عمان من بسام البدارين: يستعد رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز لزيارة عدة دول خليجية قريبا، كما يفكر بزيارة كل من مصر وتركيا لأهداف محددة لها علاقة بالحملة الأردنية المستمرة سياسيا ودبلوماسيا تحت عنوان التصدي للنفوذ الايراني المتوقع في العراق، وتحت عنوان اضافي يتعلق بتتبع آخر أخبار المساعدات النفطية الخليجية للمملكة.
ولان بلاده بصدد استضافة اجتماع دول جوار العراق اليوم الخميس، يفضل الفايز عدم الادلاء بتعليقات او تصريحات يمكن استغلالها خارج سياق البوصلة الأردنية التي حددت وبقوة هدفها كما يقول، وهو الدفاع عن الذات وعن العروبة وقرع جرس الإنذار بخصوص تزايد مؤشرات التدخل الاقليمي بملف الانتخابات العراقية.
وبالنسبة للفايز فقد اضطرت عمان للتحدث علنا بملف الانتخابات العراقية ولقرع جرس الإنذار ليس لانها تهوي ذلك او تستعرض قدراتها الخطابية او تتقصد التأزيم مع الجمهورية الايرانية او تقوم بمهمة ما كما يشيع البعض، بل لانها تنطلق من واجبها الأخلاقي في التحذير من أخطار تبدو وشيكة وقريبة ستهدد استقرار المنطقة برمتها وليس الأردن فقط، وهي أخطار لا تتعلق فقط بالتدخلات الجانبية بملف الانتخابات العراقية انما بوجود مؤشرات علي خطر يتهدد استقرار هذا البلد المهم.
وعمان هنا ـ يقول الفايز ـ لا تستشعر الخطر فقط انما تشتم رائحته ، مما دفعها للكلام وللقول بدلا من المهادنة علي حساب استقرار المنطقة كلها. وفي التفصيل يري بأن القصة الأردنية مع ملف العراق لا تبدأ ولا تنتهي بالفقرة المتعلقة بالشيعة وإيران، والهدف علي الاطلاق ليس ممارسة التمييز عبر الاسترسال في لعبة التحذير الخاصة بمستقبل العراق، إنما رؤية الواقع كما هو تماما والتخفيف من الإندفاع الإيراني قدر الإمكان.
وبالتالي ـ يشرح الفايز ـ لا يوجد للأردن والأردنيين مشكلة من أي نوع مع الشيعة لا كمواطنين لهم الحق في المشاركة في إدارة بلدهم والتطلع للمستقبل ولا كمجموعة دينية تتشيع في أدبياتها أصلا للهاشميين، لكن المشكلة مع محاولات سياسية وأمنية مقصودة تسعي للعب بورقة الشيعة علي حساب استقرار المنطقة والعراق وعلي حساب الحق والمنطق.
والفايز بطبيعة الحال يرحب بالمشاركة الإيرانية في اجتماع عمان لدول الجوار، ويأمل بان تسعي طهران من جانبها لإظهار حسن نواياها وتعمل مع المجموعة الدولية في إطار الثوابت التي تطمئن الدول العربية بدلا من الاستمرار في انتاج الارتياب، قائلا بان قلب عمان مفتوح لأي تفاهم او تحاور مع جميع الأطراف. كما ان عمان تعرف بأن للإيرانيين مصالح في المعادلة العراقية علي الآخرين احترامها، متمنيا ان تصاغ العلاقة العربية مع طهران علي أساس الاحترام والاحترام المتبادل والاقتراب أكثر من القضايا الجوهرية.
والفايز في حديثه مع القدس العربي خطط جيدا لتجاوز لحظة الاشتباك الدبلوماسي مع الإيرانيين، مشيرا الي انها لحظة غير مقصودة لذاتها من قبل عمان علي الأقل. وخطط أيضا لتجاوز لحظة الخلافات المفترضة مع السوريين علي أساس ان المرحلة صعبة والسيناريوهات كثيرة، مما يتطلب تركيزا علي القاسم المشترك وعلي العمل الجماعي في المستوي العربي والاقليمي، وعلي أساس ان لدمشق ايضا مخاوفها وهواجسها التي تتطلب كل تضامن وتفهم وتعاون من الثابت ان الأردن مستعد له دوما.
سألنا فيصل الفايز عن دوافع الاشتباك الأردني مع الملف الايراني بهذه الطريقة بدون نصير وظهير عربي؟ فقال:
أولا أنا أعترض علي مفردة إيران وما أقوله أننا مشتبكون فعلا مع خريطة الواقع العراقي ومعنيون بمعركة استقرار العراق ونهاية المآسي فيه وليس بالاشتباك مع الأخوان في إيران.. لدينا مخاوف قلناها علنا ونشتم الخطر الذي يحدق بالجميع اذا حصلت فوضي عارمة في العراق لا سمح الله علي خلفية الانتخابات التي قد تكون غير ممثلة لجميع أطياف الشعب العراقي. أما قصة الظهير العربي فتفتقر للدقة، فحركتنا أصلا في السياق العربي وتنطلق منه لكن لماذا نتكلم ولا يتكلم آخرون؟ او لا يتكلم الآخرون كما نتكلم؟ هذه الأسئلة لا توجه لنا.
لكن ما يبدو عليه الأمر ان الأردن تصدر الحملة في لعبة الشيعة والانتخابات؟
وما يبدو عليه الأمر بالمقابل ان الأردن طرف في الأقليم يتأثر ويتضرر ويستفيد مما يحصل وفيما يخصنا نقولها بصراحة، نستشعر خطرا كبيرا ونحذر منه، وأبلغنا الجميع بقلقنا من حيثيات التدخل في ملف الانتخابات العراقية واذا كانت الصحافة تشعر بأن الآخرين لا يتحدثون فسنحاول معالجة المسألة، علما بأننا لا نتحدث عن لعبة الشيعة انما عن لعبة استغلال تطلعاتهم.
كيف ستعالجون مسألة الصمت العربي؟
اولا الصمت العربي تعبيركم وليس تعبيرنا، أما نحن فنقول اننا نتواصل مع جميع أشقائنا في بحث هموم الملف العراقي وكل القضايا، وأنا شخصيا سأقوم قريبا بجولة لعدة بلدان عربية للتواصل في نفس الإطار.
هل يمكننا طرح سؤال افتراضي.. ما هي الأضرار المباشرة علي الأردن التي تتوقعونها في حالة قيام حكومة شيعية في بغداد؟
بصراحة وببساطة يمكن ان يحصل أي شيء ويمكن أن لا يحصل شيء، وواجبنا الاستعداد جيدا لكل الاحتمالات ورعاية مصالحنا.
ما هو قصدك بعبارة أي شيء؟ أو بمعني آخر ما هي الاحتمالات التي تستعدون لها؟
إغلاق الحدود مثلا ومحاولة التأثير علي وارداتنا للعراق وعلي مصالحنا الاقتصادية وكذلك محاولة العبث بالأمن والاستقرار في الأردن.. نحن ندرس كل الاحتمالات ونستعد لها.
اذا تفترضون مسبقا ان حكومة شيعية في بغداد ستناصبكم العداء؟
لا نتحرك في إطار افتراضات ولا نفترض ذلك، فكل الاحتمالات واردة، قد تفعل وقد لا تفعل، لكن نقول الآن بان النظام في العراق ينبغي ان لا يعكس لونا واحدا في المستقبل وان يلبي تطلعات جميع العراقيين، وان لا يستثني حصريا السنة والعرب واذا لم يحصل ذلك لكل حادث حديث.
هل تشرح لنا عبارة لكل حادث حديث ؟
باختصار سنكون منفتحين إزاء اي حكومة منتخبة في العراق حتي لو انتهت الانتخابات بحكومة شيعية.. سنعرض الصداقة ونتحدث عن مصالحنا ونبذل كل جهد ممكن للتآخي والتحاور والتفاهم علي امل الاستجابة. فاذا لم تناصبنا هذه الحكومة الخصام سنحترمها مقابل احترام مصالحنا وسنتعاون معها، أما اذا فعلت العكس فسنتصرف وفقا لمصالحنا ورؤيتنا ولثوابتنا. فهذا البلد قادر علي مواجهة اي تحديات.
اذا تشكلت حكومة معادية سياسيا وأمنيا للأردن في العراق، هل لديكم خطط طواريء؟
هذا السؤال من النمط الاستدلالي.. طبعا لدينا خطط لكل الطواريء بما فيها الطواريء الاقليمية.
ما هي هذه الخطط؟
مفصلة حسب الأولويات والتحديات وتأخذ بالاعتبار اي تطورات، وفي التفصيل.. لدينا خطط أمنية لاحتواء حالة فوضي متوقعة في العراق او لاحتواء اي محاولة للعبث في الأمن الأردني والأمن الحدودي والأمن الاقتصادي، ونضع خطة اعلامية عامة تخصنا بالتوافق مع جميع الأطراف.

حرب أهلية من الاحتمالات
نشتم من كلامكم إشارات علي احتمالات حصول حرب أهلية في العراق؟
كل الاحتمالات واردة ونحن حذرنا من البداية بان اي عملية سياسية او انتخابية في العراق لا تمثل الجميع وتقصي اي طرف علي حساب الطرف الآخر ستكون نتائجها سيئة للغاية علي امن واستقرار العراق والمنطقة برمتها. ولنتحدث هنا بصراحة ما الذي تفترضونه بالعراق السني عندما يتأكد بانه خارج اللعبة وبأنه وحده يتعرض للضغط دون غيره؟ وماذا نتوقع من العراقي الكردي عندما يفشل الوفاق الوطني سوي الانكفاء علي الذات؟
ألا يعرف الأمريكيون هذه المخاطر؟ ألم يسمعوا أصدقاءهم والأردن منهم؟
ما قلناه من تحذيرات قلناه للأمريكيين أيضا ولم نجامل علي حساب رؤيتنا للمشهد واستشعارنا للخطر اما السؤال حول معرفتهم من عدمها فبامكانكم توجيه السؤال لهم والأردن من البداية كان مع تأجيل الانتخابات العراقية.
تحدثتم للأمريكيين عن التأجيل ماذا كان موقفهم؟
في الواقع رفضوا مناقشة الفكرة من أساسها.
وفي الختام يكتفي الفايز بإشارات هنا وهناك توضح طبيعة الهواجس التي تحرك الخطاب الأردني، فوجود حكومة شيعية متأثرة بالطموحات الاقليمية الايرانية سيستدعي برأيه ذكريات تاريخية مؤلمة تحكم اللحظة الراهنة، وسبق للمنطقة وللشعوب العربية ان تجاوزتها، وسيتسبب بردة فعل سنية غاضبة لا أحد يضمن مداها وقد ينتج عنها ما لا تحمد عقباه من غياب للاستقرار وبوادر لمواجهات اهلية. وبنفس المنطق يلمح الفايز الي ان نتائج سيئة من الطراز المشار اليه قد تدفع الأكراد في شمال العراق للإنكفاء علي ذاتهم وإعلان دولتهم الجاهزة مؤسساتيا تقريبا، مما سيخلق وضعا إقليميا معقدا للغاية ولا يمكن معالجته، سيمتد لسورية وإيران وتركيا وسيغرق الجميع.
ولا ينسي الوزير التذكير بأن العزف علي وتر الحكومة الشيعية الدينية في العراق قد يخلق إرباكات ومشاكل وتعقيدات في عدة دول عربية وتحديدا في الخليج خصوصا في ظل غياب ضمانات ثقة تضع حدودا للعبة الطموح الفارسي بدليل ان الايرانيين وجدوا صعوبة في هضم اسم الخليج العربي خلال دورة رياضية، كما ان احدا لن يكون بعيدا عن الخطر اذا انفلت عقال الصراع في العراق وخلقت مشاكل جديدة تقود للغرق في المزيد من الفوضي بما في ذلك المغرب العربي ايضا.
ومن هنا يختصر الفايز قائلا: نحن في الأردن لم نتحرك من الفراغ اننا نستشعر خطورة الأوضاع الحالية وأملنا ان تفهم بقية الأطراف الاقليمية بأن الجميع يتضرر في حالة استمرار غياب الثقة واستغلال المشاعر الدينية والعزف علي وتر العقد التاريخية.
بعض الآراء أشارت الي أن اسرائيل ايضا تشكل خطرا علي المنطقة وعلي الدول العربية بينما تحذرون فقط من الخطر الفارسي؟
وجود خطر من اسرائيل مبدئيا لا يعني السكوت عن أي أخطار أخري وعلينا ان نكون واضحين هنا. بالنسبة لنا في الأردن لدينا اتفاق سلام مع اسرائيل شهد عليه العالم ووقعناه بعد ان وقع غيرنا وتحديدا الفلسطينيين وبالتالي هناك ضوابط قانونية ودولية للعلاقة مع اسرائيل ومصالحنا الأردنية من الأرض والمياه حصلنا عليها بموجب الاتفاق السلمي وعندما نشير لأخطار أخري اقليمية نتحدث عن محاولات التأثير الواضحة في الانتخابات العراقية ونعتبر خطرها يمس الجميع.

الملفات الداخلية
في الملفات الداخلية المطروحة والساخنة يتحدث الفايز بالتفاصيل ويؤكد بان البحث جار ومعمق حول الأولويات في سياق ملف التنمية السياسية الذي لم تتراجع عنه حكومته مشيرا الي ان تكليف مدير المخابرات العامة ملكيا بوضع خطة موازية للتنمية السياسية لا ينتقص من جهد الحكومة وعملها انما يكمل هذه الجهود ويؤشر علي الجدية في خياراتنا الاصلاحية والديمقراطية.
ويري الفايز بان الموضوع المبحوث حاليا هو قانون الانتخاب حيث ستعمل الحكومة علي تعديله في وقت قريب بعد التحاور العام بشأنه مع الأطياف السياسية المحلية وسيليه قانون الأحزاب السياسية حيث تدرس أفكار من طراز زيادة عدد المؤسسين والتثبت من الأجندات الوطنية للأحزاب مع وجود نافذة لتقديم دعم مالي للتجارب الحزبية المستحقة والناتجة.
ويعتبر الفايز ان الحديث عن تغيير حكومي وشيك في الربيع المقبل او عن حكومة برلمانية حديث اعتيادي في اوساط النخبة الأردنية مؤكدا بانه شخصيا لا يتمسك علي الاطلاق بالكرسي ويكفيه انه عمل بجانب الملك لسبع سنوات تم تشريفه فيها مشيرا الي انه سيمتثل شاكرا لأي توجيه ملكي وسيقوم بأي دور يؤمر به وسيبقي ممتنا دائما للفرصة والثقة الملكية فيه معتبرا انه يمارس عمله بدون الانتباه للشائعات والتحرشات والأقاويل.
ويرد الفايز علي الانتقادات التي وجهت له بخصوص عودته للمعيار الجغرافي في التعديل الوزاري الأخير بالاشارة الي ان احدا لا يستطيع ان يزعم بان هذا المعيار غائب عن الأردنيين فالرأي العام المحلي لا زال يهتم بقصة الجغرافيا واسقاطها من حسابات التعيينات العليا في ظل الوضع الحالي مسألة غير ممكنة ولا عملية، لكنه اختار في التعديل الوزاري الأخير وزراء أكفياء جدا يأمل ان يحاسبوا علي أدائهم وليس علي شخصياتهم او أصولهم ومنابتهم معترفا بان تقسيمة الجغرافيا روعيت فعلا ليس لانه كرئيس يؤمن بذلك ولكن لان المجتمع الأردني يطلب ذلك. ونفي الفايز ما تردد عن انه لم يشاور احدا في وجبة التعيينات العليا الأخيرة التي اثارت الكثير من الجدل حيث قيل انه تصرف منفردا في هذه التعيينات وقال ان هذا الكلام غيرصحيح لان التعيينات العليا جميعها تمت بتنسيب الوزراء المعنيين مؤكدا بانه لا يعرف شخصيا الكثير من اصحاب هذه التعيينات ولا يرتبطون به بصلة قرابة انما جاء تعيينهم محصلة لتوجهات وتنسيبات وزرائهم الا ان مجلس الوزراء وللتخلص من كلفة الجدل بخصوص التعيينات قرر مؤخرا تشكيل لجنة ستضع أسسا لاختيار المسؤولين في المواقع والمؤسسات بعيدا عن الفردية.

عشيرة الرئيس منزعجة
وشدد الفايز متحديا علي انه لم يعين شخصا واحدا من أفراد عشيرته بني صخر الذين يتزعمهم في اي موقع حكومي طوال رئاسته. وقال انه يتعرض للانتقاد بسبب ذلك من أبناء عشيرته الذين حفظت لهم الحكومات السابقة حصتهم والذين يوجد بينهم الكثير من الكفاءات.
وقال ان التعيين في الأردن علي سبيل الكفاءة فقط صعب جدا بسبب وجود توازنات اجتماعية وجغرافية مطلوبة، فيما تتجنب الحكومة الاعتماد فقط علي معيار الجغرافيا بالتعيينات بينما تختارالكفاءات من الاطر الجغرافية المتوازنة. كما نفي انفراده بقرار تعيين سبعة رؤساء جامعات دفعة واحدة في قرار شهير للحكومة، قائلا ان رؤساء الجامعات عينوا بتوصيات وتنسيبات من لجنة علماء أكاديمية خاصة شكلت لهذه الغاية وطلب منها وضع خيارات متعددة علي ان تراعي الحكومة لاحقا توازناتها.
وأشار الي ان بعض الوقائع تثبت بان الحكومة وجهات التعيين تظلم في الوجدان الجمعي احيانا ضاربا مثالا لتوضيح فكرته ففي حالة الاعلان عن وظيفة في وزارة الخارجية مثلا يتقدم الجميع بينما يجتاز الاختبارات المطلوبة من هم أكثر تعليما ومهارة وثقافة وتحديدا من هؤلاء الذين تلقوا تعليمهم بالخارج بصراحة، وغالبية هؤلاء في واقعهم ينتمون اما لعائلات بارزة او لعائلات صغيرة نخبوية وبالنتيجة لا احد يثق بان معايير العدالة تحققت هنا لكن بجميع الأحوال لا يوجد حكومة يمكن ان تدعي انها تستطيع تجاوز التوازنات الاجتماعية في التعيينات فهذا كلام فارغ ما دام مجتمعنا يفكر بنفس الطريقة التقليدية، وما نستطيع فعله بالخصوص هو التأسيس بهدوء لتطور في الفهم الاجتماعي للوظيفة لكن المجتمع الأردني بصراحة لا زال لا يقبل مثلا وجود تعيينات علي اسس الكفاءة فقط. وللتوضيح يضيف الفايز: لو صدرت أي تعيينات بدون مواطنين أردنيين من أصل فلسطيني لسمعنا أصواتا تقول بان الحكومة تقصي الفلسطينيين ولذلك راعينا هذه المسألة في تعيينات رؤساء الجامعات والحكام الاداريين ولو تبين ان من تمكن من اجتياز اختبارات التأهيل لعدد من الوظائف كلهم من الأخوة المسيحيين مثلا لما قبل المجتمع تعيينهم ولسمعنا انتقادات ولو تصادف غياب تمثيل أهل البادية او احدي المحافظات في اي وجبة تعيينات لصدرت البيانات ايضا ضد الحكومة... هذه حقائق مجتمعنا المتعدد وعلينا ان نعترف بان من يتلقي تعليمه في البادية مثلا لا يحصل علي نفس فرص التعليم لمن يسكن عمان ومن يدرس في المحافظات يتعلم الانكليزية في الصف الخامس الابتدائي فقط ولا يتعامل مع الكومبيوتر الا متأخرا بينما في مؤسسات القطاع الخاص او خارج البلاد يتعلم التلميذ الأردني الانكليزية والكومبيوتر من مرحلة ما قبل الصفوف الابتدائية فكيف يمكن معالجة هذه التشابكات؟ ما نفعله بسيط للغاية نختار الأكفأ من داخل حيز التوازنات الاجتماعية حتي يتغير ويتطور فهم مجتمعنا للقصة من أصلها ثم نعمل علي خط انتاج مواز يهتم به جلالة الملك شخصيا لتطوير التعليم في كل مكان داخل المملكة فقد أدخلنا الكومبيوتر للبادية وللمحافظات ولكل مكان ويوجد الان رياض أطفال وحدائق وتقنيات في كل مكان تعليمي علي امل ان نجتاز الفوارق.

الخلاف مع البرلمان
وطلب الفايز مجددا من الجميع عدم استعجال الحكومة في مسار الاصلاحات السياسية، مذكرا بان الحكومة بالكاد تجاوزت عامها الأول وقال انه ليس صحيحا ما يشير له بعض النواب من ان الحكومة لم تشركهم في حوار التنمية السياسية ولم ترسل لهم وثيقة التنمية الا للاطلاع فقط قائلا بان الحكومة ارسلت وثيقة التنمية السياسية لرئاسة مجلس النواب ولرؤساء الكتل وطلبت ردود فعل وأفكارا حولها مشيرا الي ان السادة النواب ليسوا بحاجة لقرار حكومي حتي يتدخلوا في شأن التنمية السياسية وبامكانهم انجاز التفاعلات التي يرونها مناسبة في اي وقت لان صلاحيات البرلمان الدستورية تمكنهم من ذلك. وقال بان العلاقة مع التيار الاسلامي يشوبها بعض الخلافات لكنها ليست متأزمة، مستغربا بعض الآراء المتطرفة التي تقال احيانا مثل بعض الاسلاميين الذين شكك احدهم باسلام ودين الرئيس نفسه لانه قال بانه مستعد للتعامل مع الشيطان وليس مع اسرائيل فقط اذا كان في ذلك مصلحة للأردن وقال انه يستغرب مثل هذه الميول المتشجنة لان احدا في الدنيا لا يملك الحق في نزع صفة الدين عن اي شخص وانا أقولها بصراحة انني مستعد للتلاقي مع القرود وليس مع الشياطين فقط اذا تطلب واجبي ذلك فأنا لا أدير مزرعة فيصل الفايز بل أترأس حكومة المملكة الأردنية الهاشمية والمعني ان واجباتي الرسمية هي المحرك وليس مشاعري الشخصية تجاه اي طرف وهي مشاعر أنحيها جانبا عندما أجلس في كرسي المسؤولية. وألمح الفايز الي انه سيلتقي الاخوان المسلمين ويضعهم بصورة التحديات الاقليمية التي تواجه المنطقة بما في ذلك التأزم في العراق واحتمالات تشكل حكومة شيعية في بغداد وسيطالبهم بموقف وكلمة حق في مصلحة الوطن بدلا من الاسترسال في الصمت كما سيبذل جهدا وطنيا لوضع الوجهاء وقادة المجتمع والأعيان والنواب بصورة ما يجري لان المرحلة صعبة للغاية ومفتوحة علي كل الاحتمالات.