قبل ثلاثة أسابيع من موعدها المقرر أكد إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي المؤقت أن الانتخابات العامة لن تؤجل أو تجزأ «لأنها الجسر نحو الأمن والاستقرار».. في وقت تحدثت فيه تقارير أميركية عن قيام وزارة الدفاع (البنتاغون) بمراجعة مفتوحة لسياستها العسكرية في العراق ما يعكس حجم القلق تجاه تدهور الوضع على الأرض فيما فقدت القوات الأميركية خلال الساعات الماضية تسعة من جنودها:
اثنين في مواجهات عسكرية في محافظة الأنبار وسبعة في تفجير عبوة ناسفة في دورية قرب بغداد. ورأى علاوي في حديث إلى «البيان» قلقا لدى دول الجوار من انتقال عدوى الديمقراطية العراقية إليها، واصفا تعاطي الإعلام مع ما يجري في العراق بأنه «مؤذ».
في هذه الأثناء، اظهر استطلاع للرأي أجرته وزارة الخارجية الأميركية أن مستوى الإقبال على الانتخابات التي ستجري أواخر الشهر الحالي لن يكون على المستوى المأمول.. إذ توضح الأرقام أن حوالى تسعة من أصل عشرة ناخبين سنة لن يتوجهوا إلى مكاتب الاقتراع في حين أعرب 38 في المئة من الشيعة عن تفضيلهم البقاء في منازلهم في حال لم يكن الأمن مستتبا.
من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن أمله في أن تكون المشاركة مرتفعة في الانتخابات التي وصفها باللحظة التاريخية.
في غضون ذلك، احتل موضوع الانتخابات الأولوية في خطب الجمعة لأئمة المساجد السنية والشيعية في المدن العراقية.. ففي بغداد، دعا الشيخ محمود الصميدعي خطيب مسجد أم القرى إلى تأجيلها بسبب تردي الأوضاع الأمنية التي لن تؤدي إلى اقتراع حر ونزيه، مشددا على ان «الذين لا يريدون الانتخابات اليوم لا يريدون مقاطعتها بل يريدون صالح البلد».
وأوضح الصميدعي انه «ينبغي أن تكون الانتخابات مطلبا عراقيا لا مطلبا أجنبيا لذلك ينبغي أن نخلق عراقا خاليا من دنس الأجنبي الغاصب ومن إراقة الدماء ومن الطائفية ومن ثم نجري الانتخابات».
وحذر الصميدعي من أن «يستغل الأعداء مسألة الانتخابات من اجل إشعال نار الفتنة الطائفية» داعيا الى التجمع تحت عنوان كبير هو الإسلام ولا شيعية ولا سنية ولا سلفية ولا صوفية إنما الإسلام ومن يملك الغيرة على الإسلام عليه أن يجعل يده في يد أخيه المسلم.
وفي مسجد المحسن في مدينة الصدر جدد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر موقفه الرافض للانتخابات خلافا لبقية زعماء الشيعة الذين يؤكدون ضرورة عدم تأجيل الانتخابات ويحضون الناس على المشاركة فيها. وأكد ـ في بيان تلاه نيابة عنه الشيخ ناصر السعدي ـ ان الانتخابات «من دون أن يشترك فيها أحباؤنا من أهل السنة ستكون فاقدة للشرعية والديمقراطية».
وفي مدينة النجف، أكد الشيخ صدر الدين القبانجي (ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية) ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وحذر من «استعمال الإرهاب السياسي في العملية الانتخابية».