الجميع يعرف بيوت بني ياس شرق 11والتي بنيت من مدة طويلة، أيام لم تكن هناك مواصفات أو مقاييس ومعايير للبناء، وفي فترة زمنية سريعة من أجل إيواء أكبر عدد ممكن من المواطنين، ومحاولة إسكانهم في مناطق مأهولة وجلبهم من البادية والمناطق النائية، وعملية التجنيس للأخوة العرب حين كانت الإمارات في حاجة للقوى والأيدي العاملة، هكذا كانت الظروف، وهكذا كان التعامل معها في حينها قبل أكثر من ربع قرن·
اليوم من يمر من هناك، ويرى تلك المنطقة، وتلك الدور، سيعتقد أن هذه البقعة لا تمت للعاصمة بصلة، وهي في حقيقة الأمر لا تبعد عنها إلا 25 كيلو متراً، ويقطن هذه المنطقة أعداد كبيرة من المواطنين الذين ضاقت بهم بيوتهم القديمة والصغيرة نسبياً، وضاقت بهم المنطقة لعشوائية البناء، وازدحامها بالساكنين بطريقة مذهلة·
وهناك أسرة واحدة سنأخذها مثالاً على الأهالي الساكنين في بني ياس شرق 11 والتي مضى عليها في هذا البيت المتهالك والضيق سنون طويلة، فهو على صغره يضم زوجاً وأربع زوجات وعشرات الأولاد، خمسة من هؤلاء الأولاد متزوجون، ولديهم ذريّة بدأت هي الأخرى تنمو وتشبّ، وغداً ستكبر الدائرة وتضيق المساحة، خاصة وأنهم من الفئة البسيطة والعادية التي تحاول أن يمضي يومها وشهرها وسنتها دون أن يطرأ حدث، أو تحدث مفاجأة، ولا يتمنون غير الستر، والستر فقط، وأن يحظوا بالسكن المناسب الذي إن ناموا تحت سقفه أمنوا في نومهم، ولا يخشون تصدعه أو تزلزله أو أن يهوي عليهم من عل·
لقد حاولت هذه الأسرة الكبيرة العدد والقليلة الموارد والتي يعرف الله بحالها مع هذا البيت في التوسعة حين كان قابلاً للتوسعة، وحاولوا في الصيانة حين كان البيت قابلاً للصيانة، وحاولوا في تقديم الطلب إثر الطلب حين كانت تنفع الطلبات، وحاولوا الصبر والتمني حين كان ينفع الصبر أو قد يجدي التمني، لكن اليوم البيت أصبح عرضة لهبوط السقف المفاجئ، وعرضة أن يستشعر ولو هفّة خفيفة من بعيد فقط، من هزات تسونامي ليصبح قاعاً صفصفاً، وأصبح خطراً على الجميع بحيث يتمنون السكن ولو في خيمة بدلاً من أن يصبح بيتهم القديم والضيق بهم وعليهم مشروع منزل آيلاً للسقوط على رؤوس أصحابه·· اللهم قد بلّغت·· فأعن·· وعاون··