دمشق من ابراهيم عوض: ابلغ مصدر سوري مطلع «الشرق الاوسط» ان دمشق قامت اخيراً باعادة نظر شاملة في طريقة التعاطي مع الشؤون الداخلية اللبنانية بعد ارتفاع اصوات المعارضة المطالبة بتصحيح الخلل في العلاقات بين لبنان وسورية، وذهاب البعض الى حد تسمية «المخابرات السورية» واتهامها بالضلوع في هذا التدخل، كما فعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
وكشف المصدر ان تعليمات صريحة صدرت وتقضي بتجنب الدخول في التفاصيل اللبنانية ومحاذرة التدخل في مسائل سياسية تعني الساحة الداخلية اللبنانية او الاستجابة لمطالب شخصية، لافتاً في الوقت نفسه الى ان العديد من التدخلات التي كان يقوم بها الجانب السوري انما كانت تتم نتيجة مناشدة هذا المسؤول اللبناني او ذاك، او بناء على مطالبة طرف سياسي او آخر.
وفيما رفض المصدر الرد بصورة مباشرة على سؤال حول نظرته الى ما يتردد عن وجود اتجاه لدى رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري للالتحاق بالمعارضة، ومواقف جنبلاط التصعيدية من رئيس الجمهورية اميل لحود وحملته المستمرة على عنجر (مركز رئاسة جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان)، قال: «ان الرئيس الحريري، على ما يبدو، يريد التحرك باستقلالية وهذا شأنه. اما جنبلاط فلن ندخل في سجال معه. وقد بدا ذلك واضحاً خلال لقاء الرئيس بشار الاسد وفد الحزب الشيوعي اللبناني الاسبوع الماضي، الذي استفسر منه عن موقف سورية من الزعيم الدرزي فكان الرد: اننا نرفض تخوين جنبلاط وربما للاخير حساباته ومصالحه. وقد نتفق او نختلف معه. وفي كل الحالات يجب ان تأخذ الامور حجمها الطبيعي لان التوتر لا يفيد».
من هنا، يرى المصدر السوري المطلع ان دمشق ستدع اللعبة السياسية في لبنان تأخذ مداها خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، حيث لكل مرشح مصالحه وتحالفاته، مشيراً الى ان نتائج هذه الانتخابات ستكون الرد القاطع على الصخب السياسي الدائر في لبنان حالياً.
وحول الرسالتين الموجهتين الى الرئيس الاسد وقادة الرأي في لبنان وسورية من رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني ورئيس الحكومة السابق سليم الحص، حيث ناشد الاول سورية المساعدة على اقرار قانون انتخاب عادل، وطالب الثاني باعادة انتشار القوات السورية في لبنان وفقاً لاتفاق الطائف، رد مصدر سوري مسؤول بأن الرئيس الاسد «قرأ باهتمام الرسالتين ولمس فيهما حرصاً مشتركاً على متابعة مسيرة الوفاق الوطني في لبنان وعلى استمرار افضل العلاقات بين الدولتين الشقيقتين «اوضح المصدر السوري المطلع ان الرئيس الاسد أجاب على الرسالتين بايجابية من منطلق تقديره للرئيسين الحسيني والحص، نافياً ان تكون لهذا الرد ابعاد اخرى كما اوحى بذلك بعض المواقف والتعليقات التي صدرت في بيروت. واذ ثمَّن المصدر موقف رئيس مجلس الوزراء عمر كرامي الاخير حول الوجود السوري في لبنان وقوله ان «الموضوع حساس جداً ويتعلق بالتوقيت، ومطالبته السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية، قال ان الحديث عن لبنان خلال لقاء الرئيس السوري لمساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج لم يستغرق سوى دقيقة واحدة تطرق خلالها الاخير الى القرار 1559 وضرورة تطبيقه، الامر الذي لم يستدع رداً من الاسد كون الطرح جاء سريعاً ولم يكن بصيغة الحوار.