ألاحظ أننا نقلل من ردود الفعل ازاء ما يحدث لأبنائنا في البلاد العربية. حتي ولو كان حادث سير لا ذنب لأحد فيه.. يتصور البعض أن الدفاع عن حقوق العاملين المصريين في الخارج بنصرتهم اذا كانوا مظلومين. وحمايتهم من أنفسهم إذا كانوا مخطئين. قد يسئ إلي العلاقات بين الأشقاء.. ويري قليلون انهم يستاهلوا بمعني لماذا ذهبوا. أو بمنطق انهم اختاروا مرتبات عالية وعليهم أن يتحملوا سلبياتها.. أيا كانت الأسباب. فان ردود الفعل تأتي باردة أو هادئة أو نائمة وهو ما يشكو منه المصريون في الخارج. وربما يبالغون ولعل الدبلوماسيين والإداريين المصريين في سفاراتنا وقنصلياتنا لديهم أعذارهم. ولو أن منهم من يبذل جهدا مشكورا متحمسا. ومنهم من لا يهتم إلا بذوي الحيثية أو بالحديث عنه في الصحف.. ولانها قضايا متشعبة ومشاكل لا نستطيع ادراك أبعادها فإن التعميم لا يجوز ولابد من الاستماع لكل أطرافها. هذا إذا صدقوا أو كانت رؤيتهم عادلة لا تنبع فقط من مصالحهم الضيقة.. حتي كان حادث سقوط سقف مسجد تحت البناء في الكويت وما نتج عنه من مقتل واصابة عدد من عمال البناء المصريين. وهو قضاء وقدر حتي ولو كان بسبب اهمال أو غش.. لاحظت أيضا أن موت وعجز العمال المصريين لم يحظ بالاهتمام الكافي وكأننا يجب أن ننساه.. ثم توالت الكوارث ما بين مزمنة لا تتوقف في فلسطين والعراق وفتن لا تهدأ في دارفور وما لا نعرف من بلدان وزلزال لم نشهد له مثيلا ولا نعرف عدد ضحاياه. فنسينا في هذا الزحام. بدون زحام ما فعله نائب كويتي أو علي الأصح ما قاله في مجلس الأمة مطالبا الحكومة الكويتية بتحمل جميع تكاليف علاج المصريين المصابين وتعويضهم عما أصابهم من أضرار في مصدر رزقهم وما لحق بهم من عجز كلي أو جزئي واصابات بالغة أو بسيطة.. ومثلما نسينا أو تناسينا الحادث مرت كلمة النائب الكويتي "مسلم البراك" مرور الكرام. وكان يجب أن نحتفي بها حتي ولو لم يتم تنفيذ ما جاء بها. لانها تعبير عن الاهتمام والمشاركة وتوفر البعد الانساني في العلاقة بين الاخوة والاشقاء سواء كانوا من العمال أو أصحاب الكفالة.. وبالمناسبة فإن مجلس الأمة الكويتي يؤدي دوره بشجاعة. وان حاول بعض الأعضاء استعراض العضلات والمبالغة في المعارضة والاسراف في طلب سحب الثقة من الوزراء. ويبدو أنهم متخصصون في "محمد أبو الحسن" وزير الاعلام.. و"مسلم البراك" واحد من المتميزين في المجلس الكويتي.