حسب النائب الايراني جعفر زادة‚ فان البرلمان سيبحث هذا الاسبوع احقية ايران في مملكة البحرين وجزء من دولة الامارات العربية المتحدة‚ والعمل على اعادة ضمها الى الاراضي الايرانية باعتبار انها كانت جزءا منها !!

و لا بد لأي مراقب عاقل ان يأخذ الامر على محمل النكتة الثقيلة‚ اما اذا كانت تحمل بعض الجد فهي مثيرة للاستغراب ان لم يكن للاستنكار ‚‚ فاذا كانت الديمقراطية تسمح لاي كان في اي مكان ان يعبر عن رأيه بكل حرية‚ وخصوصا في المجالس التشريعية التي يفترض ان تعكس اراء ومطالب الجمهور‚ فان للديمقراطية وللحرية احكاما وضوابط لا يجوز معها اللغو بكلام يسيء لمصالح البلاد ولاوضاع بلاد اخرى ذات سيادة كاملة ومتمتعة بعضوية الامم المتحدة وباعتراف المجموعة الدولية‚

فليس من مصلحة ايران اليوم ولا غدا ان تثار مثل هذه القضايا الحساسة جدا في هياكل رسمية تنطق باسم الشعب‚ لان اثارتها تتعدى مسالة ارضاء النزعة الشوفينية لدى البعض الى الحاق الضرر المعنوي بالآخرين من الجيران ‚‚ كما ان مثل هذه المهاترات تضرب في العمق جهودا ايرانية لتصفية العلاقات مع دول الجوار‚ ذات الجهود التي لا تزال محل مراقبة وتحت الاختبار‚

كما ان الناظر الى الاسباب الكامنة وراء اثارة هذه النعرة لدى بعض النواب الايرانيين لا يجدها معقولة ولا مستندة على منطق سليم‚ اذ ان مجرد مطالبة بيان القمة الخليجية الاخيرة بايجاد حل سلمي لقضية الجزر المتنازع عليها بين ايران وبين دولة الامارات لا يستدعي حتما رد فعل من العيار الثقيل الذي نطق به بعض النواب الايرانيين ‚‚ وقد كان اولى بهؤلاء ان يعطوا تلك النداءات السلمية التقدير الذي تستحقه وان يبحثوا مع حكومتهم السبل المثلى لحل النزاع بالاسلوب الذي درج المجتمع الدولي على اتباعه في حل النزاعات الحدودية ‚‚ وقد درجت دول مجلس التعاون الخليجي على الدعوة للاحتكام الى المجالس القضائية الدولية ذات الاختصاص‚ بل ان بعضها ذهبت الى تلك الهيئات اختياريا ورضيت باحكامها‚ مما يشكل نموذجا يحسن بايران الحذو حذوه بدل تخزين كم اضافي من المشاكل التي لا تنقصها اصلا !