خلال أسبوع واحد غضبت إيران على بلدين عربيين، وهددت بمقاطعة الألعاب الرياضية في الدوحة ، إذا استخدمت قطر كلمة «الخليج العربي»، وبمقاطعة مؤتمر جوار العراق ، بسبب تصريحات أردنية اعتبرتها إيران معادية.
قطر لم ترتكب جريمة باستخدام صفة العربي على الخليج، كما أن العرب لا يغضبون إذا سمت إيران الخليج بالفارسي ، فهو فعلا خليج عربي في إحدى ضفتيه ، وفارسي في الضفة الأخرى. وإذا كانت تسمية البحر تعني السيادة عليه، فهذه مشكلة كبيرة، فالهند ستطالب بنصف آسيا، لأن عددا كبيرا من الدول الآسيوية تقع على ضفاف المحيط الهندي، وسلطنة عمان واليمن ستطالبان بعدد كبير من الدول الواقعة على بحر عمان وخليج عدن ، مثل جيبوتي والصومال والحبشة ، وحتى باكستان وأجزاء من الهند، ولا نعتقد أن المسألة تستحق مؤتمرا صحافيا لوزير خارجية إيران ، لإثبات فارسية الخليج ، من خلال الخرائط . وكنا نعتقد أن إيران بعد كل هذه السنوات من التحول إلى دولة، وبعد كل تجاربها مع سياسة التوتر والحروب ، قد تعلمت شيئا، ولكن يبدو أن هذه العقلية الساذجة وغير العلمية تستخدم لإرضاء العامة على حساب جيران إيران وعلى حساب المجتمع الدولي.
مقاطعة دورة رياضية قد تكون أمرا عاديا، ولكن أن تقاطع إيران مؤتمر جوار العراق، فهذه كارثة ليس على الأردن الذي يستضيف المؤتمر، بل على إيران التي هي مطالبة بإثبات حسن نواياها في العراق ، عن طريق الالتزام بقرارات مؤتمرات الجوار العراقي السابقة، وعن طريق مراقبة حدودها ومنع التدخلات الإيرانية المكشوفة في العراق. ولا يجوز أن تقاطع إيران المؤتمر وتبدو كدولة لا تريد أن تلتزم بالانضباط تجاه العراق، بسبب تصريحات مسؤولين أردنيين بأن إيران تتدخل في الشأن العراقي الداخلي. وحريٌ بإيران في هذه الحالة أن تقاطع العراق نفسه الذي صرح رئيس وزرائه ووزير دفاعه، أكثر من مرة ، بأن إيران تتدخل بشكل مباشر في الشأن العراقي.
إيران الغاضبة المنفعلة تؤذي نفسها. فهناك مشكلة إيرانية مع أميركا وأوروبا ووكالة الطاقة الذرية ، وإذا خسرت إيران جيرانها فكيف ستتصرف في عالم أصبح الجميع فيه بحاجة إلى الجميع.