الأسد واصل مشاوراته التي شملت الحسيني وأوساط بعبدا تتوقّع "إطلالات مؤيّدة للتجديد"
فرنجيه: حظوظ لحود ارتفعت إلى 60%
كرامي لـ"النهار": الوضع على حاله

غداة زيارة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع لبعبدا، وفي ختام المرحلة الثانية من المشاورات التي يجريها الرئيس السوري بشار الاسد مع عدد من الشخصيات، حددت دمشق على ما يبدو خيارها في الفترة الفاصلة عن حسم الاستحقاق الرئاسي وهو خيار يستند الى وجهين: تعزيز ورقة تجديد ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود او تمديدها، وابقاء الباب مفتوحا على احتمال انتخاب رئيس جديد. واذا كان احد من السياسيين اللبنانيين الذين استقبلهم الاسد لم يحمل كلمته النهائية، فإن الاخير اظهر مجددا عزمه على ابقاء كلمته متقدمة على اي كلام آخر تصاعد في لبنان، وخصوصا من حلفاء سوريا، فبدا معه ان لحود معزول لبنانيا بكل ما في الكلمة من معنى. من هنا يكتسب كلام وزير الصحة العامة سليمان فرنجية اهمية، وهو بين الذين التقاهم الاسد امس، اضافة الى الرئيسين حسين الحسيني وعمر كرامي. وقد رأى فرنجية في دردشة مع الصحافيين في اهدن، ان "حظوظ التمديد والتجديد للرئيس اميل لحود قد ارتفعت الى نسبة 60% في مقابل 40 لانتخابات رئيس جديد، في حين كانت النسب مختلفة في السابق بحيث كانت 80% للانتخاب و20% للتمديد". وقال: "لقد بحثنا مع الرئيس بشار الاسد في الاستحقاق وقلنا رأينا، واذا كانت المصلحة تقتضي التمديد او التجديد فإننا لن نكون عائقا". واكد انه "خارج بازار الترشيحات لرئاسة الجمهورية كليا". لكن فرنجية استدرك قائلا: "لا نريد ان يعتبر احد كلامنا هذا ان هناك شيئا محسوما. فكل الاحتمالات مفتوحة".

وردا على سؤال حول مصير الرئيسين نبيه بري ورفيق الحريري حيال التطورات هذه، قال: "على كل واحد ان يرى كيف يمكن ان يتأقلم مع هذا الجو".
واضاف: "الذي يتأقلم يتأقلم والذي لا يتأقلم عليه ان يرى كيف يبرم الدهر وبعد ذلك يعرف ماذا يفعل".

ويذكر ان الرئيس الحريري عاد قبل منتصف الليل الى بيروت قادما من سردينيا حيث امضى اجازة خاصة. وقد سألت "النهار" اوساط رئيس الحكومة هل ثمة موعد قريب له في دمشق في اطار المشاورات فأجاب ان "لا شيء محددا حتى الآن". ومن المقرر ان يشارك الحريري في جلسة مجلس الوزراء العادية غدا.

وفيما اعتصم الحسيني بالصمت اثر عودته من دمشق وصف كرامي اللقاء مع الاسد بـ"الجيد" وقال لـ"النهار": "جرى عرض للاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي، وبالطبع تطرقنا الى الشؤون اللبنانية من الازمات التي نعانيها وصولا الى الاستحقاق الرئاسي".

وقال: "لا يزال الوضع على حاله: كل الخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات ولا تغيير في المواقف مع تقدير كامل للرئيس اميل لحود ولمزاياه الوطنية والقومية".

ووضع المشاورات التي تجريها دمشق في اطار استطلاع الآراء تمهيدا لاتخاذ القرار النهائي. وختم: "ان ايلول طرفه بالشتاء مبلول".

واصدر المكتب الاعلامي لكرامي بيانا حول اللقاء جاء فيه: "(...) جرى خلال اللقاء عرض للاوضاع الاقليمية والدولية وتطورات الوضع في المنطقة، ولشؤون تهم البلدين الشقيقين. كما تم التطرق الى الوضع الداخلي اللبناني ولاسيما ما يتعلق منه بالاستحقاق الرئاسي حيث الخيارات لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات بهذا الخصوص.
وقد لمس الرئيس كرامي تقديرا عاليا واحتراما كبيرا من القيادة السورية للرئيس اميل لحود لنزاهته ومواقفه الوطنية والقومية".
ومن المقرر ان تتواصل الاستقبالات في دمشق. وهناك دفعة نهاية الاسبوع، ثم هناك دفعة اخرى الاسبوع المقبل، واذا اقتضى الامر دفعتين.

وفي خلاصة لهذه التطورات يقول متابعون ان مشاورات دمشق لم تحسم الخيار لان لا قرار سورياً بعد حيال مسار الانتخابات، لكنها اعادت الاعتبار الى خيار التجديد بعدما بدا من المناخات التي رافقته انه سقط نهائياً، وبالتالي فإن الموقف السوري ينبغي ان يكون ناتجاً من حصيلة المشاورات وليس استباقاً لها لان الاسد يطرح اسئلة ويحاول استمزاج زواره على نحو يؤكد ان لا قرار بعد.

وتشير المعلومات الى ان الاسد يعتمد في مشاوراته التقصي والسؤال عن كل الاحتمالات. ويسأل زواره عن آرائهم وعما يمكن ان يحصل اذا اعتمد هذا الخيار او ذاك، وماذا تكون صورة الوضع في حال اعتماد هذا الخيار او ذاك، وماذا تكونه ردة فعل بكركي في حال اتخاذ هذا القرار او ذاك وما هو التأثير المحتمل لكل واحد من الخيارات.

لكن بعض الذين ذهبوا الى دمشق يجزمون بأن التجديد، حاصل وهناك "سيناريو" يتحدث عنه هؤلاء ويجري حبكه.
ومع انه ليس هناك اي تأكيد بصدور قرار علني من الاسد، ولكن هناك شبه تأكيد ان آلية الاستحقاق الرئاسي والخيار السياسي المتعلق به سيبتان قبل 24 ايلول بحيث يصير في الايام القليلة بعد بدء المهلة الدستورية اجراء جلسة الانتخاب التي ستحتمل عندئذ، بحسب الآلية التي ستعتمد، اياً من الخيارات التي سيؤخذ بها للانتخاب.

وفي بعبدات حيث امضى الرئيس لحود امس يومه رصد زواره ما آلت اليه محادثاته مع الشرع. وقد عكس النواب "ارتياحاً ملموسا لدى رئيس الجمهورية الى نتائج هذه المشاورات" التي لاحظوا انها "تركزت على حفظ موقعه الاستراتيجي في العلاقة بين البلدين وفي مسيرتهما الامنية والاقتصادية والاصلاحية، وعلى اعادة تعزيز خيار التجديد من ضمن الخيارات المتاحة امام القيادة السورية".

وتوقّع زوار لحود "ان تتظهر صورة الاستحقاق نهائياً خلال الاسبوعين المقبلين، ريثما ينهي الرئيس السوري بشار الاسد جلسات الاستئناس التي يعقدها مع الشخصيات السياسية اللبنانية"، كما توقّعوا "حصول تبدّل في المواقف التي كانت بلغت ذروة التصعيد الاسبوع الماضي، لتعود الى اخذ حجمها المعقول، على ان تقابل ذلك اطلالات اعلامية مكثفة تؤيد منحى التجديد للرئيس اميل لحود".