ريم الميع: زيارة «ابن العم لأبناء عمومته»، على ما وصفها وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، شارك خلالها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الكويت لا «العيش والملح» فقط على مأدبة غداء سمو الامير الشيخ جابر الاحمد في دسمان بل اراء متطابقة حول «البيت الخليجي» و«جيرانه» خلال ساعتين امضاهما في الكويت امس بين وصول طائرته وإقلاعها,
وفي تفاصيل الزيارة «العائلية» الظاهر «السياسية» المدلول، اصطحب العاهل البحريني معه ابناءه واحفاده وقريبين من عائلته،(وهو الوفد نفسه الذي رافقه الى الدمام وقد يرافقه بعد غد الى الدوحة لحضور حفل زفاف ولي عهد قطر)، في لفتة اراد ان يقول من خلالها ان صلات القربى والنسب التي تجمع ابناء مجلس التعاون كفيلة بتجاوز أي بوادر توتر سياسي ان حصل كونها اقوى منه.
وإذ قالت مصادر مواكبة للمحادثات، ان الملك ابلغ الكويت ان صفحة الخلاف مع الرياض «طويت بالكامل» مستخدمة تعبير «طاح الحطب» تماما بين البلدين بعد الزيارة الاخيرة التي زار خلالها العاهل البحريني الدمام والتقى ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز بعد غيابه عن قمة زايد.
وكشفت المصادر ان «اتفاقا حصل بين البلدين على تحصيل الرياض رسوما جمركية على البضائع الاميركية لدى تطبيق اتفاقية المنطقة التجارية الحرة بين المنامة وواشنطن كحق واجب للسعودية التي اعطت البحرين الكثير، وافضالها علينا اكثر من اي رسوم، في سبيل حماية منتجاتها الوطنية من جهة وللحفاظ على جدية ومصداقية قرارات مجلس التعاون الاقتصادية ومسيرة التكامل الاقتصادي والوحدة النقدية من جهة اخرى، خصوصا ان تطبيق الاتفاقية سيسبق اي اجراء تتخذه اللجان الوزارية المختصة حيالها.
ويأتي الاتفاق السعودي- البحريني الذي وضعت الكويت في صورته امس على خلفية دراسة اعدتها الامانة العامة لمجلس التعاون تفيد ان «الاتفاقات الثنائية بين دول المجلس والولايات المتحدة حول مناطق التجارة الحرة والمتضمنة اعفاء جمركيا تمثل مخالفة صريحة للقانون المصدق عليه من اطراف دول المجلس وتنعكس سلبا على خطوات التكامل الاقتصادي للمنطقة».
وعلقت مصادر سعودية على الدراسة «نتفهم ان البحرين وقعت الاتفاقية في مايو والدراسة صدرت في اكتوبر اي بعدها بخمسة اشهر، ونقدر تعاون البحرين بإصلاح الخلل ولو بدفع رسوم جمركية لكن ماذا عن باقي الدول الخليجية التي تواصل مفاوضاتها لتسير النهج نفسه بعد ان عرفت انه خطأ؟».
ومعروف ان عمان والامارات وقطر والكويت تواصل مفاوضاتها واضافت «اتضح انه لم يعد في الامكان السير في الاتحاد الجمركي في ظل هذه الاتفاقات، ونريدهم ان يختاروا صراحة اما التراجع عن هذه الاتفاقات والتمسك بالاتحاد الجمركي او التمسك بالاتفاقات والتراجع عن الاتحاد الجمركي».
وعلى صعيد متصل، نقلت المصادر نفسها عن المحادثات الكويتية-البحرينية عن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة الذي سيشارك في اجتماع الجوار الذي سيعقد غدا في عمان ضمن الترويكا العربية التي تتضمن الى جانب البحرين وزراء خارجية تونس والجزائر قوله تعليقا على تدخل ايران في الانتخابات العراقية ان طهران «تعهدت لنا في اجتماعات شرم الشيخ عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية ونحن نصدقها لكننا لا نحدد التزامها من عدمه فالعراقيون انفسهم من يقرر التزامها من عدمه ونحن نصدقهم».