القاهرة من محمد أبو زيد: تحولت ندوة اقيمت اخيرا بالقاهرة بورشة الزيتون الادبية للتضامن مع رواية «سقوط الامام» للكاتبة نوال السعداوي التي صادرها الازهر اخيرا الى هجوم على الرواية واتهامها بنفي الاخر والاجتراء على المقدسات الدينية والضعف الجمالي والمباشرة بدلا من التضامن معها.
واشار الشاعر شعبان يوسف مدير الورشة في البداية الى اعتذار العديد من النقاد عن الحضور وتعللهم بضعف البناء الفني للرواية. واشار الى ندوة اخرى اقامها اتحاد الكتاب للتضامن مع الرواية الا ان الجميع فوجئ باعتذار جميع النقاد عن عدم الحضور ايضا لضعف الرواية.
ومن ناحيته قال الناقد الدكتور صلاح السروي ان الموضوع الاساسي والجوهري للرواية هو الحرية، وهي رواية مجازية وبها جانب من الفانتازية فهي ليست رواية واقعية أو معاشة بالمعنى المباشر للكلمة بل هي رواية تدور في عالم متخيل له منطقه الخاص وآلية حركته الخاصة التي تجعله عالما موازيا وليس متماهيا، مشيرا الى ان الرواية على هذا النحو تندرج تحت اسم البنية الاستعارية في مقابل البنية الكنائية، وهما مصطلحان بلاغيان غير مباشرين، فهذه الرواية تحطم آليات وأطر وشفرة الواقع لتصنع لنفسها شفرة اخرى مغايرة، وهي تقول للقارئ الق بنفسك في عالم متخيل، يكمن في عشرات الشواهد بداية من فكرة الامام، ومشهد المنصة الذي قتل فيه، وحزب الشيطان الذي اسسه ايضا.
وانتقد السروي في الرواية تناقض بعض المناطق فيها مع بعض المناطق الاخرى كما ان بها مشكلات من الناحية الفنية والجمالية والبنائية واعتمدت على فكر التعدد الصوتي لشرح الحدث الواحد في تداخلات مما يجعلنا نسمع روايات عدة لشيء واحد على لسان الشخص الواحد متباينة واضافات قد يتناقض بعضها مع ما سبق ذكره.
وقال الروائي والناقد فتحي امبابي: «انا اخاصم النص منذ البداية» مضيفا، ان النص يطرح آيديولوجية شديدة الخطورة فهو لا يعترف بالاخر على الاطلاق فهو حين ينهي كل آيديولوجية مطروحة من الدين ومن الرجل ومن المنظومات الثقافية نجده يقدم منظومة بديلة هي الانثى كبديل لكل شيء دون تقديم اي مبرر لذلك.
ومن ناحيتها اشارت الناقدة زينب الغازي ان الرواية تدور حول السلطة القامعة السياسية والدينية، وهي تعتمد على شخصيات قليلة وتحولهم لرموز قامعه واول شخصية للتدليل على ذلك هي شخصية الامام فهو القابض على النص، ويطرحه النص على انه مهيمن جسديا ومعنويا فهو في كل زمان ومكان وعلى انه لا سبيل للفكاك منه ومن سلطته وهو ما يستدعي فكرة الانسان الكامل عند ابن عربي.
ولاحظت الغازي ان افكار النسق الاشعري وثيقة الصلة بافكار النص فحتى لفظه الامام لها دلالات سياسية ودينية وهو ما يرتبط ايضا بعلم العقائد، والفكرة الاشعرية، كما تضيف الغازي ليست بهذه البراءة اي ان سلطة الفرد تساوي سلطة الاله وهناك شخصية اخرى وهي مدير الامن الذي يؤمن الناحية العسكرية لكي يتفق مع السلطتين السياسية والدينية في اطار واحد، ويقف النص على نقطتين مهمتين الظروف الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على الانسان وتحول تصرفاته فتلاحظ ان جميع الشخصيات في الرواية مأزومة تربوا جميعا في الملجأ ونشأوا بلا أب، وفكره غياب الاب هنا توازي فكرة غياب الجذور، وبالتالي فالسبيل الوحيد للخروج من هذه الظروف القاسية هو الدخول في دائرة الامام المقدس، وليس المقدس بالشكل المتعارف عليه وانما المقدس الذي في اعلى الهرم والاجتماعي والذي يدني اي شيء آخر.