمعوا بأصوات إطلاق عيارات نارية وتفاجأوا وباقتحام عشرات الأشخاص المنزل الذي كنا محتجزين فيه ، حيث هرب الخاطفون ، وتمكن الأشخاص (الذين عرفوا فيما بعد بأنهم مجاهدو مجلس الشورى) من تحريرنا ونقلنا إلى المستشفى الأردني العسكري في مدينة الفلوجة».
ولاختلاف مكان وزمان والأشخاص الخاطفين كان لقصة «عبيد الله» حكاية أخرى ، إذ تمكن من استمالة أحد الخاطفين بمبلغ من المال (175) ألف دولار ليمكنه من الهرب ،على أن يضع المبلغ المتفق عليه في أحد المكاتب في بغداد بحوالة مالية.
وقال عبيد الله « ل«الرأي» ،التي رافقت أهله ومستقبلية في مطار الملكة علياء الدولي امس ا«اختطفني عدد من المسلحين صباح يوم الخميس الماضي في تمام الساعة السادسة والنصف من مكتبي في منطقة العامرية ببغداد ».
وأوضح «ان هؤلاء الرجال داهموا المكتب وقاموا بقتل صديقي العراقي «عدنان ابو قحطان» ثم قاموا بتخديري ونقلي إلى إحدى المزارع التي اجهل مكانها ،وبقيت لعدة ساعات ، ليتم نقلي بعد ذلك الى أحد المنازل لاكتشف انني في مدينة الفلوجة.
وتابع «لم أتعرف على هوية الخاطفين وما اذا كانوا مجرد عصابة أم تابعين لجهة حزبية .. وبقيت ثلاثة أيام وطالبوني بفدية قيمتها مليون دولار للإفراج عني».
ووسط دموع من الفرح قال عبيدالله وهو يحتضن أبناءه «اتهمني الخاطفون بالعمل لصالح دولة أجنبية ، وقاموا بتعذيبي وضربي طيلة مدة اختطافي (6) أيام .. وسط مطالبتهم لي بأشياء غير متوفرة لدي»..
وقال «استملت أحد الخاطفين واتفقت معه على تهريبي .صباح يوم أمس الأول .. بعد ان تعهدت له بدفع مبلغ 175 ألف دولار تسلم إلى أحد مكاتب الحولات المصرفية ببغداد».
وبهذا السيناريو الذي رواه عبيد الله تمكن من الهرب والعودة بطائرة خاصة ليعود إلى عمان حيث وصلها مساء أمس.