أثينا - القرية الأولمبية من محمد قدري حسن: تكتسب مشاركة العراق في دورة الألعاب الأولمبية الحالية (أولمبياد أثينا 2004) أهمية متزايدة لكونها تأتي وسط ظروف استثنائية يمر بها الشعب العراقي بأسره منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين قبل 18 شهراً.
وجاء فوز منتخب العراق الأولمبي على نظيره البرتغالي أحد أقوى المنتخبات الأوروبية 4/2 في افتتاح المشوار هنا الخميس الماضي ليسلط المزيد من الأضواء على المشاركة العراقية ويضاعف من حجم الاهتمام الإعلامي بها.
وكانت Sالشرق الأوسطA تابعت هنا مراسم رفع العلم العراقي الجديد في الساحة الرئيسية بالقرية الأولمبية حيث شهدت المراسم ولأول مرة عزف النشيد الوطني العراقي الجديد بعد إلغاء النشيد السابق الذي يبدأ بعبارة «وطني مد على الأفق جناحا وارتدى مجد الحضارات وشاحا». وفي حوار خاص مع «الشرق الأوسط» بعد إنهاء مراسم رفع العلم العراقي، قال علي فائق الغضبان وزير الشباب والرياضة العراقي إن علم بلاده رفع هذه المرة بعقلية جديدة وروحية جديدة وبمنطلق جديد نحو بناء العراق في الاستقرار والوحدة. وإن رفع العلم العراقي يعني رفع شأن 25 مليون عراقي يمثلون العراق الجديد في الحرية والاستقلال ويمثلون العراق بشبابه وطوائفه المتحركين بعقلية جديدة وفكر جديد خلافا لما كان عليه الحال في العهد السابق، مضيفا «بذلك سيعود العراق إلى أخذ موقعه الطبيعي المتقدم في المحافل الدولية والأولمبية... لدينا استعداد وتصميم كامل من خلال اللجنة الأولمبية العراقية ووزارة الشباب على إعادة أمجاد الرياضة العراقية». وعن الرسالة التي يحملها وفد العراق للعائلة الأولمبية من القرية الأولمبية في أولمبياد أثينا قال أول وزير للشباب والرياضة في العراق بعد تشكيل أول حكومة عراقية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين «رسالتنا للعالم رسالة محبة وسلام من بغداد المحبة التي ندعو العالم لمساعدتها في احتضان مهرجان رياضي كبير في أقرب فرصة ممكنة».
وحول الوقت الذي تحتاجه الرياضة العراقية لمنح منتخبات العراق فرصة اللعب على أرضها ووسط جمهورها، قال الغضبان إن ذلك سيتحقق قريبا بعد توفر الأمن الكافي وإن التحضيرات جارية على قدم وساق لإعادة تأهيل البنية التحتية للرياضة العراقية بعد إنجاز مشروع انتخابات اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية والأندية ووضع الأسس السليمة لانطلاقة رياضية على العالم.
وجدد الغضبان تأكيد رفض العراق إقامة أية علاقات مع إسرائيل، مشيرا في رده على سؤال «الشرق الأوسط» عن موقف العراق من أية مواجهة رياضية محتملة في أولمبياد أثينا مع رياضي إسرائيلي، بالقول «لا علاقات ولا مباريات مع إسرائيل ولا علاقات لنا معهم وسوف نرفض أية مواجهة محتملة لو أدى ذلك لانسحاب عراقي من الأولمبياد، وهذا هو الموقف الرسمي للحكومة العراقية الذي يرفض أي شكل من أشكال العلاقة مع إسرائيل».
ولاحظت «الشرق الأوسط» عندما أعلن الغضبان ذلك هتافا من بعض أعضاء الوفد العراقي خاصة أن وكالات الأنباء العالمية كانت نقلت الأسبوع الماضي على لسان أحمد السامرائي رئيس اللجنة الأولمبية العراقية قوله إنه لا مانع لديه من مواجهة محتملة لرياضي عراقي مع إسرائيلي.
وقد أعلن أحد أفراد الوفد العراقي لـ «الشرق الأوسط» أن كافة الرياضيين العراقيين اتخذوا قرارا برفض اللقاء مع الإسرائيليين حتى لو تلقوا أمراً إداريا بذلك.
وختم وزير الشباب والرياضة العراقي علي فائق الغضبان بتأكيده على التوجه لفتح صفحة جديدة مع الرياضة العربية وعلى استعداد العراق للمشاركة الواسعة في الدورة الرياضية العربية العاشرة في الجزائر الشهر المقبل وبإعلانه عن زيارة محتملة قد يقوم بها إلى أولمبياد أثينا الرئيس العراقي الجديد الشيخ غازي الياور أو رئيس الوزراء د. إياد علاوي، مشيرا إلى أن الترتيبات توضع على اعتبار أن مثل هذه الزيارة ستكون مفيدة للغاية في وقت تسلط فيه أنظار العالم صوب أثينا.
وكان الياور وعلاوي التقيا الوفد العراقي في بغداد قبيل السفر إلى أثينا على متن طائرة أردنية خاصة من عمان التي وصلها الوفد العراقي من بغداد على متن طائرة أسترالية عسكرية خاصة.