فرحت المرأة.. ورقصت طربا، وهي تردد بفخر المثل القائل «وراء كل عظيم.. امرأة» بينما احتج الرجال واعترضوا على المثل، معتبرين اطلاقه جزءاً من حملة دعائية تطلقها المرأة بمساندة بعض المنافقين لها من الرجال.بغرض سحب بساط الجهد... والعمل.. والعرق من الرجل.. وجعل كل نجاح وفلاح له منسوبا الى المرأة.. وليس لاحد غيرها..!
الحقيقة.. والواقع.. والوقائع، تؤكد عكس ذلك، وتكشف ان وراء هذا المثل رجل «اروبة» عرف كيف يضحك على النساء، ويبيع لهن مثلا ظاهره تعظيم دور المرأة على حساب الرجل، اما باطنه فشيء اخر، لو فكرت فيه المرأة بتمعن لادركت انها شربت المقلب على يد رجل اثبت ان «كيد الرجال» يغلب في بعض الاحايين «كيد النساء»..!
ـ بداية يقول المثل «وراء كل عظيم.. امرأة» وأي تحليل او احصاء لاوضاع اي مجتمع يؤكد ان وصف «عظيم» قد لا ينطبق في احسن الاحوال على «10%» ونازل من الرجال، وان الباقي «90% وطالع» تتوزع اوضاعهم بين العادي والاقل من العادي.
وعلى هذا الاساس فان الـ «10% ونازل» من الرجال الذين نجحوا لان وراءهم «امرأة» لا بسبب آخر ـ يقابلهم «90% وطالع» فشلوا.. او لم ينجحوا... او لم يصبحوا عظماء، ومعنى ذلك ببساطة أنه في مقابل ال«10%» الناجحات.. توجد «90%» من النساء فاشلات، ولا اظن ان هذه النسبة تشرف المرأة او تعطيها الحق في التباهي بدورها في تحويل الرجل من «امعة» الى «عظيم» بلمسة عصا سحرية انثوية...!
وبناء عليه يكون المثل قد اعطى «بومبه» محترمة للمرأة... ويكون مؤلف المثل، وهو في الغالب رجل لم يحالفه الحظ ليكون عظيماً بسبب امرأته، قد ضحك على ذقون النساء، ودس لهن السم في العسل.. فشربنه سعيدات فخورات دون ان تفطن واحدة منهن «لحسن الحظ» الى ما في قاع كأس العسل المخدر واللذيذ!!
ـ نأتي بعد ذلك الى الكيفية التي تحول فيها المرأة رجلها من انسان «لا هنا ولا هناك» الى انسان عظيم وناجح يشار اليه بالبنان وبغير البنان.. هناك غالبا عدة انواع من النساء لكل منهن طريقتها «الفطرية او المرسومة» في دفع زوجها من السفح الى القمة...
ـ هناك المرأة «الزنانة».. وهي لا تكف ليلا ولا نهارا عن «الزن» على زوجها على انغام الحكمة القائلة «جتنا نيلة في حظنا الهباب»... والتي لا تفتأ تعاير زوجها بوضعه المتدني ماديا واجتماعيا، مقارنة بينه وبين فلان جارهما.. او علان قريبهما.. او ترتان زميله في العمل».
مرددة على مسامعه جملا مختارة من نوعية.. «يا راجل اتحرك»... «يا راجل اتلحلح».. «يا راجل اعمل لك همة».. «يا راجل شوف غيرك بيعمل ايه واعمل زيه».. «يا راجل كسفتنا امام اللي يسوى واللي ما يسواش».. ولا مانع بعد كل فاصل من الموشحات الحماسية المذكورة من بعض المصمصمة والبكاء كنوع من المؤثرات الصوتية والحركية لزوم احداث التأثير المطلوب...!
في حالات كثيرة تعطي هذه الوصفة ـ مع تكرارها ثلاث مرات يوميا ـ صباحا وعلى الريق.. وظهراً عند عودته من العمل مكرودا مرهقاً.. ثم مساء وقبيل النوم ـ تعطي مفعولها، وتدفع الرجل دفعا الى العمل بهمة للوصول الى القمة، اما من باب الخجل من نفسه والاحساس بالهوان امام زوجته... واما من باب التحدي لاثبات انه «قدها وقدود» وانه على غير ما تصورته زوجته من قلة طموح وانعدام في الهمة...!!
ملحوظة:
في بعض الاحيان قد تؤدي هذه الطريقة الى ظهور صورة الزوج في باب الحوادث في الصحف تحت عنوان «يقتل زوجته بعد حياة زوجية استمرت 20 عاماً»!! والامثلة كثيرة... والنماذج اكثر.. وهي تؤكد صحة المثل، ولكنها في الوقت نفسه لا تنكر حقيقة الفشل الحاصل في الـ «90%» من الزوجات.
حيث تستطيع الواحدة منهن ان تهبط بزوجها من قمة الطموح الى «قمة» الاحباط، وتستطيع الاخرى ان تجعله زبونا دائماً في نوافذ الاقراض والديون في البنوك وصناديق التكافل، وتستطيع ثالثة ان تجعل زوجها ينسى اسمه.. وتاريخ ميلاده... وعنوان بيته.. ولا يتذكر الا تاريخ ذلك اليوم «السعيد» الذي تزوج فيه هذه التي وقفت وراءه... وظلت واقفة تدفعه.. وتدفعه.. وتدفعه... حتى وصل الى حافة الصبر والاحتمال... وسقط..!!
صحيفة (البيان الإماراتية)
- آخر تحديث :
التعليقات