جورج بوش lt;lt;رئيس حربgt;gt;. اياد علاوي lt;lt;رئيس وزراء أمنgt;gt;. يحتاج الاول الى قدر من الاضطراب يبرر له صفته. وعندما لا يحصل عليه يفتعله كما في الانذارات الاخيرة. يحتاج الثاني الى الغاء اي اضطراب. هذا هو مقياس نجاحه. وبهذا المقياس، بالضبط، يمكن القول انه فاشل.
لقد كان موعد lt;lt;تسليم السلطةgt;gt; الى العراقيين مضبوطا على ايقاع معركة بوش للاستمرار في السلطة. كان المقصود جعل العراقيين، اياهم، حطب المواجهة، وتخفيف عديد القوات الاميركية، وزيادة الاعتماد على اصدقاء متبرعين للمساعدة. تحقق الشق الاول. ولكن الثاني غير وارد في الامد المنظور. أما الثالث فحصل عكسه، إذ إن دولا مشاركة انسحبت، واستمر حلف شمال الاطلسي مترددا، بصفته كذلك، في الذهاب.
جازف علاوي بإعلان lt;lt;الأمن اولويةgt;gt;. كان يجدر به توقع الفشل. فحتى لو كانت حكومته حاكمة فعلاً لما كان هذا شرطاً كافياً لردع رافضي الوضع القائم واحتمالاته. غير انه كان في الامكان الرهان على ازدياد عدد العراقيين الذين يعتبرون انفسهم معنيين بالعملية السياسية مع ما يعنيه ذلك من تجفيف ينابيع الاعتراض. كانت انتفت صفة lt;lt;المقاومةgt;gt; تماما لنصبح امام مشروع حرب اهلية صافية.
غير ان واشنطن ارتأت غير ذلك. اي انها رفضت توفير الصدقية اللازمة لعملية نقل السلطة. فالعمل الاخير الذي ارتكبه بول بريمر، قبل المغادرة، هو استيلاد حكومة تشبه مجلس الحكم. اضاف الى ذلك الابقاء على lt;lt;الخبراءgt;gt; الاميركيين في الوزارات، والتحكم بقرارات مالية، وجعل القوة العسكرية في منأى عن اي نفوذ عراقي، وتعطيل اي دور اشرافي جدي للامم المتحدة. وحتى لما مثل صدام حسين امام محكمة عراقية بدا واضحا انه وحده، في تلك القاعة، ليس مجرد دمية تحركها ايد اميركية.
رحيل بريمر ووصول جون نيغروبونتي تغيير تجميلي. يفضل الثاني ان يعمل من وراء الستار. واذا كانت القوات الاميركية انكفأت عن المناطق الآهلة فإن الشرطة لم تملأ الفراغ. وتحوّل الخطف الى هواية وطنية ومصدر من مصادر الدخل. ولم تدر العجلة الاقتصادية كما ينبغي. اما الخدمات فلم تشهد تحسنا يذكر ويجعل البغداديين ينسون لهيب صيفهم.
التعبير السياسي البارز عن هذا الفشل هو الاضطرار الى تأجيل انعقاد المؤتمر الوطني بعد الفشل في توسيع قاعدة المشاركة. وبعد ان ألمح وزراء الى ضرورة تطوير الحوار مع مقتدى الصدر اندلعت مواجهات الايام الماضية (مغادرة السيستاني النجف تفتح الباب امام حسم عسكري في المدينة؟). وحصلت اعتقالات لشخصيات معينة بما يذكّر بتقاليد عهد سابق: من يرفض دور الكومبارس في مسرحية الحكم يكُن السجن مصيره!
يُفترض برئيس الوزراء ان يقر بالفشل. اي ان يقر بالتآكل السريع للرصيد القليل اصلا الذي وفرته عملية lt;lt;نقل السلطةgt;gt;. قد يقدم على ذلك على طريقته، اي بإعلان حال الطوارئ. الآن ذلك لن يعني سوى ايغاله في معالجة أمنية لمشكلة اكثر تعقيدا. وسيكون مضطرا في حال تعمق الأزمة الى مواجهة اتخاذ قرار صعب يتعلق بالانتخابات العامة.
يصر علاوي ووزراء في حكومته على التفسير التبسيطي لما يجري. وعندما يحاولون مغادرة هذا التبسيط يلجأون الى توزيع الاتهامات على lt;lt;الخارجgt;gt; مع تركيز متنام على الدور الايراني. ولقد تخصص حازم الشعلان بالهجوم على طهران تاركا لزميله فلاح النقيب امر التخصص بإطلاق التهديدات الجوفاء ضد معارضي
الداخل التي تصل احيانا الى حد التلويح برميهم خارج البلاد.
ان علاوي، الناجح او الفاشل، ناخب اميركي. يريد له بوش ان يحقق انجازا يرتد على الحملة الرئاسية. غير ان الوقائع تغلب الأمنيات. ان علاوي، حتى اليوم، هو رئيس وزراء الفشل الأمني. إلا ان هذا الفشل لا ينعكس بدقة في واشنطن. والسبب هو ما اسماه صحافي اميركي lt;lt;افغنة الحرب العراقيةgt;gt;. والمقصود بlt;lt;الافغنةgt;gt;، هنا، نزع الاهمية عن الخبر العراقي عبر التعتيم التلفزيوني او الإدراج في الصفحات الداخلية. عندما يقتل عراقيون عراقيين يمكن للسجال الرئاسي الاميركي ان يحمل عنوانا عراقيا بارزا من دون التطرق الى ما يحصل في ذلك البلد... البعيد.
يتبادل بوش وكيري الانتقادات حول ما كان يجب فعله قبل الحرب، ويختلفان حول ما يجب فعله بعد انتخاب اي منهما، لكنهما لا يستحضران كفاية اليوميات الصعبة للشعب الذي lt;lt;تحررgt;gt; بفضل القوات الاميركية. ويبدو ان وتيرة القتلى الاميركيين الحالية (42 في حزيران، 54 في تموز) اقل من ان توفر اساسا لتباين مغر حول ما يتوجب القيام به سريعا. انها وتيرة تسمح لبوش الزعم lt;lt;اننا نسير في الاتجاه الصحيحgt;gt;، ولا تسمح لكيري بالتساؤل عما اذا كانت الهاوية هي هذا الاتجاه الصحيح.