سالم الجهوري
المشاهد لفيلم فهرنهايت 11/9 لمخرجه الجرئ مايكل مور يستخلص الكثير من العبر وتتضح امامه الصور الضبابية التي تعرضت للزيف والتضليل منذ أحداث 11 سبتمبر بضرب البرجين في مدينة الازدحام "نيويورك" عام 2001م.
استطاع مايكل مور ان يجمع معظم الخيوط لكل ما يدور الآن وكيف تصرفت وتحمست الادارة الامريكية بعد هذه الضربة ولا زالت. النظريات التي خرج بها كبار المستشارين حول اهمية التغيير في الشرق الاوسط ومطاردة الارهاب وفلوله والقضاء عليه والتي انتهت الى حظيرة اسقاط بغداد في 2003م..
الفيلم الوثائقي الذي لاقى اقبالا في دور السينما في انحاء العالم والذي استطاع مور ان يربط فيه الاحداث بحرفنة ومهنية عالية داعما عمله بالحقائق التي لا تخطئها العين والتقط خلاله اطراف عدد من الخيوط التي شكلت الصورة النهائية التي كادت ان تتوارى في دهاليز النسيان وان تطمس حقائقها، وان تخفى عن الانظار لانها تضع اليد على الجرح.
استطاع الفيلم ان يوضح جوانب عدة من القرارات التي اتخذت بشأن الارهاب والحرب على العراق وفي العلاقات مع المجتمع الدولي والقائمة تطول في هذا الجانب. وابرز الحقائق التي يقف عندها المشاهد ذلك الذي يقف فيه المخرج مايكل مور امام مبنى الكونجرس يلتقي بالداخل والخارج من اعضائه وفي يده مجموعة من الاوراق.
المشهد: يعرف مور بنفسه لاحد الاعضاء ، ردة الفعل من جانب العضو الترحيب والاعجاب بأعمال المخرج ثم يبادر مور بسؤاله بان لديه استفتاء حول طلب انضمام ابن او ابناء العضو للتجنيد والخدمة في العراق.
تخيل ردة الفعل من جانب الذين تم طرح ذلك عليهم بعضهم هرب دون كلمة وآخرين اسرعوا يحثون الخطى للدخول الى المبنى وفئة منهم قابلوا ذلك بالرفض ، ردة فعل تلقائية .
خلاصة ما اراده مور ان يوصله للعالم ان اي من الذين يتخذون مثل تلك القرارات لقتل الابرياء من الشعب العراقي او المجندين في قوات الاحتلال لا يوافقون على ارسال ابنائهم لمحارق الحروب وان الحرية والديمقراطية التي استندوا عليها في حماسهم للحرب ما هي الا زيفا عندما تصل الامور لامكانية فقدان احد من ابنائهم. الفكرة بسيطة جدا لمايكل مور ترجمها واوصلها عبر فيلمه الذي شمل على عرض وثائق سرية ولقاءات نادرة مع جنود الحرب ومع مسؤولين غيروا اراءهم حسب الوضع الميداني "مرات .. ومرات" لكل هذه العناصر لقي الفيلم نجاحا كبيرا وقبولا اكبر من الذين تعرضوا للاذى بسبب غياب العدالة التي ربما لن تشرق شمسها ابدا
سالم الجهوري صحيفة(عمان العمانية)
- آخر تحديث :
التعليقات