إسلام أباد من سامر علاوي: أكد المتحدث باسم حركة “طالبان” في افغانستان أن قوات الحركة تسيطر على عدد لم يحدده من المديريات في شرق وجنوب شرق أفغانستان. وقال انها تنتشر في معظم الاراضي الافغانية. وقال محمد ياسر الذي عين مسؤولاً إعلامياً ل”طالبان” في افغانستان في أول تصريحات يدلى بها إن قوات “طالبان”، ومعها الشعب الافغاني ستواصل “مقاومة الاحتلال الامريكي حتى خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان”. ووصف البقاع التي تسيطر عليها “طالبان” بأنها “مناطق مفتوحة لا يدخلها أي مسؤول يعلن أنه تابع لحكومة “الرئيس حامد” قرضاي، أو على صلة بها. ورفض رفضاً باتاً مبدأ التفاوض مع القوات الامريكية أو مع حكومة كابول التي وصفها بالعمالة.
ونفى علمه بمكان زعيم تنظيم “القاعدة” اسامة بن لادن. لكنه أكد أن الملا محمد عمر زعيم “طالبان” موجود داخل الاراضي الافغانية، وقال إنه يقود العمليات العسكرية. وأضاف أن “طالبان” غير نادمة على عدم تسليم ابن لادن للولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر/ايلول على الرغم من خسارة “طالبان” سلطتها. وقال “الأمر بالنسبة إلينا مجرد حكم اسلامي بسيط، أخذنا به ودفعنا ثمنه. فكيف نندم على تطبيق حكم من احكام الله ولو بذهاب الحكومة، فمائة حكومة أقل قيمة في مقابل تقديم حكم الله. لسنا نادمين على ذلك وسندافع عن الشريعة الاسلامية وأحكامها”.
ووصف محمد ياسر الذي كان أحد قادة “المجاهدين” ضد القوات السوفييتية في الثمانينات الحكومة الأفغانية الحالية بأنها “مجموعة من الأفغان جمعتهم الولايات المتحدة من الغرب ليكونوا مترجمين ومنفذين لسياستها وإدارتها وفي خدمة الجيش الامريكي. وقال إنهم أكثر ضررا على افغانستان من الجيوش الامريكية. ووصف ادعاءات القوات الامريكية والحكومة الافغانية بإجراء اتصالات مع حركة “طالبان” بأنها “افتراء تسعى من خلاله حكومة قرضاي والقوات الامريكية الى إحداث خلل بين قيادة الحركة وقواعدها، وإحداث بلبلة في صفوف الحركة”.
لكن المسؤول “الطالباني” اعترف بأن حركته تعاني “ضعفاً شديداً” بالامكانات المادية والعسكرية، وحصاراً إعلامياً شديداً تحاول كسره”.
وقال ياسر إن الحرب الحالية في افغانستان هي “حرب لصد العدوان، لا فرق فيها بين الطالب والمجاهد”، في إشارة إلى الخلاف السابق بين أحزاب المجاهدين و”الطالبان”. وذكر أن “طالبان” والحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار على اتصال وتنسيق وتشاور لمواجهة القوات الامريكية، وأن قادة آخرين من أحزاب “المجاهدين” انضموا لحركة “طالبان”، مثل جلال الدين حقاني، ويونس خالص ونجله أنوار الحق، ومولوي محمد نبي محمدي زعيم “حركة الانقلاب الاسلامي” الذي توفي بعد الهجوم الامريكي على أفغانستان.
ونفى تلقي “طالبان” دعماً عسكرياً من أية جهة أو دولة، بما في ذلك باكستان.
وكانت حركة “طالبان” قد عينت محمد ياسر الذي ظهر صيته إبان الثمانينات مساعداً لعبد رب الرسول سياف زعيم الاتحاد الاسلامي في افغانستان رئيسا للجنتها الإعلامية والثقافية، وذلك بهدف كسر العزلة الاعلامية التي تعانيها والقيام بهجوم إعلامي مضاد للحملة الاعلامية الامريكية. ويساعد ياسر، عبداللطيف حكيمي الذي يعمل سراً متحدثاً إعلامياً ل”طالبان”.