واشنطن من توماس ريكس: يركز التقرير الاخير لوزارة الدفاع الاميركية حول فضيحة اساءة معاملة المعتقلين العراقيين على الدور الذي لعبته في هذه الفضيحة الاستخبارات العسكرية التي تعد الجهة العسكرية التي تواجه التحديات الأكبر من جانب المتمردين في العراق.
والاستخبارات العسكرية كقسم تابع للجيش لا تتنقل بين العواصم الأجنبية ولا تدير ما يشبه الاعمال السينمائية من نمط عمليات التجسس التي تقوم بها وكالة المخابرات المركزية (سي آي ايه)، فمهمتها هي الأقل اثارة ولكنها الأكثر مشقة في تقييم قدرات ونوايا العدو. وفي حرب تقليدية يعني ذلك حساب الدبابات والفرق ومعرفة كيفية استخدامها من الناحية التكتيكية وربما تقدير ما يمكن أن تقوم به في المرة المقبلة.
ولكن في حرب عصابات من النمط الذي يخوضه الجيش الأميركي في العراق تعتبر المهمة أكثر مشقة. فالعدو أكثر قابلية على المراوغة وأعداده لا تهم كثيرا كما في الحرب التقليدية على الرغم من أن تكتيكات الخصم وأسلحته تبقى مجالا هاما لدراسته خصوصا عندما يواصل المتمردون السعي لاكتشاف نقاط الضعف العسكرية للولايات المتحدة. وفي العراق، على سبيل المثال، انتقل العدو من الهجمات المباشرة في ربيع 2003 الى هجمات أقل مباشرة ولكنها أساليب أكثر تأثيرا مثل تفجير العبوات الناسفة على جوانب الطرق.
وعلى الرغم من أن القوات التي تدعم رجل الدين الشيعي المتمرد مقتدى الصدر منظورة الى حد معين، وفقا لما قاله اندرو باسيفيتش الكولونيل المتقاعد الذي يقوم بتدريس العلاقات الدولية في جامعة بوسطن، فان ما هو معروف عن حجم وتنظيم وأصول المقاتلين في الجزء السني من البلاد اقل من ذلك بكثير، وقال «نحن في الواقع لا نعرف من هو العدو في التمرد غير الشيعي، أو ما هو هدفهم الحقيقي غير ارغام الأميركيين على الرحيل».
والحقيقة ان تلك الحاجة الماسة للمزيد من المعرفة حول التمرد هي التي ادت بالجنرال ريكاردو سانشيز، قائد القوات البرية الأميركية في العراق عندئذ، الى دفع ضباط الاستخبارات في الصيف الماضي باتجاه جعل تحقيقاتهم مع المعتقلين من المتمردين مثمرة بصورة أكبر. وجرى معظم ذلك العمل داخل سجن أبو غريب حيث ارتفع عدد المعتقلين فجأة. وكانت فرق المحققين والمترجمين العاملين في اطار كتيبة الاستخبارات العسكرية 205 مسؤولة عن انتزاع المعلومات من أولئك السجناء ليستخدمها القادة في ميادين المعارك لمقاومة الهجمات وانقاذ حياة أفراد القوات الأميركية.
وقال الجنرال بول كيرن الذي أشرف على التقرير الذي نشر أول من أمس ان سانشيز «واجه ضرورة الحصول على المعلومات لكي يستطيع اتخاذ قرار بشأن سبب حدوث الهجمات ومكان ظهورها في المرات التالية وما الذي بوسعه عمله بشأنها. وقد مارس ضغطا كبيرا على أفراده للحصول على تلك المعلومات».