الفرزلي:الرئيس معنيّ بتفكيك مؤامرةالتوطينلأنها تقسّم لبنان
كتبت ريتا شرارة: لأن المرحلة في غاية الخطورة، حضر "لقاء الاثنين" مجدداً في جدول اعمال نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي حرص على الاضاءة، ليس على لقائه الجمعة الماضي وفد الكونغرس الاميركي في مجلس النواب، انما على خطورة الطرح الذي حمله الوفد في موضوع توطين الفلسطينيين. فقد لمس الفرزلي لمس اليد ان هذا المخطط لا يزال ماثلاً في مؤسسات النظام السياسي في الولايات المتحدة، وان خطر التوطين ازداد بفعل الاقتراب من حل للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. ووضع في عهدة رئيس الجمهورية، اي رئيس جمهورية، مسألة تحقيق المهمة المقدسة بتأكيد حق العودة باعتبار انه يقسم اليمين الدستورية للمحافظة على استقلال البلاد ووحدتها. وابدى خشية حقيقية، في حال حصل التوطين، من تجزئة البلاد وتقسيمها.
اعتبر الفرزلي انه "لا يكفي الاستنكار لاسقاط هذا المشروع لان المستغرب ان اتفاق الطائف قام على معادلة اساسية مفادها ان لا توطين ولا تجزئة ولا تقسيم برعاية دولية واميركية تحديداً، ولكن هذه الفكرة لا تزال حية في مؤسسات النظام السياسي في اميركا، فكرة التوطين اي فكرة زرع الشعب الفلسطيني في مكان آخر خارج اطار حق العودة. هذا يعني بطريقة اخرى ان الرعاية الاميركية لاتفاق الطائف انصرفت فقط في اتجاه اخراج البلاد من الحرب الاهلية الى السلم الاهلي من دون ترسيخ الاسباب الموجبة للاستقرار. وبقاء هذه الفكرة حية في مؤسسات النظام السياسي في اميركا يدل على مدى استباحة المؤسسات من جانب الصهيونية وتالياً امكان مسايرة اميركا لهذه المصلحة الاسرائيلية الاستراتيجية. كما تبين مدى التقصير الهائل في الجهوز اللبناني والعربي على الساحة الاميركية ومؤسسات النظام الاميركي لاغتيال هذه الفكرة نهائياً واستئصالها من عقول المسؤولين الاميركيين، نواباً او غير نواب. اذ لا يكفي ان نرفض الفكرة في لبنان بل يجب ان نحمي هذا الرفض في المجتمع الدولي وخصوصاً في الولايات المتحدة. وقد تأكد لي اكثر من اي وقت ان خطر التوطين ماثل في ذهن المؤسسة الاميركية".
amp; هل ازداد هذا الخطر قياساً بالمراحل السابقة؟
- ازداد طبعاً لأن الحوار الفلسطيني - الاسرائيلي مقطوع. وكلما اقتربت الحلول في مسائل هذا الصراع مثل الخطر اكثر. واكبر دليل ان الحوار غير الرسمي بين ياسر عبد ربه ويوسي بيلين وبعض الشخصيات الاسرائيلية في جنيف لم يأت على تناول حق العودة. لذا، اناشد الحكومة واصحاب الشأن ايجاد خطة لمحاربة هذه الفكرة القديمة - الجديدة والتي لم تمت ابداً في ذهن المؤسسة السياسية الاميركية.
amp; من عليه ان يبادر الى ايجاد هذه الخطة؟
- اتكلم في الدستور. هذه المبادرة هي من مسؤولية الحكومة ورئيس الجمهورية. واقول رئيس الجمهورية لانه هو الذي يقسم اليمين للمحافظة على الدستور وسلامة الوطن ووحدة اراضيه. هذه المسألة تعرض الوطن لسقوط وحدته واستقلاله والكيان، واعتقد ان مؤامرة التوطين هي امر قومي من مسؤولية رئيس الجمهورية مباشرة.
انها حكماً من مسؤولية رئيس البلاد لانه هو الذي أقسم اليمين للمحافظة على الدستور واستقلال البلاد. فالتوطين يؤدي الى ضرب وحدة البلاد واسقاط استقلالها. وهذا الامر اكبر من ان تتسلمه الحكومة انه امر له علاقة بوجود البلاد وكينونتها واساسها وغير قابل للمساومة، ولا تكفي المسؤولية السياسية حصراً في هذه المسألة بمعنى مسؤولية الحكومات حيال مجالس النواب. انما هذا الامر يحتاج الى قسم، ورئيس الجمهورية هو الوحيد الذي يقسم اليمين للمحافظة على هذه المسألة.
الدلالات
amp; ما دلالات زيارة الكونغرس الاميركي للبنان؟
- المشكلة في فلسطين تتطور وهناك حلول تطبخ، وطبخ الحلول سيؤدي بعد الانتخابات الاميركية، الى حصول عمليات الشراء والبيع. الارضية تتهيأ وحق العودة مسألة اساسية.
amp; هل كان التوطين بنداً في جدول اعمال الزيارة؟
- كلا، انهم يقومون بجولة استطلاعية في المنطقة. انا اتكلم على السلام العادل. تحدثت عن لبنان الديموقراطي والتعايش والسلام العادل، وساعتذاك اخذوا المبادرة وقالوا ان السلاح يحتاج الى حق العودة وهذا احد مقوماته. وتابعوا: يقولون ان الملك حسين حلّ هذه المسألة بتوطين الفلسطينيين لديه. فلماذا لا يحصل التوطين هنا ايضاً؟ فأجبت ما رأيكم لو زرعتكم في كراتشي او باكستان. هؤلاء البرلمانيون انهزموا في زيارتهم، ولا يجوز التخلي عن هذا الموضوع.
amp; ماذا يقابل رفض حق العودة؟
- حق العودة هو المشكلة ونرفض المناقشة. البلد من حال التوطين يتفجر ويدمر. اساس السلم الاهلي في لبنان يقوم على مبدأ لا توطين ولا تجزئة ولا تقسيم. فاذا حصل التوطين تكون الاحتمالات كلها مفتوحة. لا احد يقبل.
amp; ما الاستنتاج الذي خرج به الوفد؟
- الاستنتاج الوحيد الذي خرج به ان هناك ممانعة لبنانية حقيقية، ضدّ التوطين، وان هذه الممانعة هي عقبة فعلية ضد تحقيق هذا الهدف. انهم يجسّون النبض، من هنا اهمية الرفض الكامل للبنانيين كلهم. وأرى ان نشر المحضر في لبنان اربكهم فعلاً.
وروى كيف شرح للوفد الاميركي التعايش المسيحي - الاسلامي وكيف انه بافشال هذا التعايش او محاولة افشاله سينعكس الامر سلباً على التعايش بين الشرق والغرب. وقال ان الوفد اثار واياه قضية الارهاب، فمدح الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي اجرى محاولات جدية لارساء السلام بغض النظر عن عدم تحققه، "وهذا موضوع تقرير". وتابع ان "المجتمع الاسلامي، في مواجهة الاستعداد للسلام، انقسم فئتين: الاولى معتدلة والثانية متطرفة. وهذا يدل على انه لدى وجود نية جدية للسلام، يقود المسلمون السلام لانهم يكونون المعتدلين ضدّ الراديكالية. اما ان تحكم الصهيونية المنطقة وتقول للمسلمين كونوا معتدلين، فهذا مستحيل. ان قمة بيروت لم تقل بالسلام والاعتراف انما ابدت استعدادها لتطبيع العلاقة مع اسرائيل. فما كان ردكم؟. الاعتداء على المقدسات الاسلامية في القدس وتهديم المسجد الاقصى".
وعن "حزب الله"، قال للوفد انه "نتيجة من نتائج الاحتلال. ان الاحتلال خرج من الارض الا انكم تخلفتم عن القيام بدوركم لتضغطوا عليه، فكانت المقاومة ولم يقل اي سفير اميركي عن حزب الله انه ارهاب".
وشرح كيف ان "الارهاب هو نتيجة من نتائج قيادتكم المجتمع الدولي.
فالمسلمون في لبنان، تاريخياً، زودهم الاتحاد السوفياتي السلاح لاعادة التوازن مع اميركا بدعم من اسرائيل. وعندما فتح المجال امام المجتمع الاسلامي لينفتح صوب الولايات المتحدة لم يتوان. هذه مصر وهذا تاريخها. الاسلام دخل في معركة ضدّ روسيا. وعندما احتلت الصهيونية الارض الاسلامية تلكأت انت عن دورك الاخلاقي في العالم لجهة تنفيذ القرارات الدولية والمطالبة بانسحاب اسرائيل. والمثال على ذلك لبنان الذي استمر احتلاله ثلاثة عقود. فلم يكن من مجال الا الاستشهاد وسلوك مسلك الدفاع عن النفس للتحرر".
وتوجه الى اعضاء الوفد: "يجب ان تطلوا على العالم العربي والاسلامي بقيم جيفرسون وواشنطن وآدمز ولينكولن. لا يمكنكم ان تطلوا من الباب الاسرائيلي والصهيوني على المجتمع الاسلامي. ان الرأي العام الاسلامي لم يعد كما كان منذ بداية القرن. صورتكم هي الجامعة الاميركية ومستشفاها، هي المؤسسات الثقافية والجامعات، وليست طائرة الـF16 التي يقودها طيار وترسلها الى اسرائيل لتقتل طفلاً". وتابع: "رد احد النواب مذكراً بمقتل رابين وعلاقة ذلك بالارهاب على اساس ان هذا الارهاب لا يبني السلام. فقلت له: معك حق، ان الارهاب لا يبني السلام، ولكن من قتل رابين؟ ان من قتله هو الارهاب الصهيوني. لماذا لم تدن هذا الارهاب كما تدين تصرفات اخرى؟ ربما تكون هناك اخطاء ولكن المطلوب منك الا تتصرف بمنطق المعيار المزدوج. المطلوب منك ان تتصرف بعين الحكم على المستوى الدولي. ولكن لسوء الحظ انك ضحية السياسة الصهيونية وتنفذ سياسة صهيون واسرائيل".
التعليقات