عبد العزيز الصويغ
من الظلم لكاتب أن نُحاول تقديم كتابه في مقال سريع, وكتاب الصديق الدكتور عبدالواحد الحميد المعنون: (السعودة.. أو الطوفان) الصادر عن سلسلة (كتاب الرياض) هو مثال بارز لما نقول. فالكتاب يتناول قضية حيوية وهي قضية (السعودة) التي تُمثّل خياراً استراتيجياً, كان اختيار رجل في قامة وكفاءة معالي الدكتور غازي القصيبي وزيراً للعمل مؤشراً قوياً على أهميتها وما توليه الدولة تجاهها من عناية.
* * *
نظلم الدكتور عبدالواحد الحميد إذن إذا حاولنا عرض أو تلخيص كتابه عن السعودة, فهو كتاب, كما قال عنه معالي الدكتور غازي القصيبي في تقديمه له: (... بالغ الأهمية يجب أن يقرأه كل مواطن حريص على مستقبل هذا الوطن. أما المعنيون بشؤون العمل فيجب أن يقرأوه أكثر من مرة كما فعل كاتب هذه السطور). لذا أضم صوتي لرأي الدكتور القصيبي في أن يقرأه كل مهتم بشؤون العمل, وعلى وجه الخصوص رجال الصحافة والإعلام, وعلى وجه التحديد أولئك الذين يتناولون قضية البطالة والسعودة. فهو كتاب يُثقفهم عن قضية السعودة وأبعادها والمجهودات التي تبذلها وزارة العمل للقضاء على البطالة في البلاد.
* * *
إن مشكلة البطالة تُمثّل تحدياً خطيراً لا يمكن التعامل معه بالمهدئات والمسكنات, كما أكد وزير العمل, بل تحتاج إلى قرارات حاسمة, وقد تكون أليمة في بعض الأحوال. ومثل هذه القرارات تحتاج إلى رجال يؤمنون بالهدف البعيد من ورائها, ويعملون على وضعها موضع التنفيذ. والدكتور عبدالواحد الحميد هو أحد الكفاءات التي سخّرت جهودها وطاقتها.. وعقلها لتحقيق هذه الأهداف. غير أن (العقل) وحده لا يكفي.. بل هناك حاجة إلى (العضلات). ولاشك أن الأنظمة والإجراءات التنفيذية هي الذراع التي ستضع تلك الأهداف موضع التنفيذ. ونتمنى لوزارة العمل ورجالاتها التوفيق والنجاح في هذه المهمة الوطنية السامية.
** نافذة صغيرة:
(أنتم إلى أمير فعَّال أحوج منكم إلى أمير قوَّال).
عثمان بن عفان

عبدالعزيز الصويغ صحيفة (عكاظ السعودية)