أعلنت إسرائيل خطة توسيع وتسمين مستعمراتها في الضفة الغربية والقدس الشريف من خلال بناء 600 بيت جديد في الضفة الغربية والقدس، حتى قبل الانسحاب من قطاع غزة. وتشكل تلك الخطة تغييرا جذريا في خارطة الطريق نحو السلام وتحولا خطيرا في الاستراتيجية الإسرائيلية نحو استعمار جميع الأرض الفلسطينية. ذلك لأن خارطة الطريق قد نصت على تجميد جميع نشاطات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لقد بلغ عدد اليهود المستوطنين والمستوردين من بقية أنحاء العالم إلى الضفة الغربية والقدس الشريف وقطاع غزة 470 ألف مستوطن، احتلوا 120 مستوطنة حسب تخطيط وموافقة الحكومة الإسرائيلية منها 67 مستعمرة أقامها شارون. وتنفق الحكومة الإسرائيلية حوالي 630 ستماية وثلاثين مليون دولار سنويا للمحافظة على تلك المستوطنات ، مما يدل على نواياها الإستعمارية المجرمة المخالفة لجميع المعاهدات والقوانين الدولية والإنسانية.
وسيتم توسيع وتسمين مستعمرة «معالي أدوميم» الواقعة إلى الشرق من قريتي العيزرية ، وأبو ديس والمسيطرة على الطريق الرئيسي من القدس الشريف إلى أريحا. ويسكن تلك المستعمرة الآن وقبل بناء أل 600 بيت ما لا يقل عن 28000 مستوطن. ويعني هذا الموقف الإسرائيلي الجديد تقطيع أوصال القدس الشريف ، وإصرار إسرائيل على عدم قبول أية تسوية سلميه في المدينة المقدسة.
المرعب أكثر من كل ذلك أن شارون يخطط لتسمين وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في القدس الشريف إلى حوالي 450 كيلو مترا مربعا والتي سيطوقها السور العازل المانع في منطقة القدس الشريف. وتخطط الحكومة الإسرائيلية لاغتصاب أراض عربية فلسطينية يملكها الفلسطينيون داخل وحول القرى والبلدات الفلسطينية التالية وداخل حدود 1967:
1- قرى مرتفعات بيت إكسا؛ بيت سوريك؛ بيت دقو ؛ قطنه؛ القبيبه؛ بيت عنان والأراضي الواقعة شمال غربي مدينة القدس العربية؛ وكذلك قرى جبع؛ وحزما ؛ وعناتا شمال شرقي القدس، مما يعزل القدس عن بقية الضفة الغربية.
2- معظم أراضي قرى أبو ديس ؛ والعيزرية ؛ والطور؛ والعيسوية شرقي القدس.
3- منطقة صور باهر؛ والسواحرة؛ وجبل المكبر العالي المسيطر؛ وأبو غنيم، ومدينة بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا ، في منطقة جنوب القدس.
لقد زرعت المستعمرات السابقة لا لتحاصر القدس حصارا منيعا يسيطر على الطرق الرئيسة وحسب ، بل اسواْ من ذلك وأخطر عزل القرى والأحياء والبلدات عن بعضها بغرس المستعمرات بينها ؛ وتنفيذ السور العازل المانع في أراضيها لتصبح القدس الشريف كلها مستعمرة إسرائيلية لن تتنازل إسرائيل عن الإنسحاب منها.
من ينظر بانتباه إلى خارطة مواقع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشريف يصل الى الاعتقاد الجازم بأن إسرائيل لا تهدف إلى السلام. بل إن هدفها الوحيد الإصرار على التمسك بما احتلت من الأراضي الفلسطينية ، والمحافظة على السيادة غير الشرعية ، وغير القانونية عليها ، مع حكم محلي محدود جدا للمواطنين الفلسطينيين في المواقع المحاصرة الأسيرة تمهيدا لطردهم منها.
لا بد من يقظة عربية إسلامية جديدة لامتلاك القوة الرادعة لإسرائيل ومخططاتها من التنفيذ ؛ لأنها إذا نفذت بكاملها ستصبح أمرا واقعا تستحيل إزالته، ولن ينفع العرب والمسلمون أعظم ندم في التاريخ.
- آخر تحديث :
التعليقات