القاهرة : استطاع الفنان هادي الجيار ان يلفت الانتباه في تجسيد الشخصية الصعيدية وذلك من خلال عدة اعمال كان ابرزها الضوء الشارد ثم ثورة الحريم وأخيراً العصيان كما يلعب بطولة مسلسل ملاعيب شيحة مع الفنان أشرف عبد الباقي وجيهان فاضل فماذا عن دوره في هذا العمل وهل ينحصر هادي الجيار في تجسيد الشخصية الصعيدية.
حدثنا عن دورك في المسلسل الجديد ملاعيب شيحة؟
أجسد دور صعيدي من العصر المملوكي وهو عثمان المراغي الذي يتصدي للاحتلال عن طريق التنكر في أكثر من شخصية مثل السقا، الدرويش، ثم الحلواني والحلاق وغيرها، حتي يتمكن من حشد قوي الشعب ضد الاحتلال في بر مصر المحروسة.
ما السبب الذي يجعلك تجسد دور الصعيدي في أغلب أعمالك الأخيرة؟
هذا صحيح، لكن الأعمال التي جسدت فيها دور الصعيدي محدودة العدد جداً فهي عبارة عن ثلاثة أعمال ليس إلا وهي الضوء الشارد، ثورة الحريم، ثم العصيان لكنها اعمال كبيرة وناجحة لهذا محفورة في ذهن المشاهد بشكل قد يظن معه أنني لم أقدم سوي هذه الشخصية.
لكنك تقوم بنفس الشخصية في المسلسل الجديد ملاعيب شيحة ؟
هذا العمل لا يقبل الاشتراك فيه اي فنان لأن المجهود به كبير جداً مقارنة بالعائد، ولو قمت بحساب الربح والخسائر فلن أشترك فيه لكن شخصية عثمان المراغي مبتكرة ولم أستطع رفضها لأنها أيضاً جديدة علي تماماً، فبالإضافة لأنني عاشق للشخصية الصعيدية فإن عثمان المراغي شخص ذكي جداً ومثقف وصريح وغير ملتو وصادق جداً في مشاعره لهذا اراه تركيبة مختلفة تماماً عن كل ما قدمت.
هل تعتقد ان اللهجة الصعيدية التي قدمت في المسلسلات هي نفسها المستعملة علي ارض الواقع؟
تقريباً، ليس بنفس الدقة لكنها قريبة جداً وهذا شيء يحسب للأعمال الدرامية وليس ضدها لأن العمل الدرامي كلما اقترب من الواقع كلما كان أفضل لهذا فكلما كانت اللهجة واقعية كلما كان العمل افضل.
هل تشكل اللهجة لك مشكلة؟
أبداً، هي لهجة جميلة وسلسة ولم تعد تمثل لي أدني مشكلة.
ألا تخشي أن يحصرك المخرجون في هذا الدور؟
قبل مسلسل ملاعيب شيحة كنت قد اتخذت قراراً بعدم قبول أي دور في مسلسل أجسد فيه شخصية صعيدي حتي لا أُحصر في ذلك الدور لكن المسلسل كان يصعب علي رفضه لأنه دور جديد فعلاً. لكنني سأقلل جداً من تجسيد تلك الشخصية في اعمالي القادمة، وساجعل قبولها مرهوناً بالجديد في الشخصية التي أقدمها ودورها المحوري في العمل بشرط ألا يكون فيها ملامح مما قدمت من قبل.
أين أنت من السينما؟
السينما لم تعد لجيلي، ولم اجد نفسي فيها، لكن التليفزيون عوضني كثيراً عنها. لقد اكتفيت بأن اكون مشاهداً فقط للسينما، لأن الأفلام التي تقدم الآن ومنذ عشر سنوات لم أجد فيها دوراً يناسبني، فمثلاً كنت في الماضي أتمني تجسيد شخصية شكري سرحان في فيلم اللص والكلاب أو عمر الشريف في فيلم غريب في بيتي وهذا لم يحدث لي في أي من الأفلام الموجودة الآن.
هل يعني هذا ان السينما الحالية لا تعجبك؟
بالعكس، هي سينما جميلة جداً، أعجبت الجمهور والشباب ويمثلها شباب يمثلون جيلهم، وهذا كله ليس شيئا سيئاً فالسينما طوال تاريخها تعتمد علي افكار الشباب ومشاركتهم بدليل لو قارنا بين افلام زمان والأفلام الحالية. لكن لي مأخذ وحيد علي الأفلام الشبابية وهي إنها تكتب خصيصاً لنجم واحد وباقي الفيلم كومبارس بعكس أفلام زمان التي تجد فيها عشرة أبطال واكثر لكل منهم دوره وكل منهم بطل في دوره هذا.
و المسرح؟
أنا عاشق للمسرح، لكن بصراحة التليفزيون أخذ كل وقتي لقد عرض علي بعد أن وقعت عقد ملاعيب شيحة عدة مسرحيات المفروض تقديمها علي مسرح القطاع العام، رفضتها جميعاً لضيق الوقت ولعدم استطاعتي التوفيق بين المسلسل وما يعرض علي من مسرحيات لأن المسرح يحتاج لتفرغ تام وكذلك مسلسل ملاعيب شيحة لأن اغلب تصويره يتم في مناطق طبيعية مكشوفة، ويحتاج لجهد ووقت غير عادي لهذا رفضت كل ما عرض علي من مسرح.
هل انت راض عما قدمت حتي الآن؟
إلي حد كبير حققت الكثير من أحلامي وطموحاتي الفنية، لكن الحقيقة أنه لا يوجد فنان يرضي عن نفسه تماماً، وإلا لن يتحرك نحو الأفضل مستقبلاً، فإذا رضي عن نفسه فإنه يكون في بداية النهاية.